استعادة منطقة شرقي الرمادي .. و "داعش" ينفّذ إعدامات في نينوى

انتشار عسكري عراقي تحضيراً لمعركة الموصل

ت + ت - الحجم الطبيعي

نشر الجيش العراقي الآلاف من عناصره شمالي البلاد استعداداً لمعركة تحرير مدينة الموصل (مركز محافظة نينوى) بالتزامن مع استعادة منطقة جويبة، شرقي مدينة الرمادي في محافظة الأنبار، بعد ساعات على إطلاق عمليتين متزامنتين لتحرير جويبة وحصيبة الشرقية.. وسط معارك أسفرت عن سقوط عشرات القتلى من التنظيم الذي نفّذ إعدامات ميدانية بحق مدنيين وعسكريين في الموصل.

معركة الموصل

ونشرت السلطات العراقية آلاف الجنود في قاعدة عسكرية في شمالي البلاد استعداداً لعمليات استعادة مدينة الموصل معقل داعش.

وقال ضابط برتبة عميد ركن في الجيش، إن وحدات من قوات الجيش بدأت تصل إلى قاعدة عسكرية قرب قضاء مخمور لبدء عملية عسكرية نحو الموصل.

والهدف الأول في العملية هو قطع إمدادات التنظيم بين الموصل ومناطق كركوك والحويجة من جهة، والموصل وبيجي الواقعة في صلاح الدين من جهة أخرى.

وأضاف المصدر أن «هناك ثلاثة ألوية متمركزة في تلك القاعدة حالياً ومن المقرر وصول 4500 جندي آخر من الفرقة 15 إلى القاعدة لتدخل التحضيرات لاستعادة الموصل في مرحلة جديدة».

من جهته، قال الناطق باسم قيادة العمليات المشتركة العميد يحيى رسول إن «الجيش العراقي يقوم باستحضارات من ناحية الجنود والمعدات والتجهيز والتدريب من أجل عمليات تحرير نينوى». ولم يذكر رسول أي موعد عن بدء العمليات لأسباب أمنية.

وأغلب الجنود الذين ينتشرون في المنطقة الخاضعة لسيطرة حكومة إقليم كردستان العراق، هم أكراد يعملون ضمن الجيش الاتحادي العراقي.

وقال هلكورد حكمت وهو أحد الناطقين باسم قوات البيشمركة الكردية إن هذه القوات جاءت بموافقة رئاسة وحكومة إقليم كردستان.

والقاعدة ستكون مقراً للجنود وقاعدة عسكرية للطيران في ذات الوقت بحسب المسؤول الكردي.

استعادة الجويبة

في الأثناء، استعادت القوات العراقية السيطرة على منطقة جويبة في ضواحي مدينة الرمادي، وطردت منها مقاتلي تنظيم داعش.

ولا تزال قوات مكافحة الإرهاب ووحدات الجيش العراقي تواصل تقدمها من أجل فتح الطريق الرئيسة التي تربط الرمادي، كبرى مدن محافظة الأنبار، بقاعدة الحبانية العسكرية.

وقال قائد عمليات الأنبار اللواء الركن إسماعيل المحلاوي إن «قطعات عسكرية من جهاز مكافحة الإرهاب والفرقة الثامنة في الجيش وعمليات الأنبار وشرطة الأنبار تمكنت خلال عملية عسكرية واسعة من تحرير منطقة جويبة بالكامل ورفع العلم العراقي فوق أحد أبنيتها».

وأضاف المحلاوي أن القوات الأمنية تمكنت من إجلاء مئات الأسر التي كان تنظيم داعش يحاصرها في منطقة جويبة.

وتواصل القوات الأمنية تقدمها لاستعادة السيطرة على منطقة حصيبة، آخر المناطق التي يسيطر عليها التنظيم في ضواحي الرمادي.

وكان العقيد أحمد الدليمي من قيادة عمليات الأنبار أكد، انطلاق عمليتين عسكريتين لتحرير مناطق جويبة وحصيبة الشرقية. وأكد مصدر عسكري أن القوات العسكرية وبإسناد من طيران التحالف الدولي والعراقي تمكنت من قتل نحو 15 إرهابياً من تنظيم داعش في منطقة جويبة.

وأوضح الدليمي أنه مع كثرة الألغام داخل المنطقتين فإن عدداً من العائلات المتبقية داخل المنطقتين تعرقل تقدم القوات التي تعمل على فتح الثغرات المتواصلة لسلامة خروج العائلات بأمان. وأشار إلى أنه تم إجلاء أكثر من 1300 مدني من داخل منطقتي جويبة وحصيبة الشرقية خلال الـ48 ساعة الأخيرة.

قتلى «داعش»

من جهتها، أعلنت قيادة العمليات المشتركة عن مقتل أكثر من 80 عنصرا من داعش بإحباط هجمات للتنظيم في الرمادي، وتحرير 68 مدنياً من قبضته.

وذكر بيان للقيادة أن «قوات قيادة عمليات الأنبار المتمثلة بالفرقة العاشرة، أحبطت تعرضين فاشلين بالعجلات المفخخة والأحزمة الناسفة والأسلحة المتوسطة في منطقتي الجرايشي والبو ذياب، ما أسفر عن مقتل العشرات من داعش وتدمير أسلحته ومعداته».

وأشار البيان إلى قيام قطعات جهاز مكافحة الإرهاب بإجراء التحصينات وفتح شارع 100 الرابط بمركز المدينة مع تقاطع شارع أربعين، وتحرير 68 مدنياً كانوا محتجزين من قبل داعش وإخلائهم، بالتنسيق مع شرطة طوارئ المحافظة، إلى المجمع السياحي في الحبانية.

إعدامات

إلى ذلك، أعلن مصدر أمني في محافظة نينوى أن عناصر داعش أعدموا العشرات. وقال العميد محمد الجبوري إن عناصر داعش أعدموا مراسل صحيفة الحدباء اليومية واثق عبد الوهاب شرقي الموصل. وأوضح أن عملية الإعدام تمت رمياً بالرصاص في ساحة لكرة القدم بمنطقة الزهور. وأضاف أن الإرهابيين أعدموا أيضاً أربعة شبان بالرمي من سطح مبنى مرتفع وسط الموصل.

وكان الحشد الوطني في نينوى أعلن عن قيام «داعش» بإعدام 300 من أهالي الموصل، غالبيتهم من منتسبي الجيش والشرطة والناشطين المدنيين.

تفجير

أفاد مصدر عسكري بأن التنظيم فجر 11 منزلاً تعود لمسيحيين في مناطق متفرقة شرقي الموصل، مشيراً إلى أن داعش أخلى ستة منازل في منطقة البكر، وخمسة أخرى في منطقة العربي شرقي المدينة من كل محتوياتها، ومن ثم تم تفجير المنازل بالكامل بعد أن كان التنظيم يشغلها كونها مواقع بديلة له خشية استهدافهم من قبل التحالف الدولي.

معصوم يدعو إلى حصر السلاح في يد الدولة

دعا الرئيس العراقي فؤاد معصوم إلى سحب الأسلحة الثقيلة والمتوسطة من العشائر وحصرها بيد الدولة، وأكد أهمية تكريم العشائر التي تدعم سيادة القانون، والتي تساعد على فض النزاعات، فيما شدد على ضرورة ملاحقة مثيري الفتن. وأكد معصوم، خلال استقباله وفداً من قبيلة البومحمد، أهمية دور العشائر في تعزيز سلطةالدولة، بحسب بيان لمكتبه الإعلامي.

وذكر البيان أن الرئيس العراقي أكد أهمية الدور الذي يمكن أن تنهض به العشائر، في دعم وتكريس سلطة الدولة وحماية المؤسسات المدنية، والمساعدة على مواجهة تحديات الأزمة المالية والاقتصادية، داعياً إلى سحب الأسلحة المتوسطة والثقيلة وحصرها بيد الدولة وحدها، لحماية المجتمع وتعزيز سلطة الدولة والقانون.

وأضاف البيان أن معصوم شدد على أهمية تكريم العشائر التي تدعم سيادة القانون، والتي تساعد على فض النزاعات، مشيداً بالدور الوطني للعشائر العراقية. ولفت البيان إلى أن رئيس الجمهورية شدد على ضرورة ملاحقة مثيري الفتن العشائرية ومستخدمي العنف المسلح في حل الخلافات المحلية، والمعتدين على الأطباء وسواهم ومانعيهم من القيام بواجباتهم.

Email