القدس لا تنام قبل أن تودّع شهيداً

إسرائيل تراوغ في محاكمة قتلة الطفل أبو خضير

ت + ت - الحجم الطبيعي

أثار قرار محكمة الإسرائيلي بشأن قتلة الطفل المقدسي محمد أبو طير ذكريات الفلسطينيين إزاء ما يسمى القضاء الإسرائيلي الذي سبق له في بدايات النكبة أن حكم على الضابط المشرف على مجزرة كفر قاسم بدفع «أغورة» واحدة، في حين لم تنم القدس فجر أمس قبل أن تودّع شهيداً جديداً على مقربة من المسجد الأقصى.

يوم أمس، وفي الدقيقة الـ 90 لجلسة محاكمة قتلة الشهيد أبو خضير، وعلى نحو مفاجئ قدم محامي الدفاع عن المتهم الرئيسي يوسف بن دافيد، لهيئة المحكمة المركزية، تقريراً طبياً عن الوضع النفسي لموكله بشأن عدم أهليته للمحاكمة، وبناء عليه قرر القضاة تأجيل المحاكمة لحين «دراسة التقرير»، في محاولة جديدة للمماطلة بإصدار الحكم.

ونقلت وكالة معا الفلسطينية عن المحامي مهند جبارة عن عائلة الشهيد إن هيئة القضاة أدانت «القاصريْن» بالتهمة وهي (خطف وحرق وقتل الطفل محمد أبو خضير في الثاني من يوليو 2014)، إضافة للتخطيط لمحاولة خطف الطفل موسى زلوم من حي بيت حنينا شرق القدس، وتم تعيين جلسة لهما بتاريخ 13 يناير المقبل للنطق بالحكم ضدهما.

وقام محامي الدفاع عن القاتل بن دافيد قبل يومين من تاريخ «جلسة الإدانة» بتقديم التقرير النفسي من خبير إسرائيلي يدعي فيه أن موكله يعاني من «اضطرابات نفسية» وهو غير مؤهل للإدانة والمحاكمة، وعليه تم تأجيل المحكمة لتاريخ 20-12-2015 (جلسة حول التقرير النفسي).

وقال المحامي جبارة تعقيباً على ذلك «إن هذه محاولة جديدة من قبل محامي الدفاع للمراوغة وتأجيل الحكم النهائي، إذ كان بالإمكان تقديم مثل هذا التقرير خلال الجلسات السابقة والتي بدأت منذ يوليو 2014».

والدة الشهيد

وأعربت والدة الشهيد أبو خضير عن غضبها وعدم ارتياحها لعدم إدانة قاتل ابنها بحجة وضعه النفسي، وقالت: «من خطط وبحث وخطف وحرق وقتل هو شخص سليم ولا يعاني من أي أمراض نفسية». واتهمت الطبيب النفسي الإسرائيلي بالتواطؤ مع القاتل، وقالت:«إن التقرير مدفوع الأجر» في محاول لعدم معاقبة بن دافيد على جريمته البشعة بحق ابننا.

وأضافت:«إن ما جرى مع محمد سيبقى نقطة سوداء في إسرائيل... نطالب بإنزال أقصى العقوبة ضد القتلة وهي السجن «مدى الحياة»... رغم أن ذلك لن يخفف من ألمنا ولن يعيد لنا محمد. لكن العقوبة ستردع جرائم مماثلة بحق الشعب الفلسطيني».

العائلة تعاني

أما حسين أبو خضير والد الشهيد فقال: العنصرية بدت واضحة خلال جلسة المحكمة.. المحاكم الإسرائيلية تتعامل بازدواجية وتكيل بمكيالين.. تحاكم الفلسطيني بقوانين خاصة وتعامل المتهم الإسرائيلي «بلطف».

وتساءل : «كيف تُحمل المحكمة المسؤولية للقاتل الرئيسي ولا تحاكمه؟ لماذا لم تتم إدانته بشكل قاطع؟ لماذا لم تهدم منازل القتلة حتى اليوم؟ في حين يعدم أبناؤنا بدم بارد وتهدم منازلهم وتشرد عائلتهم بحجة «محاولة أو تنفيذ عملية».

وأَضاف: إسرائيل لم تتخذ أي عقوبات ضد قتلة محمد فكيف سيتم ردع النازيين الجدد؟ مضيفاً: نؤكد اليوم عدم ثقتنا بالمحاكم الإسرائيلية ونؤكد إننا سنلاحق القتلة وفي حال عدم الحكم عليهم بالسجن الفعلي مدى الحياة سنتوجه للمحاكم الدولية.

وقال أبو خضير: لم يتم إدانة القاتل لوضعه النفسي، فماذا عن الوضع النفسي لعائلة الشهيد، نحن نعاني من ألم ووجع دائم فالجريمة لم تكن سهلة، كل يوم نفكر كيف خطف وحرق واستشهد، حتى اليوم لم يعاقب القتلة.

وبالتزامن مع جلسة المحكمة تظاهر مقدسيون أمام مبنى المحكمة في شارع صلاح الدين بالقدس، مطالبين بإنزال أقصى العقوبات ضد قتلة أبو خضير، ورفعوا صوراً للشهيد، والأعلام الفلسطينية.

استشهاد فتى

وكانت القدس على موعد مع شهيد جديد. فقد استشهد الفتى أيمن سميح العباسي (17 عاماً) الليلة قبل الماضية برصاص الاحتلال خلال مواجهات اندلعت في حي عين اللوزة ببلدة سلوان القريبة من المسجد الأقصى.

وشيّع المئات من أهالي سلوان والقدس جثمان الشهيد إلى مثواه الأخير قبيل ساعات الفجر لمنع قوات الاحتلال من اختطاف جثمانه، حيث كانت قوات الاحتلال حاولت اختطافه من المركز الطبي في البلدة وإجراء عمليات تمشيط واسعة بحثاً عن الجثمان.

وقال مدير مركز عين اللوزة الطبي د. عماد شبانة في تصريح صحافي إن قوات الاحتلال اقتحمت المركز وفتشت غرفه واحتجزت هويات الطاقم الطبي وطاقم إسعاف المدينة والموجودين داخله واحتجزتهم لمدة ساعتين.

وأضاف أن القوات حققت مع طاقم المركز بحجة علاجهم «مخربين» وعدم إبلاغ الشرطة، مؤكدين أن طاقمه حاول تقديم العلاج للفتى كما تحتم عليه واجبه الإنساني والطبي. وأوضح أن الشاب أصيب برصاصة مباشرة في صدره ونزف كثيراً، ما أدى إلى استشهاده على الفور، حيث وصل المركز وأعلن عن استشهاده.

واندلعت مواجهات في البلدة كما ساد الإضراب الشامل حداداً على الشهيد. وأوضح مجدي العباسي من مركز معلومات وادي حلوة أن أحياء بلدة سلوان (رأس العامود والثوري وعين اللوزة وبئر أيوب) شهدت مواجهات متفرقة، واستخدمت قوات الاحتلال خلالها القنابل الصوتية والأعيرة المطاطية.

هدم منزل في القدس وإخطار «2» بالخليل

اقتحمت قوات الاحتلال أمس، منزل الشهيد غسان أبو جمل في قرية جبل المكبر لهدم ما تبقى منه. وأوضحت عائلة أبو جمل أنها تقدمت بدعوى ضد جيش الاحتلال طالبته فيه بإزالة الخطر الذي يشكله على ما تبقى من منزل الشهيد أبو جمل، حيث فجرت القوات جدران المنزل الداخلية وأجزاء من السقف فقط، الأمر الذي يشكل خطورة على حياة السكان المجاورين والمنازل.

 وأضافت العائلة أن جيش الاحتلال حاول التنصل من مسؤوليته بدعوى أن (إبقاء هيكل المنزل دون هدمه بالكامل) يعتبر رادعاً للشبان.

وسلمت سلطات الاحتلال ثلاثة إخطارات بهدم منزلين وجمعية تعاونية في منطقة البقعة شرق مدينة الخليل. وقال نادر عبد العزيز جابر: «إن لاحتلال قام بتسليمنا إخطارات بهدم منزل شقيقي عزمي وبلال، غالبيتهم من الأطفال، كما سلمنا إخطاراً بهدم الجمعية التعاونية وهي قيد الإنشاء، والتي تم إنشاؤها لتكون بمثابة عيادة صحية للسكان في هذه المنطقة التي لا تتوافر فيها الخدمات الطبية».

واعتقلت قوات الاحتلال ثلاثة فلسطينيين من بلدات سعير وبني نعيم ومخيم الفوار شرق وفي جنوب المدينة ذاتها. وداهمت مخيم الفوار حيث اقتحمت منزل الشهيد محمد إسماعيل الشوبكي، وقامت بتفتيشه وتصويره ومسحه، وأنها اعتقلت المواطن يزن عماد الذيبة (19 عاماً). واعتقلت قوات الاحتلال بلال يوسف الأسمر من بلدة سعير، كما اعتقلت سليمان تركي العدرة (20 عاماً) من بلدة بني نعيم.

اقتحام المسجد الأقصى

اقتحمت مجموعة من المستوطنين أمس، باحات المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة تحت حراسة مشددة من قوات الاحتلال. وأفاد أحد المرابطين أن مجموعة من المستوطنين اقتحموا باحات الأقصى ضمن جولات استفزازية للمسلمين.

فيما منعت قوات الاحتلال النساء من دخول الأقصى ولاتزال تمنع النساء المدرجة أسمائهن تحت القائمة السوداء من دخول الأقصى.

Email