عملية برية لقوات الأسد بغطاء جوي روسي

موسكو تقصف أهدافاً لـ"داعش" من بحر قزوين

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعلنت وزارة الدفاع الروسية ان سفن حربية روسية تابعة لأسطول بحر قزوين اطلقت 26 صاروخا عابرا على 11 هدفا لتنظيم داعش وجبهة النصرة في سوريا ودمرتها كلها، تزامنا مع بدأ قوات رئيس النظام السوري بشار الأسد أمس عملية برية واسعة في ريف حماة، مدعوما للمرة الأولى بغطاء جوي من الطائرات الحربية الروسية، مع تأكيد الرئيس فلاديمير بوتين ان قواته ستساند بفعالية هذه الهجمات وتكثف غاراتها.

وقال مصدر عسكري سوري أمس: »بدأ الجيش السوري والقوات الرديفة عملية برية على محور ريف حماة الشمالي تحت غطاء ناري لسلاح الجو الروسي«. وبحسب المصدر العسكري السوري، يستهدف الهجوم البري »اطراف بلدة لطمين غرب مورك (حماة)، تمهيدا للتوجه نحو بلدة كفرزيتا التي تتعرض منذ ايام لضربات روسية جوية«. واكد مصدر عسكري في ريف حماة أن »الجيش السوري يعمل في عملياته الأخيرة على فصل ريف إدلب الجنوبي (شمال غرب) عن ريف حماة الشمالي«.

غارات روسية

وفي حين أعلنت وزارة الدفاع الأميركية»البنتاغون« أن طائرة واحدة على الاقل تابعة للتحالف الدولي ضد داعش اضطرت لتغيير مسارها اثناء تحليقها في الاجواء السورية لكي تتجنب الاقتراب كثيرا من مقاتلة روسية تزامناً مع تصريحات واشنطن أن أكثر من 90في المئة من الغارات الروسية في سوريا لا تستهدف »داعش«

او القاعدة ..اوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي ان »طائرات حربية روسية نفذت 23 غارة على الأقل على ريف حماة الشمالي، بالإضافة إلى 14 غارة استهدفت ادلب (شمال غرب)«. ووصف المرصد الغارات الروسية في الساعات الأخيرة بأنها »اكثر كثافة من المعتاد«، لافتا إلى انها »المرة الأولى التي تترافق فيها مع اشتباكات ميدانية بين قوات النظام والفصائل المقاتلة«. وافاد المرصد عن مقتل »مدنيتين وطفلة في غارات لطائرات يعتقد انها روسية في بلدة دارة عزة في ريف حلب الشمالي الغربي«.

موقف بوتين

وبالتوازي، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال لقاء مع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو نقله التلفزيون الروسي إن »الغارات الروسية ستكون متزامنة مع العمليات البرية كما ان سلاح الجو سيساند بشكل فعال هجوم الجيش السوري«. وأردف: »ندرك مدى تعقيد عمليات من هذا النوع ضد الإرهابيين. وبالتأكيد لا يزال من المبكر استخلاص نتائج لكن ما تم القيام به حتى الآن يستحق تقديرا جيدا«. من جهته، قال شويغو لبوتين في ايجاز متلفز ان القوات الروسية ضربت 112 هدفا في سوريا منذ الأسبوع الماضي وشنت حملة قصف تقول موسكو انها استهدفت تنظيم داعش. وتحدث الرئيس الروسي ايضا عن هجوم بري للجيش السوري ضد »داعش«، مؤكدا ان العمليات العسكرية الروسية »ستكون متزامنة« مع تحركات القوات النظامية.

بحر قزوين

وفي مؤشر على تصعيد التدخل الروسي، اكد شويغو ان اربع سفن حربية روسية تابعة لأسطول بحر قزوين اطلقت 26 صاروخا عابرا على 11 هدفا لتنظيم داعش وجبهة النصرة في سوريا ودمرتها كلها. ولم يوضح شويغو المكان الذي اطلقت منه السفن صواريخها، لكن رسما بيانيا نشره موقع وزارة الدفاع اظهر تحليق الصواريخ التي اطلقت من بحر قزوين على بعد 1500 كلم من هدفها، فوق ايران والعراق قبل ان تسقط في سورية متفادية المجال الجوي لتركيا واذربيجان. ووفقا للوزارة، اصابت الصواريخ الروسية اهدافها مستودعات لإنتاج متفجرات ومراكز قيادة ومخازن مستودعات ومعسكرات تدريب بدقة تقل عن ثلاثة امتار.

باريس وواشنطن

وفي سياق متصل، اكد وزير الدفاع الأميركي اشتون كارتر ان الولايات المتحدة لا تتعاون مع موسكو بشأن ضرباتها الجوية في سورية باستثناء التنسيق بشأن اجراءات السلامة الأساسية للطيارين، واصفا التدخل الروسي بأنه »خطأ جوهري«.

وقال كارتر خلال مؤتمر صحافي: »لقد قلت سابقا اننا نعتقد بأن روسيا تعتمد الاستراتيجية الخاطئة.. انهم يواصلون ضرب اهداف ليست لتنظيم داعش. نعتبر ذلك خطأ جوهريا«. واضاف: »رغم ما يقوله الروس، لم نتفق على التعاون مع روسيا طالما انهم مستمرون باستراتيجية خاطئة وبضرب هذه الأهداف«. وجاءت تصريحات كارتر بعد ان ذكرت وزارة الدفاع الروسية انها تدرس اقتراحات من الولايات المتحدة لتنسيق العمليات ضد »داعش«.

بدورها، اعلنت مصادر مقربة من الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أنه لم يقترح تحالفا بين الجيش السوري النظامي والجيش السوري الحر المعارض، خلافا لما اعلنه الرئيس الروسي، مشيرة إلى انه ذكّر بوتين »بضرورة وجود المعارضة السورية« في مفاوضات السلام. واوضحت المصادر ان »هولاند تحدث عن ضرورة وجود المعارضة السورية في اي مفاوضات محتملة. والبقية ليست فكرة فرنسية«. وكان بوتين اعلن ان هولاند عرض عليه فكرة »مثيرة للاهتمام« هي »توحيد جهود« القوات الحكومية و»الجيش السوري الحر« المعارض.

 

تركيا

أعلن الجيش التركي أمس أن أنظمة صواريخ مقرها سورية تعرضت لمقاتلات تركية أول من أمس أثناء قيام ثماني مقاتلات »إف-16« بدورية على الحدود مع سورية. ودخلت طائرات روسية المجال الجوي التركي مرتين مطلع الأسبوع، وتقول تركيا إن طائرة »ميغ-29« مجهولة تعرضت لطائراتها الاثنين الماضي، ما دفع وزارة الخارجية إلى استدعاء السفير الروسي ثلاث مرات للاحتجاج. أنقرة ـ رويترز

Email