سعود المعلا يرأس وفد الدولة إلى القمة الإسلامية

الإمارات تؤكد احترام سيادة الدول وحسن الجوار

Ⅶ صورة جماعية للمشاركين بالاجتماع التحضيري في اسطنبول | البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

نيابة عن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، يتوجه صاحب السمو الشيخ سعود بن راشد المعلا عضو المجلس الأعلى حاكم أم القيوين على رأس وفد الدولة اليوم إلى اسطنبول لحضور مؤتمر القمة الإسلامية الـ 13 لمنظمة التعاون الإسلامي الذي يعقد خلال يومي الخميس والجمعة، فيما أكدت الإمارات حرصها على التمسك بمبادئ احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها وانتهاج سياسة حسن الجوار، وجددت دعوتها طهران للرد الإيجابي على الدعوة المتكررة للتوصل إلى حل سلمي يؤدي إلى إنهاء احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث من خلال التفاوض المباشر أو اللجوء إلى التحكيم الدولي، مؤكدة أنه من شأن حل هذا النزاع أن يبني جسور الثقة ودعم سياسة حسن الجوار.

ونيابة عن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، يتوجه صاحب السمو الشيخ سعود بن راشد المعلا عضو المجلس الأعلى حاكم أم القيوين على رأس وفد الدولة المشارك في القمة. ويضم الوفد المرافق لصاحب السمو حاكم أم القيوين، الشيخ محمد بن سعود بن راشد المعلا رئيس جائزة راشد بن أحمد المعلا للقرآن الكريم والثقافة الإسلامية، ومعالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، وناصر سعيد التلاي مدير الديوان الأميري في أم القيوين، ومحمد سعيد الظاهري المندوب الدائم لدى منظمة التعاون الإسلامي، وخليفة عبد الرحمن المرزوقي قنصل عام الدولة في إسطنبول، والوفد الإعلامي المرافق لسموه.

وبدأ وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي في مدينة إسطنبول، أمس، اجتماعهم التحضيري لمؤتمر القمة الإسلامية وأطلق على الدورة اسم «الوحدة والتضامن من أجل العدالة والسلام»، ويناقش الاجتماع على مدى يومين مشروعي جدول الأعمال وبرنامج عمل المؤتمر، حيث يبحث الوثائق الختامية المقدمة للقمة والخاصة بكل من قضية فلسطين والصراع العربي الإسرائيلي، وحالات النزاع في العالم الإسلامي والهجرة، وضعية المجتمعات المحلية المسلمة في الدول غير الأعضاء، ومكافحة الإرهاب والتطرف العنيف.

في الأثناء، أوضح معالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية في كلمته أمس خلال أعمال الاجتماع أهمية القمة الإسلامية التي تعقد في ظروف حرجة وبالغة الدقة يمر بها العالم الإسلامي، مضيفاً أن التطرف والإرهاب والطائفية أصبحت آفة عالمية تقوض بناء الدولة الوطنية وتمزق النسيج الاجتماعي والتوافق المجتمعي وتهدد الأمن الوطني والأمن الإقليمي وتنذر بتهديد السلم والأمن الدوليين.

وقال قرقاش إنه إيماناً من دولة الإمارات العربية بأهمية الجانب الفكري في تبديد إلصاق طابع العنف للإسلام فقد أنشأت مع شركائها الدوليين في أبوظبي مركزاً لمكافحة التطرف العنيف «مركز هداية»، كما استضافت منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة إضافة إلى إنشائها بالتعاون مع الولايات المتحدة الأميركية مركز «صواب» لاستخدام شبكة التواصل الاجتماعي لتفنيد الدعايات المغرضة للمنظمات الإرهابية وخاصة تنظيم داعش والرد على فتاويه المغرضة وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي يروجونها عن الإسلام.

احترام سيادة الدول

وأضاف وزير الدولة للشؤون الخارجية أن دول منظمة التعاون الإسلامي بامتدادها الجغرافي وتنوعها الثقافي أحوج ما تكون للتأكيد على هذه المبادئ لخلق علاقات سوية فيما بينها، وأنه انطلاقاً من هذه العقيدة فإن دولة الإمارات العربية تحرص كل الحرص على التمسك بهذه المبادئ في احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها وانتهاج سياسة حسن الجوار، كما أنها تؤكد من ناحية أخرى رفضها المطلق القاطع للتدخل في شؤونها الداخلية أو في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، لاسيما إذا كان من شأن هذا التدخل إثارة النعرات الطائفية وإشعال القلاقل والفتن بين أبناء الشعب الواحد، داعياً معاليه كل أعضاء المنظمة إلى انتهاج سياسة تستند إلى احترام القانون الدولي ونبذ أوهام الهيمنة على الآخرين والكف عن دعم الميليشيات المسلحة ومنع العبث بمكونات الدولة الوطنية.

وأكد قرقاش أنه إيماناً من دولة الإمارات العربية بسيادة القانون وبالحلول السلمية لكل المنازعات الدولية «فإننا نجدد الدعوة من هذا المنبر لجمهورية إيران الإسلامية للرد الإيجابي على الدعوة المتكررة لدولة الإمارات العربية للتوصل إلى حل سلمي يؤدي إلى إنهاء احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى من خلال التفاوض المباشر أو من خلال اللجوء إلى التحكيم الدولي ووفقاً لميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي. إذ أن من شأن حل هذا النزاع الذي طال أمده أن يبني جسور الثقة ودعم سياسة حسن الجوار في مرحلة تاريخية تقتضي التضامن وتحقيق المصلحة المشتركة وصولاً للاستقرار في منطقتنا التي تحفها القلاقل والاضطرابات».

اليمن وفلسطين

كما شدد على أن الوضع في اليمن يتطلب عملاً جاداً ومتواصلاً لتمكين الحكومة اليمنية الشرعية من استكمال العملية الانتقالية والعبور بالشعب اليمني الشقيق إلى بر الأمان من خلال حل سياسي قائم على القرارات الدولية والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار اليمني والعمل على إعادة بناء اليمن بعد انفراج الأزمة وانتهاء الحرب فيه.

وبشأن القضية الفلسطينية قال وزير الدولة للشؤون الخارجية إن التوصل إلى تسوية سلمية في منطقة الشرق الأوسط مسألة حيوية لمواجهة التوترات في المنطقة، كما أن تحقيق السلام يتطلب انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة منذ عام 1967 وتمكين الشعب الفلسطيني من بناء دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

المأساة السورية

ودعا قرقاش إلى تضافر الجهود لوضع حد للمأساة الخطيرة المتفاقمة التي يتعرض لها الشعب السوري الشقيق من جراء استمرار العنف والقتل من دون أفق سياسي للخروج من هذه الأزمة الممتدة. وأضاف «إننا ندعم حلاً سياسياً للأزمة في سوريا قائماً على أساس متطلبات بيان جنيف الأول بشأن الأزمة السورية وما يحقق تطلعات الشعب في تشكيل سلطة انتقالية بصلاحيات كاملة jنهي دوامة القتل والعنف والتدمير ويوفر أرضية وطنية شاملة لبناء سوريا تستوعب كل مكوناتها الوطنية وتحارب الإرهاب وداعش والتطرف والطائفية».

وأكد قرقاش موقف الإمارات ضرورة الالتزام باحترام الوحدة والسيادة الإقليمية لليبيا الشقيقة والحفاظ على استقلالها السياسي، وضرورة الالتزام بالحوار الشامل بين القوى السياسية النابذة للعنف والتطرف، مرحباً بوصول رئيس حكومة الوفاق الوطني المعين والمجلس الرئاسي إلى العاصمة طرابلس باعتبارها خطوة إيجابية تجاه الحل السياسي للأزمة ضمن إطار اتفاق الصخيرات.

أولوية الأولويات

من جانبه، أكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إياد أمين مدني خلال كلمته أن الاجتماع جاء لتوفير الإرادة وصنع القرار، فضلاً عن المساهمة في تغيير الواقع وتجاوز الخلاف والاختلاف، ومنح الثقة والأمل للشعوب التي تنتظر نتائج هذه الاجتماعات وما يتخذ فيها من قرارات صائبة ومتبصرة.

وأشار إلى أن التصدي لظاهرة الإرهاب والتطرف والعنف التي تصب في مخزون خطاب الكراهية للإسلام والمسلمين (الإسلاموفوبيا)، هو أولوية الأولويات. وتطرق إلى القضية الفلسطينية والمعاناة المستمرة للاجئين من أفغانستان وسوريا والصومال واليمن، علاوة على الانقسام الطائفي والأزمات الاقتصادية.

من جهته، قال وزير خارجية جمهورية تركيا، رئيس الاجتماع، مولود جاويش أوغلو إن عنوان الدورة الحالية لمؤتمر القمة الإسلامي «الوحدة والتضامن من أجل العدالة والسلام» جاء معبراً عن حاجة العالم الإسلامي إلى الوحدة والتضامن في هذه الفترة العصيبة، حيث تحتاج الأمة الإسلامية إلى العدالة والسلام أكثر من أي شيء آخر.

وأضاف جاويش أوغلو أنه سيتم في ختام القمة إعلان وثيقة مهمة خاصة بالقضية الفلسطينية، كما سيجري اعتماد برنامج الخطة العشرية لمنظمة التعاون الإسلامي، مؤكداً أن تركيا ستضطلع بمسؤولياتها خلال ترؤسها الدورة الثالثة عشرة لمؤتمر القمة الإسلامي، وذلك من خلال مواجهة مشكلات العالم الإسلامي بالتعاون مع الدول الأعضاء.

الوثائق الختامية

يبحث وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي الوثائق الختامية المقدمة للقمة الإسلامية والخاصة بكل من قضية فلسطين والصراع العربي الإسرائيلي، حالات النزاع في العالم الإسلامي والهجرة، وضعية المجتمعات المحلية المسلمة في الدول غير الأعضاء، ومكافحة الإرهاب والتطرف العنيف.

القمة ستطالب إيران بوقف تدخلاتها

يطالب مشروع البيان الختامي للقمة الإسلامية الثالثة عشرة، والتي تبدأ أعمالها غداً في مدينة اسطنبول، إيران بوقف تدخلاتها في شؤون دول الجوار.

ومن أبرز نقاط البيان المتوقع أن يتوافق عليه القادة حسب ما نقل موقع «العربية نت»، دعم التحالف العسكري الإسلامي لمكافحة الإرهاب، ودعا كل الدول الأعضاء المهتمة إلى الانضمام إليه، مُشدداً على أن الحرب على الإرهاب أولوية كبرى لجميع الدول الأعضاء.

في الأثناء يدعو مشروع البيان إلى ضرورة أن تكون علاقة إيران مع دول الجوار قائمة على حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام سيادة واستقلال دول الجوار، وحل الخلافات بالطرق السلمية. وادانة تدخلات إيران في الشؤون الداخلية لدول المنطقة ودول أخرى أعضاء، منها البحرين واليمن وسوريا والصومال واستمرار دعمها للإرهاب.

وحدة سوريا

ويؤكد البيان المتوقع ضرورة الحفاظ على وحدة سوريا واستقلالها وسيادتها وسلامتها الإقليمية، ودعمه لإيجاد تسوية على أساس بيان جنيف، بغية تنفيذ عملية انتقال سياسي يقودها السوريون.

وفي الشأن الليبي يرحب مؤتمر القمة باعتماد قرار مجلس الأمن رقم 2259 بشأن ليبيا الذي يحدد المهام الانتقالية للسلطات الليبية، وبتوقيع الاتفاق السياسي الليبي في الصخيرات، وبتشكيل المجلس الرئاسي وحكومة الوفاق الوطني.

دعم الشرعية

ويدعم مؤتمر القمة في مشروع البيان الختامي الشرعية الدستورية في اليمن واستئناف العملية السياسية للوصول إلى حل سياسي قائم على تنفيذ مبادرة مجلس التعاون الخليجي ومخرجات الحوار الوطني اليمني، مؤكداً ضرورة الالتزام بقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة باليمن. ويؤكد مشروع البيان الختامي للقمة الإسلامية على ضرورة عقد مؤتمر دولي للسلام في وقت مبكر لوضع آليات لحماية الشعب الفلسطيني وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967. كما يرحب بالحوار بين الأطراف السياسية اللبنانية. ويدين كذلك «عدوان» جمهورية أرمينيا على أذربيحان، ويدعو أرمينيا لسحب قواتها فوراً من ناغورنو كاراباغ.

النص الكامل لكلمة قرقاش
.. يسعدنا في البداية أن نتقدم إلى الجمهورية التركية بالتهنئة على استضافة القمة الإسلامية الثالثة عشرة لمنظمة التعاون الإسلامي ونعبر عن بالغ الشكر والامتنان لتركيا على حسن الاستقبال وكرم الضيافة متمنين كل التوفيق والنجاح لأعمال اجتماعنا هذا.


ولا يفوتنا أن نعبر عن خالص الشكر والتقدير لأشقائنا في جمهورية مصر العربية على رئاسة القمة السابقة والنجاحات والإنجازات التي تحققت خلالها خدمة لمصالح العالم الإسلامي وتعزيزاً لمكانة منظمة التعاون الإسلامي.


الشكر موصول لمعالي الأمين العام وفريقه في الأمانة العامة على الجهود المتواصلة التي يبذلونها في تحقيق تطلعات وأهداف منظمتنا وخدمة مصالح شعوب الأمة الإسلامية.
السيد الرئيس...
تنعقد أعمال قمتنا الإسلامية هذه في ظروف حرجة وبالغة الدقة يمر بها العالم الإسلامي فالتطرف والإرهاب والطائفية أصبحت آفة عالمية تقوض بناء الدولة الوطنية وتمزق النسيج الاجتماعي والتوافق المجتمعي وتهدد الأمن الوطني والأمن الإقليمي وتنذر بتهديد السلم والأمن الدوليين.


وانطلاقاً من هذا الواقع ورغبة في مواجهة هذه الأخطار فإن ثمة دوراً جوهرياً ترى دولة الإمارات العربية أن على منظمة التعاون الإسلامي القيام به يتمثل فيما يلي:
أولاً: أن الشعور السائد بالتوجس لدى البعض من الإسلام والمسلمين والذي أنتج ظاهرة الإسلاموفوبيا يقتضي من المنظمة ودولها بذل جهود حثيثة لتبديد الصورة الذهنية السلبية عن ديننا الحنيف والتأكيد على جوهره القائم على الوسطية والتسامح وهو ما يقتضي تبني منهج جماعي واستراتيجية شاملة ثقافية وفكرية وإعلامية من خلال مشاركة علماء الأمة والمؤسسات الدينية فيها لتصحيح أي تصور مغلوط عن الدين الإسلامي من خلال تجديد الخطاب الديني والتأكيد على قيم التسامح والسلام التي هي من جوهر هذا الدين ونبذ التطرف والعنف.


وإيماناً من دولة الإمارات العربية بأهمية الجانب الفكري في تبديد إلصاق طابع العنف للإسلام فقد أنشأت مع شركائها الدوليين في أبوظبي مركزاً لمكافحة التطرف العنيف (مركز هداية) كما استضافت منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة الذي يرأسه فضيلة الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر الشريف كما أنشأت بالتعاون مع الولايات المتحدة الأميركية مركز «صواب» لاستخدام شبكة التواصل الاجتماعي لتفنيد الدعايات المغرضة للمنظمات الإرهابية وخاصة تنظيم داعش والرد على فتاويه المغرضة وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي يروجونها عن الإسلام.


ثانياً: إن الدول الإسلامية الأعضاء في المنظمة تتسم بالتنوع الكبير في مكونات شعوبها اجتماعياً وثقافياً وإنسانياً إلا أن ثمة رابطاً مشتركاً بينها جميعاً يتمثل في ضرورة التمسك بأهداف الدين الحنيف وما يتسم به من وسطية وقيم التسامح وقبول الآخر والتي تكون في مجموعها أسس الحضارة الإسلامية.


ولعل ذلك هو ما يجعلنا نهيب بالمنظمة أن تعمل على تنسيق المواقف والسياسات بإزاء التحديات والظروف الدقيقة والخطيرة التي يمر بها عالمنا الإسلامي إزاء تفشي ظاهرة الإرهاب والعنف الذي تزداد خطورته بارتداء لباس الدين الإسلامي.


وعلى الرغم من أن أغلب ضحايا الإرهاب هم من المسلمين إلا أن الصورة الذهنية التي استقرت لدى البعض هو الربط بصورة أو بأخرى بين الإسلام والعنف. لكل ذلك فإننا نتوقع أن تعمل منظمة التعاون الإسلامي على حث أعضائها لاتخاذ مواقف حاسمة لمقاومة الإرهاب بكافة صوره وأياً كانت دوافعه وتعقب مرتكبيه وتجفيف منابع تمويله وتبني آليات وطنية ودولية لتحقيق هذه الأهداف. وذلك يقتضي أن تكون منظمتنا إطاراً فعالاً لكفالة حد أدنى من التوافق في سياسات أعضائها والحديث بصوت واحد في المحافل الدولية.


ثالثاً: إن بلوغ هذه الغايات يقتضي من الدول الأعضاء تجاوز الخلافات التي تنبع عن تباين المواقف السياسية إزاء بعض القضايا والملفات والارتفاع عن الخلافات فيما بينها وإحلال التفاهم محل التصادم. والتوافق على استراتيجية مشتركة ذات طابع تنموي وتنويري تنهض بشعوب العالم الإسلامي في كل المجالات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية.


إن منظمة التعاون الإسلامي باعتبارها إطاراً تنظيمياً جامعاً ينبغي أن تعبر بصدق عن الدور البناء للإسلام في إقامة علاقات دولية تعاونية مع كل الدول عامة وفيما بين الدول الأعضاء فيها بخاصة. من خلال خطاب مقنع وصادق يحترم التنوع دون أن يصل إلى الخلاف وفي إطار احترام السيادة الوطنية لكل دولة مسترشدين بقوله تعالى «يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا» صدق الله العظيم.


رابعاً: لا يخفى عليكم أن من المبادئ الراسخة التي تقوم عليها العلاقات الدولية والتي أرساها القانون الدولي هو مبدأ احترام السيادة الإقليمية للدول وعدم شرعية التدخل في شؤونها الداخلية وأن التمسك بهذه المبادئ كفيل بتحقيق الأمن والاستقرار في العلاقات بين الدول.


ولعل دول منظمة التعاون الإسلامي بامتدادها الجغرافي وتنوعها الثقافي أحوج ما تكون للتأكيد على هذه المبادئ لخلق علاقات سوية فيما بينها وانطلاقاً من هذه العقيدة فإن دولة الإمارات العربية تحرص كل الحرص على التمسك بهذه المبادئ في احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها وانتهاج سياسة حسن الجوار كما أنها تؤكد من ناحية أخرى على رفضها المطلق القاطع للتدخل في شؤونها الداخلية أو في الشؤون الداخلية للدول الأخرى لاسيما إذا كان من شأن هذا التدخل إثارة النعرات الطائفية وإشعال القلاقل والفتن بين أبناء الشعب الواحد. وتدعو كل أعضاء المنظمة إلى انتهاج سياسة تستند إلى احترام القانون الدولي ونبذ أوهام الهيمنة على الآخرين والكف عن دعم الميلشيات المسلحة ومنع العبث بمكونات الدولة الوطنية.


خامساً: وإيماناً من دولة الإمارات العربية بسيادة القانون وبالحلول السلمية لكافة المنازعات الدولية فإننا نجدد الدعوة من هذا المنبر لجمهورية إيران الإسلامية للرد الإيجابي على الدعوة المتكررة لدولة الإمارات العربية للتوصل إلى حل سلمي يؤدي إلى إنهاء احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى من خلال التفاوض المباشر أو من خلال اللجوء إلى التحكيم الدولي ووفقاً لميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي. إذ إن من شأن حل هذا النزاع الذي طال أمده أن يبني جسور الثقة ودعم سياسة حسن الجوار في مرحلة تاريخية تقتضي التضامن وتحقيق المصلحة المشتركة وصولاً للاستقرار في منطقتنا التي تحفها القلاقل والاضطرابات.

السيد الرئيس...
إن الوضع في اليمن يتطلب منا عملاً جاداً ومتواصلاً لتمكين الحكومة اليمنية الشرعية من استكمال العملية الانتقالية والعبور بالشعب اليمني الشقيق إلى بر الأمان من خلال حل سياسي قائم على القرارات الدولية والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار اليمني والعمل على إعادة بناء اليمن بعد انفراج الأزمة وانتهاء الحرب فيه.


ولكي نصل إلى هذه الغاية علينا أن نؤكد على دعم الشرعية الدستورية في اليمن ورفض التدخل في شؤونه الداخلية. والعمل على دعم جهود المبعوث الأممي لإيجاد تسوية سياسية للأزمة اليمنية تجمع بين أطياف الشعب اليمني الشقيق وتخفف معاناته وتعمل على بناء مؤسسات الدولة.


السيد الرئيس...
إن التوصل إلى تسوية سلمية في منطقة الشرق الأوسط مسألة حيوية لمواجهة التوترات في المنطقة كما أن تحقيق السلام يتطلب انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة منذ عام 1967 وتمكين الشعب الفلسطيني من بناء دولته الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.


والإمارات العربية المتحدة إذ تؤيد الوصول إلى تسوية سلمية قائمة على أساس قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية فإنها تدعم جهود السلطة الوطنية الفلسطينية وتدعو إلى مساندتها في حصول دولة فلسطين على العضوية الكاملة في المنظمات والمعاهدات الدولية.


إن الإجراءات الإسرائيلية التي تستهدف تهديد المسجد الأقصى الشريف لن تؤدي إلا إلى تغذية عوامل العنف والتطرف في المنطقة وإذكاء الصراع في الشرق الأوسط ونحن كدول إسلامية مطالبين أكثر من أي وقت مضى بالعمل الجاد على دعم صمود المواطنين الفلسطينيين في القدس الشريف ومساعدتهم على مقاومة سياسة التهويد الإسرائيلية والانتصار عليها.


السيد الرئيس...
إننا ندعو إلى تضافر الجهود لوضع حد للمأساة الخطيرة المتفاقمة التي يتعرض لها الشعب السوري الشقيق من جراء استمرار العنف والقتل من دون أفق سياسي للخروج من هذه الأزمة الممتدة.
إننا ندعم حلاً سياسياً للأزمة في سورية قائماً على أساس متطلبات بيان جنيف الأول بشأن الأزمة السورية وما يحقق تطلعات الشعب في تشكيل سلطة انتقالية بصلاحيات كاملة تدير انتقالاً للسلطة ينهي دوامة القتل والعنف والتدمير ويوفر أرضية وطنية شاملة لبناء سورية تستوعب كل مكوناتها الوطنية وتحارب الإرهاب وداعش والتطرف والطائفية.


وفي مواجهة الأزمة الإنسانية الحادة التي يتعرض لها الشعب السوري الشقيق فإن الإمارات العربية المتحدة تقوم بواجباتها تجاه عمليات الإغاثة المستمرة للشعب السوري والمشاركة في توفير احتياجاته الإنسانية وتدعو إلى زيادة الجهود الدولية والإقليمية لتأمين الموارد المطلوبة ومساعدة دول الجوار السوري لاستيعاب اللاجئين والعمل على الوصول إلى النازحين في داخل سورية بما في ذلك عبر الحدود للتخفيف من معاناتهم والضغط لتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة بمواجهة الأزمة الإنسانية في سوريا.


السيد الرئيس...
تؤكد دولة الإمارات على ضرورة الالتزام باحترام الوحدة والسيادة الإقليمية لليبيا الشقيقة والحفاظ على استقلالها السياسي وعلى ضرورة الالتزام بالحوار الشامل بين القوى السياسية النابذة للعنف والتطرف.
وبهذه المناسبة فإن دولة الإمارات العربية ترحب بوصول رئيس حكومة الوفاق الوطني المعين والمجلس الرئاسي إلى العاصمة طرابلس وترى في ذلك خطوة إيجابية تجاه الحل السياسي للأزمة الليبية ضمن إطار اتفاق الصخيرات كما تؤكد على ضرورة اعتماد مجلس النواب لحكومة الوفاق الوطني وفق أحكام الدستور باعتباره السلطة التشريعية وترى ذلك من الأمور الأساسية في تعزيز المسار السياسي ونجاحه.


السيد الرئيس...
إن ما يتعرض له اللاجئون في الروهنجا يبعث على القلق الشديد وإننا ندعو كل الدول الأعضاء والمجتمع الدولي إلى اتخاذ كل ما يلزم لمعالجة الوضع الإنساني الرهيب الذي يتعرضون له.


السيد الرئيس...
يحدونا أمل كبير في أن تكون منظمة التعاون الإسلامي منبراً نستطيع من خلاله أن نعبر تعبيراً صادقاً عن دور الإسلام والدول الإسلامية في إرساء علاقات دولية قوامها التواصل مع العالم وأن يكون الخطاب من خلال ذلك المنبر عالياً وصادقاً يدحض افتراءات التطرف والإرهاب ودفع الضرر عن حقيقة ديننا الوسطي وقيمة رسالته. كل ذلك في إطار احترام خصوصية كل دولة واحترام سيادتها. ولعل قمة إسطنبول تكون بداية المسار نحو هذا التوجه.


وفي الختام..
فإننا على يقين من أن رئاستكم للقمة الإسلامية الثالثة عشرة سوف توافر زخماً جديداً ودفعة قوية لتمكين المنظمة من مساعدة الدول الأعضاء والمجتمعات المسلمة على مواجهة التحديات وتحقيق الإنجازات متمنين لأعمال اجتماعنا هذا كل التوفيق والنجاح.


بسم الله الرحمن الرحيم
«وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون » صدق الله العظيم.

Email