موقع استراتيجي قرب طرابلس بيد قوات حفتر

مصادرلـ«البيان »:الأردن سيشارك في تدريب الجيش الليبي

سحابة دخان أسود تغطي سماء بنغازي عقب اشتباكات بين القوات الموالية للحكومة والميلشيات المسلحةرويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

علمت «البيان»، من مصادر أردنية عليمة، أن الزيارة التي قام بها القائد العام للجيش الليبي، الفريق أول خليفة حفتر، إلى عمان، أثمرت بالاتفاق على مشاركة المملكة في تدريب الجيش الليبي، في وقت أحكم الجيش الليبي سيطرته على كوبري الزهراء، الرابط بين طرابلس والعزيزية، فيما دعا المواطنين إلى الالتحام لتحرير طرابلس.

وكان حفتر وصل عمان الاثنين الماضي، بدعوة من مستشار الملك للشؤون العسكرية رئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق أول الركن، مشعل محمد الزبن، في زيارة رسمية استغرقت عدة أيام، التقى فيها مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني وعدداً من المسؤولين الأردنيين.

ورافق حفتر في أول زيارة خارجية رسمية له منذ تولية منصب القائد العام للجيش الليبي، قادة ليبيون عسكريون آخرون، حيث أكدت مصادر أن «المباحثات تركزت حول سبل دعم الجيش الليبي، وقد وافق الأردن على طلب تدريب الجيش لمده بالخبرة اللازمة لمواجهة الإرهاب».

واستقبل القائد العام للجيش الليبي في المملكة، بحفاوة بالغة، عبرت عن اهتمام المملكة للتطورات السياسية والعسكرية الجارية في ليبيا، إضافة إلى رغبتها، وفق المصادر، المساهمة في تدريب الجيش الليبي. وكان الملك عبد الله الثاني، أكد خلال استقباله لحفتر، وقوف المملكة إلى جانب ليبيا «في مسعاها لاستعادة أمنها وتصديها للتنظيمات الإرهابية»، حسبما أفاد بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني.

وأكد الملك «حرص الأردن الدائم على الوقوف إلى جانب ليبيا في مسعاها لاستعادة أمنها واستقرارها والتصدي للتنظيمات الإرهابية، التي تستهدف وحدة شعبها وسلامة أراضيها».

سيطرة

إلى ذلك، أحكم الجيش الليبي مساء أول من أمس، سيطرته على كوبري الزهراء، الرابط بين طرابلس والعزيزية، وإثر سيطرته على كوبري الزهراء، استمر الجيش في تقدمه باتجاه طرابلس التي تخضع منذ أشهر لسيطرة ميلشيات «فجر ليبيا»، المتحالفة مع بعض أعضاء المؤتمر الوطني المنتهية ولايته.

وقالت مصادر أمنية إن «القوات الحكومية نجحت بعد معارك عنيفة في السيطرة على هذا الكوبري، الذي يعد موقعاً استراتيجياً في إطار خطة الحكومة لاستعادة طرابلس».

وقال سكان إنه كان بالإمكان سماع دوي إطلاق نار وانفجارات منذ الصباح الباكر في حي فشلوم بوسط المدينة. وسقطت قذائف على عدة مبان سكنية، لكن لم ترد تقارير فورية عن سقوط قتلى وجرحى.

في غضون ذلك، طالبت غرفة عمليات طرابلس التابعة لغرفة عمليات المنطقة الغربية، برئاسة الأركان العامة «كافة أفراد القوات المسلحة»، بالانضمام إلى صفوفها لمحاربة الميلشيات بالعاصمة.

كما حض بيان الغرفة، شباب طرابلس، على «الدفاع عن عاصمتهم وكل المدن الليبية»، داعية إيّاهم إلى «المساهمة الفعّالة في حسم معركة تحرير العاصمة طرابلس، والتي أصبحت قاب قوسين أو أدنى».

وأضاف البيان أنّ «ما يحدث في العاصمة طرابلس خلال الأيام الماضية، دليل على انهيار وتقهقر ميلشيات فجر ليبيا، التي باتت منبوذة من قبل المواطنين، خاصة بعد فرار قيادات هذه العُصبة إلى خارج البلاد، تاركين وراءهم شباباً غُرّر به».

قتلى

وفي مدينة تاجوراء على بعد 30 كيلومتراً شرقي مركز طرابلس، قال مصدر في القوات الحكومية إن 14 جندياً من قوات الجيش قتلوا في معارك مع مسلحي فجر ليبيا.

وأضاف المصدر، الذي رفض الكشف عن هويته، أن «4 متشددين قتلوا في المعارك، في حين لقت ثلاث نساء مصرعهن إثر قصف عشوائي لفجر ليبيا على المدينة».

وأوضح المصدر العسكري أن المعارك اندلعت بعد هجوم شنته كتيبة على مقر جهاز مكافحة الجريمة التابع لـ «فجر ليبيا» في تاجوراء، مدعومة بالجيش وسلاح الجو ومدنيين. وأكد مصدر عسكري ثان في القوات الموالية للحكومة، أن تاجوراء، التي تضم حالياً المطار الوحيد لطرابلس، والمعروف باسم قاعدة معيتيقة، تشهد معارك متواصلة منذ صباح أول من أمس، بمساندة مقاتلات سلاح الجو الذي انطلق من قاعدة الوطنية غربي طرابلس.

استقبال

في خطوة لافتة، استقبلت تونس خليفة الغويل رئيس الحكومة الليبية غير الشرعية، والذي حظي بترحيب بالغ في المطار من قبل عدد من المسؤولين، من بينهم الأزهر القروي الشابي، القيادي في حركة نداء تونس، والمكلف بمهمة لدى مؤسسة الرئاسة، كما كانت لقاءات مطولة مع الرئيس الباجي قايد السبسي، ورئيس الحكومة الحبيب الصيد، ووزير الخارجية الطيب البكوش.

حي فشلوم من انتفاضة ضد القذافي إلى ثورة على الميليشيات

 

قد يبدو من المصادفات الغريبة أن أول حي انتفض في مدينة طرابلس ضد نظام معمر القذافي هو ذاته الحي الذي يقود الانتفاضة ضد ميليشيات فجر ليبيا، ويطلق عليه أمراء الحرب اسم حي الأزلام أو حي المرتزقة في محاولة لتشويه دوره النضالي ضد سلطة المتمردين على شرعية الدولة.

إنه حي فشلوم الذي يتعرض منذ أيام إلى حصار مطبق من قبل الميليشيات الخارجة عن القانون قبل أن تقتحمه أمس السبت الميليشيا المسمّاة قوات الردع الخاصة تحت إمرة المتشدد عبد الرؤوف كارة بالأسلحة المتوسطة والثقيلة، وتقطع عنه الماء والكهرباء، وتقوم باعتقال العشرات من أبنائه بتهمة الانتماء إلى عملية الكرامة، بينما توعد عادل الغرياني، مدير الإدارة السياسية لما يسمّى بـ«غرفة عمليات ثوار ليبيا»، شباب الحي الرافضين لسيطرة ميليشيات فجر ليبيا على العاصمة طرابلس بالقضاء عليهم.

قتل البراءة

وقبل يومين قتلت الميليشيات طفلة في السادسة من عمرها ووالدتها وأصيب والدها خلال عملية اقتحام قالت الميليشيات المسلحة إنها تأتي في إطار القبض على تجّار مخدرات بالحي في محاولة لتبرير قمع انتفاضة أهل فشلوم المساندة لعملية الكرامة والمؤسسات الشرعية المنتخبة

وبحسب سكان الحي فإن رد فعل الميليشيات على انتفاضة سكان فشلوم في أبريل 2014 تجاوزت بكثير رد فعل نظام القذافي على انتفاضتهم يوم 17 فبراير 2011 عندما كان حيهم أول حي في العاصمة الليبية يعلن دعمه للحراك الشعبي في مدينة بنغازي، ويؤكد السكان أن نظام القذافي لم يستعمل الطائرات العسكرية لقصفهم مثلما تم الإعلان عن ذلك في الإبان، ولم يوجه إليهم فوهات المدافع كما يحدث حالياً.

وقال السكان «إن ما تقوم به هذه المجموعات المُسيطِرة على طرابلس من خلال حملتها المتصاعدة لقمع الحريات ومحاولة إلصاق تهم إجرامية بالشباب المناضل من أجل الحرية تعتبر محاولة مفضوحة لإنتاج نظام ديكتاتوري جديد».

دعم عملية الكرامة

وكان حي فشلوم وهو حي سكني وسط العاصمة الليبية طرابلس يحده من الشمال حي الظهرة، ومن الشرق زاوية الدهماني، ومن الغرب حي بن عاشور، ومن الجنوب حي النوفليين أول حي أعلن دعمه لعملية الكرامة التي يقودها الجيش الليبي.

وفي 24 سبتمبر الماضي أغلقت مجموعة من المحتجين في فشلوم بالعاصمة الليبية طرابلس مداخل ومخارج المنطقة وأضرموا النار في الإطارات، رداً على مقتل أحد شباب المنطقة على يد مسلحين تابعين لمنظومة فجر ليبيا.

Email