بعد تعليق 6 سنوات شهدت فتوراً في علاقات البلدين

القاهرة وواشنطن تستأنفان الحوار الاستراتيجي

ت + ت - الحجم الطبيعي

حرك وزير الخارجية الأميركي جون كيري في القاهرة أمس، ولقاؤه بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الشراكة «الاستراتيجية» مع مصر، لا سيما في المجالات السياسية والاقتصادية والتعاون الأمني ومكافحة الإرهاب، وذلك في زيارة أحيت جلسات الحوار الاستراتيجي بين القاهرة وواشنطن، بعد تعليق دام 6 سنوات شهدت فتورا في العلاقات بين البلدين، ولتعطي دفعة للعلاقات الثنائية بعد التقارب الذي تحقق في الأشهر الأخيرة وخصوصا مع استئناف المساعدة العسكرية الأميركية البالغة 1.3 مليار دولار سنويا في مارس الماضي.

واستقبل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، أمس، وبحث معه العلاقات المصرية الأميركية والوضع الإقليمي ومواجهة الإرهاب، إلى جانب عدد من الملفات التي تضمنها جدول أعمال «الحوار الاستراتيجي» المصري الأميركي.

«الحوار الاستراتيجي»

وترأس كيري ونظيره المصري سامح شكري «الحوار الاستراتيجي» الذي عقد للمرة الأخيرة في 2009، وبحثا خمسة محاور رئيسة أولها العمل مع مصر لجذب رؤوس الأموال لمزيد من الاستثمارات، العمل المشترك من أجل حماية الملكية الفكرية والعلامات التجارية وبراءات الاختراع، والتعاون في مجال دعم الإصلاحات السياسية والحوكمة الجيدة، ومواجهة تنامي ظاهرة الإرهاب بشكل بات يهدد الأمن والاستقرار، وملف حقوق الإنسان والمشاركة السياسية والانتخابات.

مصالح مشتركة

وفي تصريحات بثها التلفزيون في بداية اللقاء مع شكري، أكد الوزير الأميركي إن بلاده ومصر تعودان إلى «قاعدة قوية» للعلاقات رغم التوترات والمخاوف بشأن حقوق الإنسان، مبدياً رغبة بلاده في مساعدة مصر اقتصادياً وسياسياً، مضيفاً إن «الشعب الأميركي متمسك بالأمن والرخاء الاقتصادي للشعب المصري»، مشددا على أن «الصداقة بين بلدينا لا ترتكز على نوع من التفاهم المثالي بل على إدراك عميق لمصالحنا المشتركة في مجالي الأمن الاقليمي ومكافحة الإرهاب».

علاقة استراتيجية

وأضاف في الجلسة الافتتاحية للحوار، الذي بدأ أمس، أن مصر تبدأ مرحلة جديدة لمفاهيم الحرية والديمقراطية والمشاركة السياسية والعدالة الاجتماعية وتفعيل دور المجتمع المدني، موضحاً أن التعاون العسكري بين مصر والولايات المتحدة يُعد إحدى ركائز التعاون بين الطرفين ويحقق أمن البلدين.

وأوضح شكري أن مصر تدرس القوة الإقليمية للولايات المتحدة، وهو ما تقوم به أيضا أميركا تجاه مصر، موضحاً أن دعم العلاقات الاقتصادية يتطلب فكرا جديدا يقوم على المصالح المشتركة والابتعاد عن أسلوب فرض الشروط.

ومن جهته، قال وزير الخارجية الأميركي إن الولايات المتحدة ترحب بخطوات الرئيس السيسي من أجل دعم استقرار المناخ الاقتصادي في مصر، مضيفًا: «ندعم مصر بقوة لكي يصبح الاقتصاد المصري أقوى وأكبر».

واعتبر كيري أن مصر تلعب دوراً مهماً في المنطقة، ولا بد من تعزيز العلاقات بين واشنطن والقاهرة، موضحا أن العلاقة الاستراتيجية بين البلدين قائمة على المصالح المتبادلة وليس على التهديد، مؤكداً على سعي بلاده لدعم قدرات الأمن المصري العسكرية ومواجهة الإرهاب، مضيفا أن مواجهة الإرهاب تتطلب تعزيز الثقة بين السلطات والمواطنين.

مكافحة الإرهاب

وفي مؤتمر صحافي عقد بعد جلسة الحوار، قال شكري إنه تناول مع نظيره الأميركي تقنين أوضاع منظمات المجتمع المدني وتعزيز حقوق الإنسان، لافتا إلى إجراء حوار للتعاون الأمني والاقتصادي وقضايا حقوق الإنسان.

من جانبه، شدد كيري على ضرورة وقف الأعمال الإرهابية الموجهة ضد الأهداف العسكرية في مصر، في حين أكد أن هدف الإرهاب في مصر هو خلق الفوضى، معبراً عن التقدير «الشديد» لما قامت به مصر لمناهضة العنف والإرهاب وفي مجال التنمية الاقتصادية.

وفي الوقت الذي عبر فيه عن ثقته في أن الانتخابات البرلمانية المصرية لن تستثني أياً من الأطراف السياسية السلمية، قال كيري إنه اتفق مع نظيره المصري على أهمية ضمان إجراء انتخابات برلمانية «حرة ونزيهة وشفافة» هذا العام، لافتاً إلى أن الشهور التي تسبق الانتخابات البرلمانية «ستحدد ما إذا كان بوسع مصر أن تحقق التوازن بين مكافحة الإرهاب وحقوق الإنسان».

 كيري وشكري: تطابق الموقف تجاه مكافحة الإرهاب والتطرف

أكد وزيرا خارجية مصر والولايات المتحدة سامح شكري وجون كيري، في مؤتمر صحافي عقد بعد جلسة الحوار الاستراتيجي المصري الأميركي التي عقدت في القاهرة، أمس، تطابق رؤى بلديهما تجاه مكافحة الإرهاب والتطرف، فيما شددا على توافق وجهات النظر بين البلدين بضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة السورية.

وأشار كيري إلى أنه بحث مع الجانب المصري «زيادة التعاون الحدودي» في ما يتعلق بليبيا، وقال: «نبحث عن سبل لدعم أكبر لخطة الأمم المتحدة لتشكيل حكومة وحدة في ليبيا، ولا يمكن السماح لمجموعات مفسدة أن تقوض عملية السلام»، معبراً في الأثناء عن تقديره لمساعدة مصر في تسهيل عبور الطائرات والمرور في قناة السويس «لدعم عمليات مكافحة الإرهاب».

وشدد كيري على أن الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني سيجعل «بلا شك» منطقة الشرق الأوسط أكثر أماناً في حال تطبيقه؛ وقال: «لا شك على الإطلاق في أنه إذا تم تطبيق اتفاق فيينا بالكامل، فإنه سيجعل مصر وجميع دول المنطقة أكثر أماناً مما لو لم يكن (هناك اتفاق) أو مما كانوا قبله».

دعم الجيش

أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن بلاده ستواصل تقديم الدعم إلى الجيش المصري، وتطلع إلى تعزيز العلاقات مع القاهرة.

وقال في كلمته في افتتاح جلسة الحوار الاستراتيجي بين مصر والولايات المتحدة، إن واشنطن ستستمر في تقديم التدريب للجيش المصري وتعزيز قدراته. وأعرب عن عزم بلاده مواصلة تقديم الدعم اللوجستي والتدريبي لتحقيق التقدم للقوات العسكرية في مصر.

Email