حلف الأطلسي: أنقرة لا تحتاج إلى مساعدة عسكرية

تركيا: هزيمة «داعش» ستؤدي إلى تغيير التوازن

■ طائرة مقاتلة تركية تقلع من قاعدة انجيرليك الجوية | رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

استتبعت عمليات القصف التركية لمواقع حزب العمالي الكردستاني، في إطار الحرب التي شنّتها على تنظيم داعش التي اعتبرت أنقرة القضاء عليه هدفا استراتيجياً، وما تبع ذلك من تصريحات تركية أطلقها المسؤولون الأتراك تتحدث عن «تغيير التوازن» في سوريا والعراق، جملة من المواقف الأميركية والأوروبية، التي تحاول إعادة التفويض الذي تلقته أنقرة بمحاربة الإرهاب إلى نصابه، مجسداً بالعمل المشترك على تطهير شمال سوريا من تنظيم داعش، وعدم توسيعه ليمس الحالة الكردية في سوريا، التي يربطها تعاون وثيق مع التحالف الدولي، بينما أكد الأوروبيون أن تركيا لم تطلب مساعدة عسكرية.

تغير التوازن

وفي أنقرة، قال رئيس الوزراء التركي، أحمد داوود أوغلو، إن إلحاق الهزيمة بتنظيم داعش في العراق والشام يعتبر هدفا استراتيجيا، لافتا إلى أن الوقت قد حان للتفكير بجدية بمستقبل سوريا.

وقال داود أوغلو، في مؤتمر صحافي، إن العمليات العسكرية التركية ضد تنظيم داعش ومتمردي حزب العمال الكردستاني يمكن أن تؤدي إلى «تغيير التوازن» في سوريا والعراق. وصرح داود أوغلو أن «وجود تركيا قادرة على استخدام القوة بشكل فعال يمكن أن يؤدي إلى تغيير التوازن في سوريا والعراق وكل المنطقة.

يجب أن يكون العالم مدركاً لذلك».

وتابع داود أوغلو في مؤتمر صحافي حضره محررون ورؤساء تحرير وسائل إعلام تركية، أن بلاده لن ترسل قوات برية إلى سوريا، قائلاً: «لن نرسل قوات برية» إلى الأراضي السورية، لكن «لا نريد أن نرى تنظيم داعش بالقرب من الحدود التركية».

ورفض أوغلو إعطاء تفاصيل حول الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع الولايات المتحدة لاستخدام قاعدة إنجيرليك (جنوب تركيا) لشن غاراتها ضد المتطرفين في سوريا والعراق.

ومضى يقول إن الضغوط التي تمارسها تركيا لفرض «منطقة حظر جوي» في شمال سوريا «أخذت في الاعتبار إلى حد ما»، مضيفاً «إذا لم نرسل قوات برية وهو ما لن نقوم به، فإن علينا حماية بعض العناصر (من المعارضة السورية المعتدلة) الذين يتعاونون معنا على الأرض».

تركيا تقصف وتنفي

وميدانياً، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطون إن القوات التركية قصفت قرية تسيطر عليها قوات الحماية الكردية في شمال سوريا، ما أوقع أربعة جرحى على الأقل في صفوف المقاتلين الأكراد. وأوضح المرصد أن القصف استهدف ليل الأحد الاثنين بلدة زور مغار في ريف كوباني في محافظة حلب على الحدود التركية.

وأكدت وحدات حماية الشعب الكردية من جانبها أن الجيش التركي أطلق النار على مواقعها داخل سوريا، وحثت أنقرة على وقف ما وصفته بـ«العدوان».

وعلى وقع المواقف الأميركية والأوروبية، أعلن مسؤول في الحكومة التركية أمس، أن العمليات العسكرية التي تنفذها تركيا في سوريا والعراق لا تستهدف أكراد سوريا، مؤكداً أن «العمليات العسكرية الجارية تهدف إلى القضاء على المخاطر الموجهة ضد الأمن القومي التركي، وهي تواصل استهداف تنظيم داعش في سوريا وحزب العمال الكردستاني في العراق»، وتابع «وحدات حماية الشعب وسواها ليست ضمن أهداف عملياتنا العسكرية».

وقالت وحدات حماية الشعب الكردية في بيان إنه «بدلاً من استهداف المواقع التي احتلها إرهابيو تنظيم داعش، تعرضت القوات التركية لمواقعنا الدفاعية». وقال المسؤول التركي في رد على هذا الاتهام «إننا نحقق حول المعلومات التي أفادت عن إطلاق الجيش التركي النار على مواقع لقوات غير تنظيم داعش».

توضيح أميركي

وفي هذا الوقت، أعلن مسؤول أميركي بارز أن الولايات المتحدة وتركيا متفقتان على العمل معاً لتطهير شمال سوريا من تنظيم داعش. وقال المسؤول لوكالة فرانس برس «الهدف هو إقامة منطقة خالية من تنظيم داعش وضمان قدر أكبر من الأمن والاستقرار على طول الحدود التركية مع سوريا».

لا حاجة لمهمة

وفي بروكسل، قال الأمين العام للحلف الأطلسي يانس ستولتنبرغ إن تركيا لديها جيش قوي ولا تحتاج الى مساعدة عسكرية من الحلف، وذلك عشية اجتماع للدول الأعضاء يعقد بطلب من انقرة لبحث التوتر على حدود هذه الدولة مع العراق وسوريا.

وقال ستولتنبرغ، في مقابلة أجرتها معه الـ«بي.بي.سي»، إن «تركيا لديها جيش قوي جدا وقوات أمنية قوية جدا»، مضيفا أنّه «لم يقدم بالتالي طلب من أجل الحصول على دعم عسكري أساسي من الحلف الأطلسي».

ويجتمع سفراء الدول الـ28 الأعضاء في الحلف الأطلسي اليوم في بروكسل بطلب من تركيا لإجراء مشاورات حول تصاعد التوتر بين انقرة من جهة والمتمردين الأكراد وتنظيم داعش من جهة أخرى.

وفي الأثناء، ذكر نائب الناطق باسم الحكومة الألمانية جورج شترايتر إن الحكومة لا تعتبر نزاع تركيا مع تنظيم داعش أساسا لقيام حلف شمال الأطلسي (ناتو) بمهمة في الوقت الحالي.

وبحسب وزارة الخارجية الألمانية، أكد الوزير فرانك-فالتر شتاينماير لنظيره التركي مولود جاويش أوغلو على بذل «المساعي المشتركة» في مواجهة تنظيم داعش؛ مضيفة أن شتاينماير أكد أن هدف الجميع هو ألا ينتشر التنظيم في المنطقة بشكل أكبر.

وفي الوقت ذاته، أشار شترايتر إلى أن هناك مخاوف تساور الحكومة الألمانية بشأن عملية السلام مع الأكراد التي ربما تكون مهددة بالخطر عقب قصف السلاح الجوي التركي لمعسكرات حزب العمال الكردستاني المحظور في شمال العراق.

تعاون

قال الكرملين إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ناقش مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين الوضع في الشرق الأوسط خاصة في سوريا والعراق، فضلاً عن تعزيز التعاون للتصدي لتنظيم داعش. وذكر الكرملين في بيان أنه خلال الاتصال الهاتفي أكد الجانبان أنه يجب على جميع الدول المعنية تعزيز الجهود للتصدي بنجاح لانتشار الإرهاب والتطرف.

Email