خسائر فادحة للحوثيين بمحاولات التقدم في عدن وشبوة وإب

اشتباكات ضارية بين القبائل اليمنية والانقلابيين

مسلحون انقلابيون على مدفع مضاد للطائرات في صعدة رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

اندلعت اشتباكات ضارية في شبوة بين مسلحي القبائل الموالين للشرعية المتمثلة بالرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، والانقلابيين التابعين للحوثي والرئيس السابق علي عبدالله صالح، في عدد من المحافظات الجنوبية، حيث طردت القبائل المتمردين من مديرية القفر بمحافظة إب. وفي شبوة تقدم الحوثيون بإسناد سلاح المدفعية، لكنهم تكبدوا خسائر فادحة قتل وخطف خلالها العشرات، فيما قتل 26 شخصاً في معارك بمنطقة خور مكسر الساحلية في عدن.

وأعلن مسلحو قبائل مديرية القفر بمحافظة إب، أمس، تطهير المديرية من ميليشيات الحوثيين، وأكدوا مساندته للشرعية والمقاتلين في الجنوب ضد التمدد الحوثي.

وتمكن مئات المسلحين القبليين من طرد مسلحين من جماعة الحوثي المتمردة في مديرية القفر بمحافظة إب وسط اليمن، كما أسروا ستة منهم، قبل أن يتم إزالة جميع نقاط التفتيش التي أنشأها الحوثيون.

وقال مسؤول محلي بالمحافظة في تصريح تناولته وسائل إعلام يمنية اليوم: إن نحو 300 مسلح قبلي هاجموا سبع نقاط تفتيش لمسلحي الحوثي في مديرية القفر، وقاموا بطردهم، إضافة إلى مهاجمة مقر المجلس المحلي في المديرية، والذي كان يتخذه الحوثيون مقراً لهم، وهو ما أدى إلى فرار الأخيرين. وأشار المسؤول المحلي إلى أن المسلحين القبليين أسروا ستة من مسلحي الحوثي خلال هذه المداهمات.

السلب والنهب

وبعد إعلان تطهير المديرية، ذكر بيان أن صبر أبناء مديرية القفر نفد تجاه ممارسة الحوثي في الوطن عموماً، وما يفعله بأبناء المديرية خصوصاً، من قتل وسلب ونهب واختطاف وتجاوز لكل القيم والأعراف.

وطالب البيان مليشيا الحوثي بالتوقف الفوري عن الاعتداءات في تعز وكافة المحافظات الجنوبية، وأعلنوا تأييدهم للجيش المتمسك بالشرعية، والذي لم يتخل عن مهمته في الحفاظ على أمن الوطن وحمايته، كما أطلقوا نداء عاجلاً لأبنائهم في المؤسسات العسكرية للوقوف في وجه المليشيا المسلحة وفاء لإخوانهم الشهداء.

خور مكسر

في الأثناء، قال مسؤول بوزارة الصحة اليمنية: إن 26 شخصاً قتلوا في إطلاق نيران مدفعية في منطقة خور مكسر بمدينة عدن. وقال شاهد لوكالة «رويترز»: إن قذائف أصابت مبنى سكنياً في المنطقة القريبة من مسكن خاص كان هادي يستخدمه، ما أسفر عن مقتل عشرة مقاتلين موالين للرئيس هادي. وكانت تعزيزات من قوات الانقلابيين التابعين لصالح ومسلحي الحوثي وصلت إلى خور مكسر عبر منطقة العلم قادمة من زنجبار. فيما دخلت قوات أخرى من دار سعد قادمة من الحوطة.

اشتباكات شبوة

في السياق، قتل ثمانية عناصر من متمردي الحوثي في كمين نصبه رجال القبائل في مديرية بيحان بمحافظة شبوة شرق اليمن. وقال مصدر قبلي يمني: إن القبائل نصبت كميناً مسلحاً لعناصر الحوثي في منطقة العليا مفرق محطة الدهولي، ما أسفر عن مقتل ثمانية منهم، مشيراً إلى أن القبائل استولت على ثلاث مركبات عسكرية تابعة للحوثيين.

وأكد المصدر أن المنطقة تشهد اشتباكات عنيفة بين القبائل المساندة للرئيس هادي، ومسلحي الحوثيين الذين يحاولون الزحف إلى مديرية عسيلان التابعة لمحافظة شبوة، والتي تحوي شركات ومنابع نفطية.

ولاحقاً ذكرت مصادر محلية أن قوة من جماعة الحوثيين على وشك السيطرة على محافظة شبوة بعد أن سيطرت على مناطق عسيلان وحريب وعين حيرب بعد معارك عنيفة مع رجال القبائل تكبد فيها الحوثيون خسائر كبيرة.

وقال الشهود إن نحو 20 من الحوثيين قتلوا واختطف 20 آخرون في المواجهات مع رجال القبائل، وإن ستة من رجال القبائل سقطوا قتلى، إضافة إلى عشرات من الجرحى.

وكانت اشتباكات عنيفة وقعت، أمس، في أطراف مديرية عسيلان النفطية المجاورة لمأرب، والتابعة لمحافظة شبوة.

أصدرت المنظمات المدنية والمكونات الحراكية الجنوبية، بياناً تدين فيه «الحرب الثانية» التي تشنها عصابات الحوثي، وقوات الجيش والحرس الجمهوري اليمني على الجنوب. وأضاف أن الحرب تأتي «ضمن تجديد فرض السيطرة على الجنوب والاستفزاز المباشر لقوى التحالف العربي وتحدي الإرادة الدولية من قبل مليشيات خارجة عن القانون والشرعية».

وأضاف أن «هذه الجرائم تهدف إلى استغلال الأزمة اليمنية وما صاحبها من تجاذب خارجي لصالحها، وعلى حساب المواطن الجنوبي بخاصة وحقوقه وموارده وأرضه».

Email