دي ميستورا يصيغ وثيقة مشتركة لأطراف جنيف سوريا.. وكيري يلتقي بوتين اليوم

موسكو تدفع لمفاوضات طويلة.. والنظام يناور

Ⅶ مقاتلون من المعارضة في حي جوبر بدمشق | رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

وصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى موسكو أمس سعياً للحصول على إجابات من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أسئلة تتعلق برؤية روسيا لتحول سياسي يتكشف في سوريا خصوصاً فيما يتعلق بمصير الرئيس السوري بشار الأسد، في وقت يعكف المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا على صياغة وثيقة مشتركة تمثل مرجعية للأطراف المشاركة في المفاوضات مع اختتام الجولة الأولى من «جنيف3» وسط تباين الرؤى الدولية بخصوص طبيعة الحل، حيث تميل روسيا إلى مفاوضات طويلة، فيما تضغط الدول الغربية لإجراء تحول سريع يفضي إلى حل سياسي، وسط مناورة النظام السوري بعدم ممانعته لـ«حل وسط» يطرحه دي ميستورا بشأن الانتقال السياسي.

ووصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى موسكو أمس سعيا للحصول على إجابات من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أسئلة تتعلق برؤية روسيا لتحول سياسي يتكشف في سوريا خصوصاً فيما يتعلق بمصير الرئيس السوري بشار الأسد.

وقال مسؤول من وزارة الخارجية الأميركية قبل اجتماعهما في الكرملين إن كيري يريد الآن «الوصول إلى صلب الموضوع» فيما يتعلق بالأسد. وأضاف أن الهجمات التي تعرضت لها بروكسل الثلاثاء أكدت بدرجة أكبر الحاجة إلى مواجهة التهديد الذي يشكله مقاتلو تنظيم داعش.

وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته: «الوزير يريد الآن حقيقة أن يسمع أين وصل الرئيس بوتين في تفكيره.. بشأن التحول السياسي» في سوريا.

وتابع: «أجروا بعض الاتصالات مع الأسد في الأسابيع القليلة الماضية ومن الواضح إذا كان وقف العمليات القتالية سيسفر عن تحول حقيقي في سوريا فإن ذلك سيتضمن الوصول إلى صلب الموضوع فيما يتعلق بالشكل الذي سيكون عليه هذا التحول».

مفاوضات طويلة

الا ان الخبير لدى صندوق مارشال الالماني في الولايات المتحدة، يورغ فوربريغ، اعرب عن شكوكه من قدرة كيري على «استغلال هذه اللحظة الايجابية»، مضيفا ان روسيا حصلت مبدئيا على كل ما كانت تريده من هذا التدخل، وطالما ان مصالحها ليست مهددة مجددا، فلن يضيرها ان تترك محادثات السلام تطول إلى ما لا نهاية.

وظهرت مؤشرات على اتجاه روسيا إلى اعتماد المفاوضات الطويلة، على عكس الرؤية الأوروبية والأميركية التي تتفق في إحداث تحول سريع.

وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إنه كان من المتوقع دوما أن تكون محادثات السلام السورية الجارية في جنيف طويلة وصعبة وإن من السابق لأوانه الحديث عن نفاد صبر أي جانب في المفاوضات.

لافروف وشتاينماير

بدوره، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن روسيا وألمانيا اتفقتا على الحاجة لمحادثات سلام سورية في جنيف تشمل جميع الأطراف.

وقال لافروف بعد اجتماع مع وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير انه يتعين على الاتحاد الاوروبي الكف عن «الالعاب الجيوسياسية» والعمل مع روسيا لمكافحة الارهابيين غداة اعتداءات بروكسل الدامية.

إلا أن شتاينماير تمسك بمطلب رحيل الأسد، وقال إن الأمر يتطلب حلا في سوريا يبقي عليها كدولة علمانية يمكن أن تتعايش فيها كل الجماعات. وأضاف أنه لا مجال لإهدار الوقت في مفاوضات السلام السورية وحث كل الأطراف على عدم تعطيل المحادثات.

وثيقة مشتركة

في جنيف التي تختتم فيها المحادثات اليوم، قال رئيس «مجموعة القاهرة» للمعارضة السورية جهاد مقدسي إن مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا يعتزم إصدار وثيقة تتضمن «رؤية مشتركة» محتملة.

وقال مقدسي للصحافيين بعد الاجتماع مع دي ميستورا في جنيف: «سمعنا من دي ميستورا أنه سيصدر وثيقة تتضمن رؤية مشتركة محتملة. ليست جاهزة بعد لكننا نعتقد أنها في الاتجاه الصحيح وتغطي الكثير من النقاط المهمة لمجموعة الرياض ومجموعة القاهرة ومجموعات موسكو».

حل وسط

والتقى دي ميستورا أمس مع الوفد الحكومي السوري. وقال رئيس الوفد ومندوب سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، انه سيسلم دي ميستورا تصورهم عن جدول أعمال المفاوضات التي تنطلق جولتها الثانية في أبريل المقبل.

واعتبر الجعفري أن عدم الاتفاق على جدول الأعمال يعيق التقدم بشكل رئيسي في جنيف لكنه أضاف: «استطيع أن أقول إننا اقتربنا إلى حد ما من كسر جدار الجمود الذي كان قائماً في الجولة الأولى من ناحية الشكل وليس الجوهر».

وانتقد الجعفري «انتقائية واستنسابية الوفود الأخرى في مقاربتها للقرار 2254»، الذي قال انه «واسع وشامل ويجب أن نراعيه بكل أحكامه. فهو يتحدث عن مكافحة الإرهاب ويجب أن نتطرق إلى ذلك، ويتطرق إلى حوار سوري سوري من دون تدخل خارجي وشروط مسبقة».

ويحدد القرار 2254 الذي تبناه مجلس الأمن بالإجماع نهاية العام الماضي خارطة طريق تتضمن مفاوضات بين النظام والمعارضة ووقفاً لإطلاق النار وتشكيل حكومة انتقالية في غضون ستة اشهر وتنظيم انتخابات خلال 18 شهراً. ولا يشير هذا القرار إلى مصير الرئيس السوري بشار الأسد، وهو ما تعتبره دمشق ليس موضع نقاش في جنيف.

وبحسب الجعفري فإنه «لا قراءة واحدة لمسألة الانتقال السياسي» مضيفاً: «نحن فهمنا شيئاً والطرف الآخر فهمه شيئاً وربما لدى دي ميستورا حل وسط».

ويعول دي ميستورا على محادثات موسكو أملاً أن «تكون بناءة لتساعدنا على المضي في المحادثات بشكل معمق أكثر».

لكن الجعفري اعتبر أن الحديث عن ضغوط تمارسها روسيا على الحكومة السورية لتقديم تنازلات في جنيف هو «قراءة خاطئة».

«الجامعة» تدعو إلى توافق سياسي

طالبت جامعة الدول العربية مختلف الأطراف السورية بالعمل على ضرورة حسم أمرها وتدرك أن إنقاذ سوريا بأيديها وليس بأيدي غيرها.

وشددت على أهمية الاستفادة من الأجواء الإقليمية والدولية المؤيدة للحل السياسي للأزمة المشتعلة منذ أكثر من خمس سنوات للتوجه نحو الحل النهائي خصوصاً في ظل مؤشرات إيجابية نسبية تتمثل في صمود وقف إطلاق النار والنجاح في إدخال بعض المساعدات الإنسانية.

وقال السفير أحمد بن حلي نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية في تصريحات للصحافيين اليوم انه على السوريين أن يعملوا بقوة لإيجاد توافق باتجاه الحل السياسي للمحافظة على وحدة البلاد، والتي باتت مهددة بعد إعلان فصائل كردية النظام الفيدرالي في شمال سوريا. القاهرة ــ وام

Email