الأعلام ولافتات التهنئة تكسو الشوارع

«السويس 2» تؤجج الحس الوطني للمصريين

ت + ت - الحجم الطبيعي

حالة احتفالية تشهدها مصر في الوقت الحالي سواء على الصعيد الشعبي أو الرسمي بالتزامن مع التحضير للحدث الذي ينتظره المصريون والعالم كله، بافتتاح قناة السويس الجديدة المقرر له الخميس المقبل، فيما ألقى الحدث بظلاله على نفوس المصريين، حيث أنعش حس الانتماء لدى المواطنين، وأعاد إليهم ثقتهم بقدرتهم على التغيير ومواجهة الظروف الصعبة.

بمجرد بدء الدولة في ترتيباتها الأخيرة والنهائية لحفل الافتتاح، كست أعلام مصر الكثير من الشوارع المصرية، وبدأ المواطنون بتزيين شرفاتهم والكثير من المحال والمباني بأعلام مصر، ووضع شعار القناة على السيارات ولافتات تحمل شعارات «تحيا مصر»، «مصر بتفرح»، «بنغير خريطة العالم» تتصدر الواجهات، في أجواء وطنية عمت المحافظات المصرية.

فيما استغلت أجهزة الدولة هذا الحدث لمواكبة تأجج الروح الوطنية لدى المصريين، من خلال تزيين معظم الميادين المصرية الرئيسة والمباني الحكومية بالأعلام، وبث الأغاني الوطنية في بعض وسائل النقل العام، كمترو الأنفاق الذي بدأ منذ بداية الأسبوع الحالي، في بث الأغاني الوطنية بالخطوط الثلاثة للمترو، فضلاً عن لصق بوسترات بها شعار قناة السويس الجديدة وعلم مصر على القطارات، والكشف عن وضع شاشات عملاقة في الشوارع لنقل احتفالية الافتتاح.

حملة

إضافة إلى تلك الحملة التي دشنها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على وسائل التواصل الاجتماعي باسم «#مصر_بتفرح»، وفتح باب المشاركة في الحملة من خلال إرسال المواطنين صورهم الشخصية بكلمة «مصر بتفرح»، أو «قناة السويس الجديدة»، وتقوم الرئاسة بنشرها على حسابات الرئيس على مواقع التواصل الاجتماعي.

انجاز

ومن جانبها، أكدت أستاذ علم النفس بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، د. سوسن فايد، أن مشروع قناة السويس الجديدة الذي يعتبر مشروعاً قومياً، كان له الفضل في رفع الروح المعنوية والحماسة لدى الشعب المصري، مشيرة إلى أن الأحداث الوطنية على شاكلة هذا المشروع وغيرها من الأحداث التي يشعر خلالها المواطن أن وطنه قد حقق إنجازاً ما، أمر له علاقة كبيرة بدعم الثقة لدى المواطنين والشعور بالذات.

وأضافت فايد في تصريحات لـ«البيان» أن الالتفاف حول القائد لتطوير الوطن، ورؤية المواطنين إنجاز أمور في هذا الصدد، يزيدان الثقة لديهم بقدرة الدولة على تنفيذ الوعود والمشروعات، ما يزيد الحماسة على العمل نظراً إلى وجود الأمل والطموح، لا سيما أن الدولة المصرية كانت تعاني خلال العقود الماضية انعدام الرؤية وفقدان الهدف.

فيما رأى مراقبون أنه لا يجوز الاعتماد على تلك الروح الوطنية وحالة الحماسة وحدهما في النهوض بالدولة، فالمشاعر وحدها لا تكفي، مشيرين إلى أن الأمر في حاجة إلى عدة عوامل متزامنة، ويأتي على رأسها القيام بثورة ثقافية تعمل على تصحيح المفاهيم الخاطئة، ودعم المفاهيم الخاصة بقيمة الوقت والعمل وتحقيق الذات، وغيرها من المفاهيم التي تخدم بناء الوطن، لا سيّما أن المجتمع يعاني حالة جهل ثقافي لا تتواكب مع هذه المرحلة، إضافة إلى وضع استراتيجية محددة وواضحة إلى جانب إحياء روح الأمل والحماسة هذه.

كما أوضح أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، د.يسري عبد المحسن، أنه مما لا شك فيه أن كل المشروعات القومية التي يلتف حولها المصريون تعيد بدورها روح الأمل والتفاؤل إليهم، وتجعلهم في حالة من يقظة الضمير الوطني والوعي الجمعي، وتزيل عن أنفسهم غبار الكآبة واليأس.

رضا

قال أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، د. يسري عبد المحسن، إنه كلما كانت هناك نتائج سريعة وإيجابية لما يتم من مشروعات قومية، غرس ذلك نوعاً من الثقة في النفوس، مشيراً إلى أن الشعور بالرضا سيظهر عقب الاحتفالات مع بدء شعور المواطنين بالفائدة المباشرة للمشروع.

Email