القبض على منفذ اغتيال جنديين في الرياض ومكافأة لمن يدل على الرأس المدبر

السعودية تحبط عملية إرهابية لـ«داعش» بالمفخخات

جنود سعوديون في حالة تأهب على الحدود مع اليمن - أ.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعلنت وزارة الداخلية السعودية امس إحباطها لعملية إرهابية بسبع سيارات، ثلاث منها كانت في مرحلة التفخيخ أثناء المداهمة، ضمن نتائج تحقيقات أعلنتها أمس وكشفت عن مسؤولية تنظيم داعش الإرهابي في التخطيط للمفخخات وكذلك توجيه منفذ الهجوم على دورية أمنية مطلع الشهر الجاري وأسفرت عن مقتل رجلي أمن، فيما أعلنت عن مكافأة مالية لمن يدلي بمعلومات عن الإرهابي الفار من العدالة.

وصرح الناطق الأمني لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي انه إلحاقاً للبيان المعلن في الثامن من الشهر الجاري عن تعرض إحدى دوريات الأمن أثناء تنفيذ مهامها الاعتيادية بشرق مدينة الرياض لإطلاق نار من سيارة مجهولة الهوية نتج عنه استشهاد الجندي أول ثامر عمران المطيري..

والجندي أول عبدالمحسن خلف المطيري، تمكنت الجهات الأمنية من القبض على أحد المشتبه بتورطهم في الجريمة وهو السعودي يزيد بن محمد عبد الرحمن أبو نيان، البالغ من العمر 23 عاماً.

توجيه «داعش»

وذكر التركي أن عملية اعتقال المجرم تمت بعد مداهمة مكان اختبائه بإحدى المزارع بمحافظة حريملاء شمالي الرياض وأنه بالتحقيق معه ومواجهته بما توفر ضده من قرائن، أقر بأنه هو من قام بإطلاق النار على دورية الأمن، وقتلِ قائدها وزميله امتثالاً لتعليمات تلقاها من عناصر تابعة لتنظيم داعش الإرهابي في سوريا، حيث وجهه التنظيم بالبقاء في الداخل للاستفادة من خبراته في استخدام الأسلحة وصناعة العبوات الناسفة والتفخيخ وصناعة كواتم الصوت في تنفيذ مخططاتهم الإجرامية.

وأقر المتهم وفقا لبيان الداخلية السعودية بأنه وفقاً لذلك قام في يوم الاثنين السادس من الشهر الجاري وبتنسيق من عناصر التنظيم في سوريا، بمقابلة شخص في أحد المواقع شرق مدينة الرياض، ادعى بأنه لا يعرف عن ذلك الشخص سوى أن اسمه برجس ويتحدث بلهجة مغاربية. وخلال لقائهما تواصلا مع تلك العناصر، وتم إبلاغهما بطبيعة العملية المطلوب تنفيذها..

وحددوا لكل واحد منهما دوره فيها، حيث كُلّف هو بإطلاق النار، فيما كُلّف شريكه برجس بقيادة السيارة والتصوير عند التنفيذ، كما أمنوا لهما السلاح والذخيرة ومبلغاً مالياً مقداره 10 آلاف ريال سعودي عبر طرف ثالث لم يقابلاه (على حد زعمه)، وأذن لهما ببدء تنفيذ العملية.

أسلحة ومفخخات

وأوضح بيان الداخلية السعودية أن التحقيقات المكثفة والمستمرة في هذه القضية أسفرت عن ضبط السلاح المستخدم في مقتل الجنديين وهي بندقية رشاش بولندية الصنع (عيار 7،62 ميليمترات) عثر عليها مدفونة في حفرة بعمق نصف متر داخل أرض مسورة بمنطقة برية تبعد مسافة كيلو متر عن المزرعة التي كان يختبئ فيها الجاني في منطقة حريملا شمالي الرياض.

وأوضح البيان انه بإخضاع هذا السلاح للفحوصات الفنية بمعامل الأدلة الجنائية تبين انه المستخدم في ارتكاب الجريمة من خلال تطابق العلامات المتخلفة عن الأظرف الفارغة والمقذوفات النارية مع بصمة البندقية. كما عثر في الحفرة نفسها على سلاح آلي آخر مع سبعة مخازن ذخيرة، و166 طلقة حية، ومبلغ مالي وقدره نحو خمسة آلاف ريال سعوديّ.

وأكدت الداخلية السعودية أنها ضبطت خلال البحث والتحقيقات سبع سيارات، ثلاثاً منها كانت في مراحل التشريك (التفخيخ)، بالإضافة إلى مادة يشتبه في أنها من المواد المتفجرة، وأدوات تستخدم في أغراض التشريك، مع مبلغ مالي مقداره 4500 ريال سعودي.

إخفاء الأدوات

وأضاف البيان انه تم ضبط ثلاثة أجهزة هاتف خلوي، أحدها أُخفي داخل إطار سيارة ترك على جانب الطريق المؤدي إلى محافظة رماح شمالي الرياض، والجهازان الآخران دفنا بالقرب منه..

وتبين من الفحص الفني لمحتويات الأجهزة الثلاثة وجود رسائل نصية متبادلة ما بين منفذي الجريمة والعناصر الإرهابية في سوريا، تضمنت إحداها ما يفيد بتنفيذهما للعملية مع تسجيل لها بالصوت والصورة، ورسالة أخرى تأمرهما بالاختفاء والتواري عن الأنظار، مشيرة إلى أن نتائج الفحوصات الفنية تطابقت مع ما أدلى به الموقوف في إقراره.

وذكر البيان ان السلطات الأمنية تمكنت من تحديد هوية من يُدعى برجس الذي أخفى هويته عن شريكة المذكور باستخدامه اسماً مستعارًا وتعمده الحديث بلهجة مغاربية إمعاناً منه في التضليل، وتبين أنه المواطن السعودي نواف بن شريف بن سمير العنزي وهو من المطلوبين في قضايا حقوقية وجنائية. ودعت الداخلية السعودية المذكور للرجوع إلى الحق وتسليم نفسه..

كما اهابت بكافة المواطنين والمقيمين ممن تتوفر لديهم أي معلومات عنه بالاتصال فوراً بالسلطات الأمنية والإبلاغ بها، مشيرة إلى انها خصصت مبلغ مليون ريال مكافأة لمن يدلي بمعلومات تؤدي للقبض عليه، محذرة في الوقت ذاته كل من يتعامل معه أو يقدم له أي نوع من المساعدة أو يخفي معلومات تدل عليه بأنه سوف يتحمل المسؤولية الجنائية كاملةً.

تأهب أمني

رفعت السلطات السعودية درجة التأهب الأمني قبل أيام في ظل التهديدات المحدقة بالمملكة سواء من خارج اليمن أو موالين للإرهابيين في الداخل. وأكد الناطق الرسمي لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي بأن مجموعة من المعلومات الأمنية توافرت لدى وزارة الداخلية بشأن محاولات إرهابية لتنفيذ جريمة إرهابية تستهدف منشأة تابعة لأرامكو أو سوقاً تجارياً.

وأضاف انه في إطار الإجراءات الأمنية المعتمدة بالمملكة تم إشعار قوات الأمن لرفع درجة الحيطة والحذر لدى كافة الجهات المعنية بمهام أمنية، بجانب تأمين اكبر لمنشآت لأرامكو والأسواق التجارية والتجمعات الخدمية.

Email