عائلة التميمي.. أجيال في مواجهة الاحتلال

فيديو تخليص الطفل محمد يعيد للأذهان مشهد شقيقته عهد عام 2012

ت + ت - الحجم الطبيعي

ينتظر الطفل محمد باسم التميمي بشغف نشرات الأخبار على التلفزيون لمشاهدة كيف تم تخليصه من جندي إسرائيلي يرتدي زياً مموّهاً، حاول اعتقاله في قرية النبي صالح شمال القدس في الضفة الغربية المحتلة.


وباتت صور محمد ابن الأحد عشر عاماً متداولة بكثرة على مواقع التواصل الاجتماعي، ونقلت مختلف وسائل الإعلام المحلية والأجنبية شريط الفيديو الذي يظهر فيه الجندي وهو يلحق بمحمد رغم يده المكسورة الموضوعة في الجبس، ويحاول بعنف السيطرة عليه قبل أن تأتي عائلته وسكان القرية لتخليصه.

تمويه

محمد قال لمراسل فرانس برس الذي التقاه في منزله: «كنت أتفرج على المواجهات بين الشباب والجيش. فوجئنا بوجود جيش ثان متخف بين الحقول. هربت بعيداً عنهم، لكن جندياً يرتدي ملابس مموهة ويغطي وجهه، جرى خلفي بين الصخور وأمسك بي». وتابع محمد: «لم أشعر بالخوف حينما أمسك بي الجندي، لكني بدأت بالصراخ وناديت على أهلي كي يأتوا ليخلصوني منه».
وقالت والدة محمد، ناريمان، التي كانت بين الذين سارعوا لنجدته: «كان همي هو تخليص ابني. لم أفكر بالسلاح الذي كان مع الجندي».

سوابق
تضاف قصة محمد مع الجندي إلى قصص كثيرة عاشتها عائلته المكونة من ستة أفراد في مواجهاتها مع الجيش. والده باسم (48 عاماً) اعتقله الجيش تسع مرات وأصيب بشلل مؤقت في 1993 خلال التحقيق معه. والأم ناريمان اعتقلت أربع مرات وأصيبت برصاصة مطاطية قبل سنة وتخضع للإقامة الجبرية في منزلها.

والابن الأكبر وعد (19 عاماً) اعتقل وهو في الرابعة عشرة، والطفلة عهد (13 عاماً) أفلتت من عدة محاولات اعتقال على أيدي الجنود، وظهرت في العام 2012 وهي تصرخ في وجوه جنود الاحتلال وتشتبك معهم لمنعهم من اعتقال شقيقها. أما أصغر أفراد العائلة سلام ابن التسع سنوات فأصيب الجمعة الماضي برصاصة مطاطية في قدمه.

انحطاط الاحتلال

ودانت وزارة الخارجية الفلسطينية إقدام جندي إسرائيلي على ضرب الطفل محمد التميمي. ورأت الوزارة أن هذه الجرائم المتكررة التي تمارسها قوات الاحتلال ضد الأطفال الفلسطينيين تعبر عن مدى الانحطاط والسقوط الذي بلغته أخلاقيات جيش الاحتلال.

Email