القارة العجوز تتجرّع الكأس المرّة

جيوش اللاجئين تحاصر أوروبا وتعــــــــرّي قيم العالم

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

ثلاث بينها فاختر، عذراً هو واحد تتشعب طرق وصولك إليه ثلاث مسارات، مت وخياراتك متعددة «داعش» والأسد والبحر، اختر مصيراً لم ولن تختاره، هي الحرب والصمت والخذلان يصنعون أكثر من ذلك.

ولد في مارس 2011 حلم جديد عنوانه «الحرية لسوريا»، سرعان ما تلاشى هذا الحلم متحولاً إلى كابوس، وتشتت البوصلة، ليتشتت بذلك أكثر من أربعة ملايين سوري. وبهذا وجدت الصحف الغربية عنواناً جديداً للصفحة الأولى «أزمة اللاجئين السوريين».

إن أزمة اللاجئين ليست وليدة اليوم، بل تفاقمت تدريجياً بعد أن طلب العرب التدخل المباشر في سوريا، لوقف قتل الشعب السوري ورفض الغرب، مفضلاً ما يرى أنه حل سياسي فشل طوال خمس سنوات في تحقيقه، ما أدى وكونه نتيجة حتمية إلى تفجر أزمة اللاجئين في وجوه الكل.

تكريس فقر وقهر

نجحت الأنظمة الاستبدادية في أفريقيا والشرق الأوسط في صنع منظومات دكتاتورية قمعية تحت مظلة الدعم الغربي، رغبة في السيطرة على الناس بالبطش والقهر والإذلال، وبما يضمن مصالح الغرب.

وتمثل أفريقيا أكبر مصدر للمهاجرين إلى أوروبا عبر البحر المتوسط، وتعتبر الصومال من الدول المصدرة للاجئين في أفريقيا. لعل أكبر الدوافع التي تجعل الصومالي أو أي أفريقي يغادر موطنه مهاجراً إلى بلد آخر، هو أن موطنه يعاني من إشكالات عديدة، ترجع إلى طبيعة البنى التي خلّفها الاستعمار الأوروبي من اقتصاد هش ونزاعات عرقية دينية، ونهب الشركات الأوروبية واحتكارها الأنشطة الاقتصادية من زراعة ورعي.. إلخ، وكل هذا يسبب البطالة والفقر وتدني مستوى المعيشة، وهي الأشياء التي تحتل مكان الصدارة بين دوافع الهجرة.

إذاً على القارة العجوز أن تحصد ثمار ما زرعت فهي المسؤول الأول عن 25 مليون شخص منهم 10 ملايين لاجئ وهو ما يساوي نصف اللاجئين في العالم، و15 مليون نازح هربوا من بلادهم في أفريقيا بعد أن كرّست أوروبا بشكل مباشر الفقر والحروب في أوطانهم.

صمت مطبق

وصمت الغرب عن ما جاء في تقرير التنمية البشرية الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للعام 2003 أن أكثر من بليون إنسان في العالم يعيشون في فقر مدقع، ويكافحون للبقاء على قيد الحياة بأقل من دولار واحد في اليوم، ما سيجعلهم جيوشاً جائعة ستغزو أوروبا قريباً.

اللجوء بين القانون والأرقام

بموجب القانون الدولي اللاجئين هم الأفراد الذين:

■ خارج بلدهم التي يحملون جنسيتها أو محل إقامته المعتاد.

■ لديهم تخوف له ما يبرره من التعرض للاضطهاد بسبب عرقهم أو دينهم أو جنسيتهم أو انتمائهم إلى فئة اجتماعية معينة أو آرائهم السياسية.

■ غير قادرين على أو ليس لديهم الراغبة في الاستفادة من حماية ذلك البلد أو العودة إلى هناك خوفا من الاضطهاد.

وذكر التقرير السنوي لمفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أن العدد المقدر للاجئين بنهاية العام 2013، بنـــحو 51.2 مليون لاجئ، يزيد عن إجمالي العدد المسجل للاجئين في العام 2012 السابق بأكثر من ستة ملايين.

وقال المفوض السامي لشؤون اللاجئين، أنطونيو غوتيريس: نرى هنا ثمناً باهظاً لعدم وضع نهاية للحروب، وعدم القدرة على تسوية وإنهاء النزاعات، وحذر من عدم كفاية الموارد المتاحة للاستجابة للاحتياجات المتزايدة للاجئين.

وقال غوتيريس: الأمر المزعج هو عجز المجتمع الدولي عن العمل بشكل جماعي، من أجل وقف الحروب وبناء السلام وحفظه.

ونزح نحو 13.9 مليون شخص، أي ما يعادل عدد سكان لندن، بسبب الحروب أو الاضطهاد أو القمع خلال 2014.

وأدت الأزمــــة السورية إلى تدفق عدد كبير من اللاجئين 3.88 ملايين، وتأتي الأزمة الأفغانية في المرتبة الثانية بـ 2.59 ملــيون، ثم الصومال 1.11 مليون.

Email