الكنانة أرض التعايش وتقبل الآخر

التماسك المصري يفشل محاولات الوقيعة

ت + ت - الحجم الطبيعي

لطالما حاول البعض استخدام كارت «الطائفية» بوابة لضرب مصر، غير أن المجتمع المصري يُظهر معدنة الأصيل ليتنكر لتلك المحاولات ويقف لها بالمرصاد، وهو ما جعل القاهرة رغم الأزمات ومحاولات الوقيعة والوقائع المثيرة للجدل- موطنًا للتعايش السلمي بين أبناء الديانة الإسلامية والمسيحية.

يأتي ذلك، بينما تضرب موجة من التعصب الديني بعض البلدان العربية أدت في بعض البلاد إلى اندلاع حروب أهلية ومشكلات وأزمات سياسية عادية تتفاقم عبر بوابة «الطائفية» وتُستخدم في بعض الأحيان لتأجيج مشاعر الكُره لدى الشعوب، وهو سيناريو قد تحقق في كثير من البلدان.

ضبط

وشهدت مصر على مدار عصورها أزمات عِدة بين مسلميها ومسيحيها، حيث تتدخل المؤسسات الدينية، سواء الأزهر الشريف أو الكنيسة المصرية، لضبط وتيرة الأمور وغل يد الطائفية وإعلاء خُلق التعايش السلمي، من بينها أزمات مصطنعة وأخرى عبارة عن احتكاكات طائفية لم ترق إلى المواجهات العنيفة أو الحروب الطائفية بأي حال من الأحيان.

فيما يُعول الكثيرون على الثورة المصرية في الخامس والعشرين من يناير في تقريب المسافات بين المسلمين والمسيحيين، حيث اختلطت الدماء المسلمة بالمسيحية دفاعًا عن الوطن، وأثبت المصريون وحدتهم وتعايشهم في مواجهة الظلم والاستبداد، غير أن الكثيرين يرون أن خُلق التسامح والتعايش السلمي نهج أصيل لدى المصريين –رغم الكثير من الأزمات التي وقعت بين طرفي الأمة- حيث يعتبرون تلك الأزمات مختلقة أو نتاج شحن طائفي غير مسؤول وسريعًا ما تزول وتزول كذلك آثارها على البنية المجتمعية في مصر.

وفي هذا الإطار، قال أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر الدكتور محمود عبد الخالق إن مصر لا زالت من ضمن الدول العربية القليلة التي تتمتع باحتفاظ مجتمعها بحالة تقبل الآخر دينيًا وتقبل الاختلاف الديني، وهذا يرجع لوجود المؤسسة الدينية الأكبر على مستوى العالم العربي وهي مؤسسة الأزهر الشريف التي تعتمد من خلال مناهجها التعليمية على زرع قيمة النقاش داخل الطلابوتقبل اختلاف الآخر واحترمه، وهذا المنهج الوسطي المعتدل مؤثر في غالبية الشعب المصري.

Email