15 يوليو مفترق طرق والعالم ينتظر

بوروندي.. الرصاصة القاتلة في جيب مدرب الرياضة

الرئيس بيير نكورونزيزا يدلي بصوته في الانتخابات البرلمانية | أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

الخوف ليس مجرد كلمة في بوجمبورا بل بات واقعاً معاشاً في عاصمة بوروندي التي تقطعت أحياؤها وتوزعت إلى مناطق أمنية مغلقة..

وجوه أنهكها التعب وقيظ الصيف، وجيوب خاوية عجز أصحابها عن مواجهة غلاء الأسعار جراء تدهور الوضع الأمني في البلاد، اصطفت الاثنين الماضي أمام مقار الانتخابات لتدلي بأصواتها لاختيار ممثليها في البرلمان والمجالس المحلية، أزمة الولاية الثالثة للرئيس بيير نكورونزيزا بعثرت تفاصيل حياة مواطني هذا البلد الذي لم يتعاف بعد من آثار حرب أهلية كانت مضرب المثل في البشاعة، الجميع متخوف من تكرار سيناريو الحرب الأهلية التي توقفت في العام 2003 باتفاق وصف حينها بالهش لكنه ضروري.

وفي حين ينتظر العالم تاريخ 15 يوليو الجاري الذي يصادف موعد الانتخابات الرئاسية فإن بوروندي ذات التاريخ الحافل بالنزاعات العرقية، لم يهتم رئيسها الذي أدلى بصوته وهو مرتدياً ملابس الرياضة المولع بها بنصوص الدستور ولا بالقوانين الموضوعة بلا رعاية وهمه فقط فتره رئاسية ثالثة..

وهي خطوة البّت المعارضين الذين نزلوا بالآلاف إلى الشوارع، لتطل الدائرة الجهنمية الأفريقية برأسها عبر محاولة انقلاب عسكري إبان تواجده خارج البلاد إلا أنها فشلت بفضل فصائل مواليه له في الجيش لينتهي الأمر بهروب الكثير من المعارضين إلى الخارج وعوده الرئيس إلى السلطة وإغلاقه منابر الإعلام المستقلة استعداداً لخوض الانتخابات الرئاسية لفتره ثالثة دون التفات لأي إدانات محلية أو دولية.

وما جرى في الشهرين الأخيرين يعزز بحسب مجلة «نيو افريكان» الروايات المبتذلة والمحفوظات السلبية عن الإنسان الأفريقي، باعتبار أنه مخلوق لا تنفعه الديمقراطية لأنها تخالف طبيعته الحياتية

ورغم أن البورونديين بدؤوا الاثنين الماضي الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية لاختيار ممثليهم في البرلمان والمجالس المحلية وسط قرار المعارضة مقاطعة العملية التي تم تأجيلها لمرتين على خلفية الأزمة إلا أن الخوف هو السمة الغالبة وسط السكان والجميع يتحسب لانفجار الوضع في أي لحظة باعتبار أن إصرار الرئيس نكورونزيزا وحلفاؤه على المضي قدماً في إكمال العملية السياسية دونما التفاتة منه للأصوات العالية التي تطالبه بالتنحي تؤشر وبوضوح إلى أن مستقبل البلد يتجه ناحية الظلام.

2200 مرشح

وتقدم للانتخابات البرلمانية 2200 مترشح يمثلون 16 حزباً أو تحالفاً سياسياً فضلاً عن المترشحين المستقلين عبر 18 مقاطعة في البلاد. وتقول تقارير محلية إن الاقتراع تأخر ثلاثين دقيقة عن موعد انطلاقه في معظم مراكز الاقتراع بالعاصمة بوجمبورا، كما تحدثت الإذاعة الرسمية عن تأخير لفترات أطول في المناطق الريفية.

ويدافع أنصار الرئيس عن ترشحه لعهدة ثالثة بحجة أنه «لا يمكن احتساب فترة ولايته الأولى» في 2005 باعتبار أن البرلمان هو الذي انتخبه..

ولم يتم انتخابه مباشرة من قبل الشعب ويرون، أن إلغاء الانتخابات وتأجيلها مرة أخرى مثلما تطالب به المعارضة وعديد من الدول الغربية والأمم المتحدة - لعدم توافر المناخ السياسي والأمني الملائم «لتنظيمها من شأنه أن يحدث فراغاً مؤسساتياً» قد يدخل البلاد في حالة الفوضى والانزلاق الأمني. وسحب الاتحاد الأفريقي مراقبيه

مفترق طرق

من جهتهم، اعتبر المعارضون أن القرار الذي اتخذه الرئيس بالترشح يخالف الدستور واتفاق السلام الذي أنهى الحرب الأهلية في 2005. وفجر قراره احتجاجات استمرت أسابيع ومحاولة انقلاب عسكري فاشلة الشهر الماضي.

ويقول الصحافي الكيني جشوا صموئيل إن بوروندي عبرت الاستحقاق الأول المتمثل في انتخابات البرلمان والمجالس المحلية بقليل احتقان وأحداث محدودة تكاد لا تذكر لكن الرصاصات القاتلة في جيب الانتخابات الرئاسية والمحدد لها منتصف الشهر الجاري، ويمضي جشوا قائلاً: «إذا أصر مدرب الرياضة على اللعب بروح المغامرة والمضي قدماً في مباراته مع المعارضة ربما يعرض استقرار البلاد المنهكة لصدمة قوية خاصة أن المعارضة مستقوية بقرارات إقليمية ودولية تطالب بتأجيلها».

Email