قرقاش مُديناً الجريمة: الطائفية وقود الفتنة

خادم الحرمين يتوعد بمعاقبة مرتكبي مجزرة القديح

■ اللواء منصور تركي والعميد بسام عطية في المؤتمر الصحافي بالرياض | واس

ت + ت - الحجم الطبيعي

توعد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود كل مشارك أو مخطط أو داعم أو متعاون أو متعاطف مع مرتكبي مجزرة مسجد القديح بالمحاسبة والمحاكمة والعقاب الذي يستحقه، في وقت كشفت وزارة الداخلية السعودية أن تنظيم داعش خطط لتقسيم المملكة إلى خمسة قطاعات، فيما ندد معالي أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، بالجريمة الإرهابية في القديح، مؤكداً أن الطائفية وقود الفتنة والتطرّف حطب نار الإرهاب.

وأكد خادم الحرمين الشريفين أن كل مشارك أو مخطط أو داعم أو متعاون أو متعاطف مع الجريمة النكراء التي استهدفت مسجداً بقرية القديح في محافظة القطيف سيكون عرضة للمحاسبة والمحاكمة وسينال عقابه الذي يستحقه، مشدداً على أن الجهود لن تتوقف يوماً عن محاربة الفكر الضال ومواجهة الإرهابيين والقضاء على بؤرهم.

وقال الملك سلمان في برقية إلى ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف: «فجعنا جميعاً بالجريمة النكراء التي استهدفت مسجداً بقرية القديح مخلفة ضحايا أبرياء ولقد آلمنا فداحة جرم هذا الاعتداء الإرهابي الآثم الذي يتنافى مع القيم الإسلامية والإنسانية».

وأضاف: «ننقل تعازينا الحارة لأهلنا في القديح من أسر المتوفين ونسأل الله تعالى أن يتغمدهم بواسع رحمته ومغفرته ويسكنهم فسيح جناته وننقل تمنياتنا ودعواتنا للمصابين بأن يمن الله عليهم بالشفاء العاجل».

قرقاش يدين

في الأثناء، أدان معالي د. أنور قرقاش ، وزير الدولة للشؤون الخارجية وزير الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي، الجريمة الإرهابية في القديح، مؤكداً في تغريدات على «تويتر» أن الجريمة «رسالة مؤلمة لنا جميعاً، الطائفية وقود الفتنة والتطرّف حطب نار الإرهاب الذي يهددنا، لنتعظ وندرك أبعاد هذه الفتنة». وأضاف معاليه: «استشعاراً للمسؤولية وإدراكاً للفتنة التي تقوض نسيجنا الاجتماعي والوطني، لا بد من محاربة الطائفية والتطرّف والبديل مظلة الوطن الواحد والجامع».

مخطط «داعش»

من جهة أخرى، كشف المسؤول في إدارة التحقيقات بوزارة الداخلية السعودية العميد بسام عطية عن أن تنظيم داعش، يسعى لتقسيم المملكة إلى خمسة قطاعات، مشيراً إلى أن هذا التنظيم الإرهابي يهدف لزرع الفتنة داخل المملكة.

وأضاف العميد عطية، في مؤتمر صحافي عقدته وزارة الداخلية السعودية أن لدى تنظيم داعش استراتيجية أساسية وهي استهداف رجال الأمن، موضحاً أن أفراد خلية داعش خططوا لاغتيال خمسة ضباط بعضهم من أقارب بعض أفراد الخلية، غير أن الأجهزة الأمنية أفشلت مخطط تحديد منازل رجال الأمن الخمسة.

ولفت إلى أن اثنين من قتلة الجندي الغامدي، ذهبوا إلى حفل زفاف بعد ارتكاب جريمتهم لإبعاد الشبهة عنهم، إلا أن رجال الأمن تمكنوا من القبض عليهم خلال 48 ساعة. وأوضح أنه تم قتل الجندي عبر المطلوب البعادي، من خلال إطلاق 10 طلقات نارية، ومن ثم تولى محمد عبدالرحمن الطويرش حرق الجثة عبر سكب مادة الديزل عليه.

لا حدود للتجنيد

وأضاف أن القتلة رأوا أن قتل الغامدي حلال بينما تصويره حرام، مشيراً إلى أنهم اختلفوا أثناء توزيع المهام بينهم أثناء تنفيذ الجريمة.

ولفت العميد عطية إلى أنه لا حدود لنطاق التجنيد في خلية «داعش»، موضحاً أن عبدالملك البعادي أخذ البيعة - سعودي- ( من العناصر الخمسة للخلية التي أطلقت النار على دوريات أمن المنشآت في الرياض مؤخراً) من 23 فرداً قام بتجنيدهم وأرسلهم عبر وسيط إلى زعيم تنظيم داعش (أبوبكر البغدادي) ، كما أنهم يجندون الأطفال وصغار السن عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لاعتناق الفكر التكفيري، ويحرضونهم على قتل أقاربهم. وقال إن «خلية داعش بدأت في التشكل قبل أربعة شهور».

شبكة الأقارب

وبين أن معظم هؤلاء النشء يجري اختيارهم على خلفية وجود أقاربهم في مناطق الصراع خارج المملكة، ويطمحون للحاق بهم، أو من أولئك الذين لديهم أقارب لازالوا موقوفين، بحيث يجندون داخل الوطن لتنفيذ عمليات إرهابية تبدأ من بسيطة وتتدرج لتصل إلى عمليات أكثر تعقيداً، بعد أن يتولوا مهمة تشكيل مجموعات صغيرة، يأتي دعمهم اللوجستي من قيادات إرهابية أكبر سناً داخل البلاد وخارجها، ومن ثم القيام بالتخطيط لعملياتهم التي لا تتطلب الكثير من الجهد، مثل استهداف رجال الأمن، أو مواقع حيوية مختلفة.

استغلال الصغار

في السياق، قال الناطق باسم الداخلية السعودية اللواء منصور التركي إن منفذ عملية القديح من صغار السن ويبلغ من العمر 20 عاماً، واستغل الصغار في مثل هذه العمليات، مؤكداً أن والده موقوف لدى الأجهزة الأمنية من قبل.

وأكد أن «جريمة القديح أكدت إدراك المجتمع لغايات الجماعات الإرهابية». وقال التركي إن «كثيراً من العائلات تبادر إلى الإبلاغ عن نوايا مشبوهة لأحد أفرادها».

وأكد التركي أن القطاعات الأمنية تعمل بشكلٍ تكاملي لتحليل الوقائع والأحداث الإرهابية بتفصيل دقيق، للحصول على معلومات من شأنها تجفيف منابعه ودحره، وتطهير الوطن منه.

هادي يعزي

أدان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بشدة التفجير الإرهابي الذي استهدف يوم الجمعة مسجدًا في بلدة القديح بمحافظة القطيف وأدى إلى استشهاد وجرح عدد من المصلين، معرباً عن تعازيه لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ولأسر وذوي الضحايا. وأكد أن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وإلى جانبها جميع الدول والشعوب المحبة للسلام سوف تتغلب على آفة الإرهاب الخطيرة والتي باتت تهدد الأمن والسلم الدوليين.

استنكار

أعرب مجمع الفقه الإسلامي الدولي المنبثق عن منظمة التعاون الإسلامي، عن استنكاره البالغ للتفجير الإرهابي ببلدة القديح. وأكد المجمع في بيان أن من قامت بارتكاب هذا الجرم فئة شاذة في عقيدتها وفكرها ومنهجها الذي يتبنى التكفير ويستبيح القتل والغدر والتخريب ويتفنن في إيقاد الفتن الطائفية، وتقطيع أواصر النسيج الاجتماعي والوحدة الوطنية. وأعرب المجمع عن تعازيه في ضحايا هذا العمل الإرهابي. الرياض – البيان

Email