أخطآ مسرب العبور فأطلق عليهما الجنود 20 رصاصة

إسرائيل تعدم شابة وشقيقها شمال القدس

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يمهل جنود الاحتلال الشابة الفلسطينية مرام أبو إسماعيل (23 عاماً) وشقيقها ابراهيم (16 عاماً) لتدارك جهلهما بإجراءات العبور على حاجز قلنديا الفاصل بين رام الله والقدس، فأعدموهما بدم بارد بذريعة الطعن التي باتت مسرحية ممجوجة، كما يكرّر كثير من الفلسطينيين.

وخلافاً لمزاعم شرطة الاحتلال بأن مرام كانت تحمل سكّيناً، أكد شهود عيان تواجدوا في المكان أن الشقيقين الشهيدين سلكا المسرب الخاطئ الخاص بالسيارات، فتنبه لهما الجنود، وبدأوا بالصراخ عليهما باللغة العبرية التي لا يفهمها الشهيدان.. وهنا توقف الاثنان، كما يقول الشهود، وحاول إبراهيم أن يمسك يد شقيقته التي تسمّرت في المكان خوفاً، وحاول إبراهيم الابتعاد، إلا أن جندياً أطلق الرصاص نحو مرام، فسقطت على الأرض، وحين حاول شقيقها إسعافها، عاجله الجندي بصلية رصاص ليسقط بجوار شقيقته، وتركهما الجنود ينزفان حتى فارقا الحياة.

مرام (23 عاماً) حامل في الشهر الخامس وأم لطفلتين سارة (6 سنوات) وريماس (4 سنوات)، كانت برفقة شقيقها إبراهيم في طريقهما لمدينة القدس، بعد أن حصلت على تصريح لأول مرة، فيما إبراهيم يحمل شهادة الميلاد، ولكن جنود الاحتلال وضعوا حداً لحياتهما بدم بارد.

الشهيدان من قرية قطنة شمال غربي مدينة القدس المحتلة، لكن الأم مرام متزوجة وتقطن قرية بيت سوريك المجاورة.

20 رصاصة

ويؤكد أكثر من شاهد أن قوات الاحتلال المتمركزة على الحاجز أطلقت أكثر من 20 رصاصة على الشابة والشاب من مسافة بعيدة وتركتهما ينزفان على الأرض دون السماح بوصول سيارات الإسعاف لإنقاذهما.

ونقلت وكالة معا الفلسطينية عن شاهد العيان علاء صبح وهو سائق حافلات فلسطيني شاهد الحادث إن الاثنين كانا يجهلان إجراءات العبور ولم يمهلهما الأمن الإسرائيلي. وأضاف «بمجرد أن عبرا بدأ (الجنود الإسرائيليون) يصيحون: ارجعا ارجعا. ثم بدأوا في إطلاق النار. تلقت الفتاة الرصاصات الأولى... وحاول الفتى الرجوع لكنهم أطلقوا عليه سبع رصاصات».

وقال أحمد طه، الشاب المقدسي الذي شاهد ما جرى «إن الجنود تقدموا نحو الشقيقين ولدى الاقتراب منهما بدأ الجنود بإطلاق مزيد من الرصاص لتأكيد عملية الإعدام... كان بإمكان الجنود أن يبعدا الاثنين من المكان دون إطلاق الرصاص عليهما، لوجود مسافة طويلة بين الطرفين.» ويؤكد طه أن الجنود دسا سكينين بجوار الشهيدين، لكن الشرطة الإسرائيلية نشرت صورة لثلاث سكاكين على الأرض قالت إنها كانت بحوزتهما.

20 متراً

شاهد آخر، محمد أحمد، وهو سائق حافلة باص تواجد في المكان، يؤكد أن جندياً كان يقف خلف مكعب إسمنتي أطلق الرصاص على الفتاة من مسافة 20 متراً، دون أن تهدد حياته، لا هي ولا شقيقها. ووصلت إلى المكان سيارة إسعاف فلسطينية، إلا أن قوات الاحتلال منعتها من الاقتراب، وأمرها الجنود بالبقاء بعيدة، فيما كانت تتواجد في المكان سيارة إسعاف عسكرية، لكن الأطباء والمسعفين وقفوا في انتظار وفاة الشقيقين.

بعد قرابة الساعة، والشهيدان ملقيان على الأرض، قام المسعفون بوضعهما في أكياس بلاستيكية، وقاموا بنقلهما بسيارة إسعاف عسكرية إلى داخل مدينة القدس، حيث تحتجز سلطات الاحتلال الجثامين.

حادثة مشابهة كاد رجل ستيني يفقد حياته أول من أمس على الحاجز وفي نفس المكان، لكن ما أنقذه كان معرفته باللغة العبرية، يضيف أحمد.

«الرجل أخطأ وسار في المكان المخصص للسيارات، فتنبه له الجنود ورفعوا البنادق في وجهه، وخاطبوه باللغة العبرية، وطالبوه بالابتعاد عن المكان، فأخبرهم أنه ينوي الدخول للقدس، فأمروه أن يتجه نحو مدخل المواطنين القريب، فتوجه للمكان، والبنادق موجهة نحوه.

وقال علاء، وهو شاهد عيان قرب الحاجز لوكالة فرانس برس إن «الشرطة صرخت عليهما وطلبت منهما الرجوع إلى الخلف، وبدا أنهما لم يعرفا ماذا عليهما أن يفعلا».

وأضاف «أطلقوا النار على الفتاة أولاً ثم بدا أن الفتى لم يعرف ماذا يفعل، وحاول العودة إلى الوراء ولكنهم أطلقوا النار عليه أيضاً». وقام الجنود بعدها بإلقاء الغاز المسيل للدموع لتفريق الناس، وأغلقوا الحاجز.

منع

ذكرت مصادر إعلامية إسرائيلية أن حكومة الاحتلال أبلغت طواقم الإسعاف الإسرائيلية بقرارها منع تقديم الإسعاف لأي فلسطيني يصاب «خلال تنفيذه عملية». وذكرت صحيفة «إسرائيل هيوم» العبرية أن سلطات الاحتلال بررت قرارها لمزاعم وجود تهديد أمني من احتمالية كون المنفذ يحمل حزاماً ناسفاً ويقوم بتفجيره في المكان وإصابة طواقم الإسعاف الطبية».

Email