خبراء أردنيون: طريق تحرير صنعاء سالك ويحتاج إلى وقت

■ مقاتلان من المقاومة يجوبان شوارع مأرب إثر تحريرها | رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد خبراء عسكريون أردنيون لـ«البيان» الأهمية المعنوية لتحرير باب المندب، مجمعين على أن طريق تحرير صنعاء سالك، ولكنه يحتاج إلى وقت.

وأكد الخبير العسكري الاستراتيجي الأردني فائز الدويري، في تصريح خاص لـ«البيان»، أن القوات العسكرية في باب المندب جرى تدريبها منذ زمن بصورة دفاعية شاطئية يمكن أن يحسم المعركة فيها أي هجوم خلال ساعات فقط، وهذا ما حصل، مشيراً إلى أن الأهمية لمضيق باب المندب سياسية واستراتيجية ثم عسكرية.

ورداً على سؤال حول الطريق إلى صنعاء، قال إن الطريق يمر من خلال تراكم الإنجازات العسكرية، مشيراً إلى أن لديه رؤية عسكرية يخالف فيها معظم المحللين وتتعلق بطبيعة معركة صنعاء.

وقال: «أفترض في نظريتي ثلاثة سيناريوهات: الأول الذي أتمناه أن لا يتم خوض المعركة، ويستسلم الحوثي والمخلوع صالح من خلال تحقيق تراكم إنجازات كبيرة بعد محاصرة الحوثي، وتعزيز ذلك باحتراق المنظومات العسكرية لديه، وبالتالي رضوخه». ويضيف: «أما السيناريو الثاني، فهو عزل الحوثي وقطع طرق إمداده وخوض معركة خاطفة معه لهزيمته».

ويوضح بشأن الافتراض الثالث: «سير المعارك بالطريقة التي تتم الآن حتى إنضاج المشهد العسكري في صنعاء». وتحدث الدويري عن أهمية اختراق المنظومة العشائرية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثي وصالح، مشيراً إلى أن الانقلابيين «يمتلكون صواريخ سكود والدوشكا والكاتيوشا، لكن لا أحد حتى الآن يعرف العدد الدقيق لما يملكونه من صواريخ».

ما قبل صنعاء

من جانبه، أكد نائب رئيس هيئة الأركان الأردنية السابق الخبير العسكري الاستراتيجي مقاصد محمود أهمية ما يقوم به التحالف اليوم من «معارك ما قبل صنعاء». وقال في تصريح لـ«البيان» إن التحالف العربي يدرك أهمية خوض معارك عدة ما قبل معركة صنعاء الحتمية، مشيراً إلى أن المطلوب اليوم تنظيف محيط مأرب من الحوثيين وقوات المخلوع علي عبد الله صالح قبل الانتقال إلى معارك أخرى من بينها صعدة.

ووصف محمود السيطرة على باب المندب بالإنجاز الاستراتيجي، وقال: «ما جرى في باب المندب نجاح استراتيجي مهم جداً، سواء للتحالف أو حتى للعالم»، مشيراً إلى أن «الحوثيين وقوات صالح يحاولون التشكيك في الإنجاز، لكن من الواضح أن المضيق بات في قبضة الحكومة الشرعية وسيطرتها وإدارتها».

ورداً على سؤال بشأن «الطريق إلى صنعاء»، قال الخبير العسكري الاستراتيجي الأردني: «قبل السؤال عن صنعاء علينا أولاً الانتهاء من مأرب وتعز بشكل نهائي، كما يجب تأمين صعدة وما حولها».

وأضاف: «ما زال على التحالف أن يخوض معارك لم يخضها بعد من أجل المرور إلى صنعاء، وبرغم ذلك فإن العقل العسكري للتحالف يحسن صنعاً اليوم، بمنجزاته العسكرية المهمة». وأردف: «على التحالف محاولة تحييد القوة الصاروخية بشكل نهائي»، مشيراً إلى أن ذلك «يحتاج إلى بعض الوقت، لكن من الواضح أن الحوثيين وقوات المخلوع لا يمتلكون قوة صاروخية كبيرة تهدد التحالف».

مسألة وقت

أما الخبير العسكري الأردني خالد المجالي، فقال لـ«البيان» إن «الحوثيين اليوم يعمدون إلى تعزيز وجودهم في صنعاء وما حولها، لأن سقوطها يعني انتهاء كل أطماعهم في الاستيلاء على الدولة اليمنية». وأضاف أن هذا الأمر «يحتاج إلى وقت، خاصة أن جغرافيا المنطقة ليست سهلة». وتابع: «الطرق التي يمكن أن تدخل منها قوات التحالف إلى صنعاء صعبة، وهذا يعني أن الحوثيين سيكسبون بعض الوقت، لكن سقوط صنعاء ليس إلا مسألة وقت فقط».

وأردف: «من المستحيل على الحوثيين إبقاء يدهم على صنعاء، خاصة من التطورات العسكرية السابقة والحالية، والإنجازات المهمة التي تحققت للتحالف». وأشار إلى أن «كل ما تقوم به جماعة عبد الله صالح العمليات التي تمت في المناطق الجبلية على الطرق المؤدية إلى المدينة».

واستطرد: «الطريق إلى صنعاء بحاجة إلى وقت، خاصة أن تضاريس المنطقة الجبلية ليس من السهل التعامل معها إلا عبر قوات برية بطبيعة معينة، إضافة إلى تجهيزها بصورة جيدة».

ورداً على سؤال عن القدرات الصاروخية لدى الحوثيين والمخلوع، قال: «هناك إمكانيات دائماً لأن تقع عمليات اختراق، لكن هذا لا يعني أن هناك تراجعاً، فالعمليات طبيعية، خاصة مع المناطق الجغرافية، وما دامت الأسلحة ليست بعيدة المدى، فمن السهل جداً التعامل معها». وأشار إلى أن من الواضح وجود سيطرة للتحالف، لكن قوات الشرعية تتعامل مع المعطيات بصورة إيجابية ومدروسة، ما يعني أن ما ستسفر عنه العمليات العسكرية الدائرة الآن هو إضعاف الإمداد الخارجي للمخلوع والحوثيين، ما يؤدي إلى تراجعهم بصورة تدريجية.

باب المندب

رداً على سؤال حول ما بعد باب المندب، قال المجالي إن باب المندب رسالة سياسية أكثر من أي شيء آخر، إضافة إلى ما يعنيه من قطع الإمدادات عن الحوثيين، مشيراً إلى أن معظم عمليات التهريب ستتوقف، وهو ما سيضعف الحوثيين وجماعة المخلوع صالح من حيث إمكانية التسليح.

Email