شهداء في الضفة وغزة وعمليات الطعن تتواصل.. وآلاف المشيعين في رام الله

انتفاضة فلسطينية في «يوم الغضب»

ت + ت - الحجم الطبيعي

استشهد ستة فلسطينيين برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة والضفة الغربية في «يوم الغضب» الذي اشتعل مواجهات وعمليات طعن، بينما أعلنت المستشفيات الفلسطينية حالة الطوارئ لاستقبال الأعداد المتزايدة من المصابين، فيما شيعت رام الله في جنازة مهيبة شارك فيها الآلاف جثمان الشهيد مهند الحلبي في مشهد غاب عن المدينة لأعوام.

واستشهد خمسة شبان فلسطينيين برصاص الاحتلال الإسرائيلي وأصيب نحو 15 آخرين في مواجهات عنيفة اندلعت بالقرب من موقع ناحل عوز العسكري شرق حي الشجاعية إلى الشرق من مدينة غزة وفي منطقة الفراحين شرق خانيونس جنوب القطاع.

وأعلن الناطق باسم وزارة الصحة أشرف القدرة أن ثلاثة شبان استشهدوا برصاص الاحتلال شرق غزة في حين استشهد شابان وأصيب عدد آخر من الفلسطينيين في مظاهرات بمنطقة الفراحين على الحدود الشرقية لخانيونس.

وبين القدرة أن الشهداء هم أحمد عبد الرحمن الهرباوي وشادي حسام دولة وعبد الوحيدي وعدنان موسى أبو عليان وجميعهم يبلغون من العمر 20 عاماً، حيث كانت الإصابة بالرصاص الحي المباشر. وأضاف أن 17 جريحاً على الأقل نقلوا إلى مستشفيي الشفاء بمدينة غزة وناصر بخان يونس لتلقي العلاج بينهم أربعة في حالة خطرة. وأوضح أن من بين الجرحى اثنين من الصحافيين، بينما استشهد الفتى محمد هشام الرقب (15 عاماً) في منطقة الفراحين بخانيونس.

وأكد مصدر أمني أن الجنود الإسرائيليين أطلقوا النار مباشرة تجاه شباب كانوا يتظاهرون في المنطقة ما أسفر عن وقوع شهداء وإصابات.

وأفاد شهود عيان بأن المئات من الشبان الفلسطينيين انطلقوا من مفترق الشجاعية بعد صلاة الجمعة باتجاه موقع ناحل عوز شرق حي الشجاعية بغزة وصوب الحدود شرق عباس في خانيونس.

وأوضح الشهود أن المتظاهرين اقتربوا من بوابة الموقع العسكري وقاموا برشق قوات الاحتلال بالحجارة وبادلتهم قوات الاحتلال بإطلاق النار وقنابل الغاز المسيل للدموع.

كما أطلقت زوارق بحرية الاحتلال نيران رشاشاتها الثقيلة تجاه مراكب الصيادين قبالة شاطئ بحر مدينة غزة.

شهيد في الضفة


في الضفة الغربية استشهد فلسطيني بعد أن طعن شرطياً إسرائيلياً عند مدخل مستوطنة كريات اربع قرب مدينة الخليل جنوب الضفة المحتلة.

وقال الناطق باسم شرطة الاحتلال ميكي روزنفيلد إن شرطياً طعن وأصيب بجروح خفيفة عند مدخل كريات اربع لكنه تمكن من إطلاق النار على المهاجم. وأعلنت مصادر أمنية فلسطينية استشهاد الفتى محمد الجعبري بعد أن طعن شرطياً عند مدخل المستوطنة.
ويعد هذا ثامن شهيد فلسطيني منذ بداية الشهر الجاري برصاص الاحتلال الذي قال إن خمسة منهم قتلوا خلال تنفيذ عمليات طعن، والثلاثة الآخرين في سلسلة مواجهات متواصلة في مختلف مدن الضفة الغربية.


وقال شهود عيان ومصادر أمنية إن مواجهات اندلعت في عدة مناطق في الخليل، حيث ألقى شبان الحجارة على قوات الاحتلال في مناطق اذنا ويطا ومدينة الخليل.


كما أصيب مستوطن بجروح طفيفة بعملية طعن في القدس المحتلة. وبحسب شرطة الاحتلال فإن الفتى أصيب بطعنة في القسم العلوي من جسده. وقالت الشرطة إنها اعتقلت مشتبهاً به فلسطينياً يبلغ من العمر 18 عاماً بعد الطعن الذي وقع في شارع مجاور لتقاطع طرق يفصل احياء اليهود من عتاة التطرف عن الاحياء الفلسطينية.


وصباح أمس، أقدم إسرائيلي على طعن فلسطينيين اثنين واثنين من العرب الإسرائيليين في مدينة ديمونا جنوب الأراضي المحتلة واعتقل بعدها.
وهذا أول هجوم بالسكين يقدم عليه إسرائيلي ضد عرب منذ بدء موجة العنف في مطلع الشهر الجاري. وقالت الشرطة الإسرائيلية إن دوافع منفذ الهجوم قومية، واعتقلت المنفذ الذي قالت إنه في العشرينات من العمر.
ونقل الأربعة إلى المستشفى لتلقي العلاج، وحالتهم بين الطفيفة والمتوسطة.

جنازة حاشدة


في سياق آخر، شارك عدة آلاف من الفلسطينيين في جنازة الشاب مهند الحلبي الذي قتل إسرائيليين اثنين في البلدة القديمة في القدس الشرقية الأسبوع الماضي.
وكانت إسرائيل سلمت الجانب الفلسطيني جثمان الحلبي منتصف ليل الخميس الجمعة بعد أن احتجزته لستة أيام.
وقد تكون هذه الجنازة الأضخم منذ سنوات عدة لفلسطيني يستشهد على أيدي الإسرائيليين.
ولفت جثة الشاب، بعد الصلاة عليه في مسجد جمال عبد الناصر وسط مدينة رام الله، برايتي الجهاد الإسلامي وحركة حماس، فيما لف رأسه بالكوفية الفلسطينية، وحمله العشرات على الاكتاف.
ووزعت رايات كل الفصائل الفلسطينية على المشاركين في الجنازة.
وهتف المشاركون في الجنازة، من نساء ورجال وأطفال «عالقدس رايحين شهداء بالملايين»، و«يا شهيد ارتاح ارتاح واحنا حنواصل الكفاح».

351 إصابة


إلى ذلك، قال الهلال الأحمر الفلسطيني إن إجمالي عدد الإصابات في المواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال في الضفة الغربية والقدس المحتلة خلال الـ24 ساعة الماضية بلغ 351 إصابة.
وأوضح الهلال الأحمر في بيان أمس أن الإصابات توزعت كالآتي: 25 بالرصاص الحي، و98 بالمعدني المغلف بالمطاط، و217 بالغاز، و11 اعتداء بالضرب.
وذكر أن إجمالي الإصابات منذ بداية الاعتداءات منذ أكثر من أسبوع بلغ 1640 إصابة، بينها 101 بالرصاص الحي، و442 بالمطاط، و1066 بالغاز، و31 اعتداء بالضرب.

حالة طوارئ


من جهتها، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية حالة الطوارئ في كل مستشفياتها العاملة في الضفة الغربية.
وقال الناطق باسم الوزارة أسامة النجار، بسبب تقديرات بارتفاع نسبة المواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال، أعلنا حالة الطوارئ وطلبنا من كل العاملين والأطباء الالتحاق بعملهم الجمعة، رغم أنه عطلة رسمية.


اتصالات


بحث وزير الخارجية المصري سامح شكري مع نظيره الأردني ناصر جودة خلال اتصال هاتفي الأوضاع المتدهورة في القدس المحتلة والضفة الغربية، وناقشا الأسلوب الأمثل للتعامل مع الأحداث واحتواء تداعياتها على الصعيدين السياسي والأمني.
وقال الناطق باسم الخارجية المصرية أحمد أبوزيد إن شكري يجري اتصالات مكثفة مع الأطراف الفاعلة إقليمياً ودولياً لاحتواء التصعيد الخطير بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، والتأكيد على أهمية توفير الحماية للشعب الفلسطيني. وأضاف أن شكري كلف السفارة المصرية في تل أبيب بالقيام باتصالات عاجلة مع الجانب الإسرائيلي للتأكيد على أهمية وقف التصعيد وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني.
وذكرت مصادر سياسية أن إسرائيل والأردن يتبادلان رسائل يؤكدان فيها رغبة البلدين في تهدئة الخواطر في المدينة المقدسة.

Email