مقتل محافظ صنعاء والمقاومة تباغت الانقلابيين بهجوم قرب مطار عدن

قوات مكافحة الشغب تتمرد على الحوثيين

دبابة يقودها مقاومون تقصف مواقع الحوثيين في عدن | رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

شنت المقاومة اليمنية أمس هجوماً مباغتاً على ميليشيات الانقلابيين قرب مطار عدن في مسعى لطردهم من المدينة الجنوبية بتنسيق مع التحالف الذي شن غارات جوية، في وقت أثر نقص العتاد سلباً على التقدم الذي كانت تحرزه المقاومة في شبوة، فيما تمردت قوات مكافحة الشغب في العاصمة صنعاء رداً على محاولة الحوثيين إخراجهم من المعسكر والاستيلاء على أسلحتهم تزامناً مع قتل الحوثيين محافظ صنعاء في اشتباك مسلح.

وقال سكان ومقاتلون إن قتالاً عنيفاً اندلع قرب مطار عدن عندما هاجمت المقاومة اليمنية تجمعات الحوثيين في مسعى لطردهم من المنطقة. وقال مصدر في المقاومة إن التحالف الذي تقوده السعودية شن أربع ضربات جوية أيضا على قاعدة عسكرية قرب المطار. ويتركز الحوثيون والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح المتحالف معهم في مناطق خور مكسر وكريتر والمعلا في عدن. وذكرت المقاومة انها استعادت مناطق البساتين وجعولة التي كان الانقلابيون استولوا عليها في المدخل الشمالي لمدينة عدن كما نصبت كمينا قتل فيه أكثر من 20 مسلحاً وخاضت مواجهات عنيفة مع هؤلاء في الجهة الشرقية من المدينة فيما تولى طيران التحالف قصف مواقع المتمردين في العريش وخور مكسر.

تمرد في صنعاء

إلى ذلك ذكرت مصادر معارضة للانقلاب أن قوات مكافحة الشغب التابعة لقوات الأمن الخاصة بصنعاء تمردت على قيادتها التي أمرتها بمغادرة المعسكر وتسليم اسلحتها ومعداتها للميليشيات. وطبقاً لهذه المصادر ساد المعسكر توتراً شديداً بعد قيام مجاميع مسلحة حوثية بمحاصرة الجنود والضباط الذين رفضوا التسليم تمهيداً لاعتقالهم.

محافظ صنعاء

في السياق، توفي محافظ محافظة ريف صنعاء عبدالغني حفظ الله جميل، وابن اخيه نصر حميد حفظ الله جميل، متأثرين بجراحهما بعد إصابة بالغة إثر اشتباكات بين مرافقيه ومسلحي جماعة الحوثي.

وقال مصادر قبلية إن المحافظ السابق والمعين من الرئيس عبدربه منصور هادي، رفض تسليم نفسه لمسلحي جماعة الحوثي ما ادى إلى اندلاع اشتباكات امام منزله، واصابة المحافظ وابن أخيه اصابات بليغة توفي بعدها متأثرا بجراحه.

نقص العتاد

وفي شبوة قالت مصادر قبلية ان المقاومة تراجعت من أطراف مدينة عتق عاصمة المحافظة التي كانت هاجمتها لاستعادتها من يد الانقلابيين بسبب نقص العتاد العسكري في مقابل العتاد الكبير الذي بحوزة المعسكرات التابعة لقوات الرئيس السابق والتي تقاتل مع الحوثيين.

‏ووفقا لهذه المصادر استمرت المواجهات العنيفة منذ يومين بين المقاومة وميليشيات الانقلابيين في مفرق الصعيد قبل أن تنسحب المقاومة الى منطقة باراس بعد ان كانت تقدمت الى خمر تجاه مدينة عتق عاصمة المحافظة بسبب كثافة القصف من قوات الرئيس السابق والمزودة بكافة الأسلحة والمعدات الثقيلة.

وذكرت المصادر أن الانقلابيين يخططون للسيطرة على ميناء بالحاف لتصدير الغاز الطبيعي على ساحل بحر العرب والذي توجد به أضخم منشآت للغاز وتديره شركة توتال الفرنسية والذي تحميه المقاومة منذ هروب قوات الرئيس السابق وترك حمايته.

أما في الضالع فقال سكان ان طائرات التحالف دمرت جسرين كبيرين في مدينة دمت التابعة إداريا لمحافظة الضالع، الأول على الطريق المؤدي الى عدن والثاني على الطريق المؤدي الى جبن ثم الضالع لقطع طريق الإمدادات عن قوات الانقلابيين في قعطبة والتي تهاجم مدينة الضالع لاستعادتها بعد أن استعادتها المقاومة وطردتهم منها. وحسب السكان فإن الغارات استهدفت تجمع للحوثيين وتعزيزات وقتلت شخصين.

قصف

قال ﺴﻜﺎﻥ إﻥ غارﺓ ﺍﺳﺘﻬﺪﻓﺖ ﻣﻨﺰﻝ ﻗﻴﺎﺩي ﺣﻮﺛﻲ في صنعاء يدعى ‏مجاهد بن حيدر، وهو أحد اهم القيادات الحوثية في حرف سفيان في منطقة بني ﺣﻮﺍﺕ ﺍﻟﻘﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ ﻣﻄﺎﺭ ﺻﻨﻌﺎﺀ. وأكد سكان أنهم شاهدوا سيارات إسعاف اتجهت الى مكان القصف، الا أنه ليس لديهم معلومات عن وقوع قتلى أو جرحى. وكان طيران التحالف قصف أيضاً مخازن ومواقع أخرى في العاصمة صنعاﺀ، من بينها جبلي عطان ونقم، ومنطقة الحتارش مديرية بني حشيش.

ولد الشيخ يبدأجولة جديدة بين الأطراف

يستعد المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، بدء جولة من المباحثات السياسية بين الأطراف اليمنية عقب وصوله أمس إلى العاصمة صنعاء على أن تبدأ المشاورات من حيث انتهى المبعوث السابق جمال بنعمر، بالتوازي مع مشاورات الرئيس عبدربه منصور هادي مع أعضاء حكومته.

وذكرت مصادر يمنية أن المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وصل إلى صنعاء أمس لبدء جولة جديدة من المباحثات السياسية بين الأطراف اليمنية. ولم تعلن مصادر رسمية وصول المبعوث الأممي حتى مساء أمس.

وأوضح المصدر أن مساعي المبعوث الأممي تهدف إلى إعادة الجميع لطاولة الحوار السياسي من حيث انتهى المبعوث السابق جمال بن عمر.

جهود هادي

في غضون ذلك، عقد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في مقر إقامته بالعاصمة السعودية الرياض، اجتماعاً للحكومة ومستشاريه وممثلي الأحزاب السياسية المشاركة في مؤتمر الرياض.

وأوضحت وكالة الأنباء الرسمية أن هادي أطلع المجتمعين على طبيعة اتصالاته ولقاءاته الأخيرة بالأطراف الدولية، وتأكيده الدائم على الموقف المبدئي للقيادة الشرعية الذي لا تحيد عنه وهو دعمها الصادق والكامل لكل المساعي والجهود الدولية التي تبذلها الأمم المتحدة، بناء على ما تم التوافق عليه، وفي المقدمة القرار الأممي رقم 2216.

وأكد نائب رئيس الجمهورية رئيس الوزراء خالد بحّاح خلال الاجتماع مع مسؤولي حكومته في الرياض أن الحكومة ستظل تبذل كل ما في وسعها من أجل استتباب الأمن والاستقرار في عموم المحافظات، بالإضافة إلى العمل وبمساعدة الدول العربية وغيرها من الدول الصديقة على توفير المواد الغذائية والمستلزمات الطبية والمشتقات النفطية إلى كل المحافظات دون استثناء وذلك للتخفيف من معاناة شعبنا في هذه المرحلة الاستثنائية التي يمر بها.

محادثات عُمان

تحدثت تقارير عن استضافة العاصمة العمانية مسقط مفاوضات مع قيادات حوثية منذ مطلع الأسبوع الماضي، في محاولة لتقريب وجهات النظر بينهم وبين الحكومة الشرعية، من أجل التوصل إلى اتفاق من شأنه إيقاف القتال.

Email