مروحيات سعودية تلاحق المتمردين.. والغارات تدك جميع الأهداف المتحركة

عاصفة الحزم تدمر اللواء 33 في الضالع

ت + ت - الحجم الطبيعي

لمشاهدة الجرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا

تعرضت العاصمة اليمنية لغارات جوية هي الأعنف منذ بدء عمليات «عاصفة الحزم» التي يشنها التحالف العربي بقيادة السعودية على مواقع الانقلابيين على الشرعية، حيث دك التحالف جميع الأهداف المتحركة باتجاه عدن، كما دمرت الغارات اللواء 33 التابع للمتمردين، وفر منه عشرات الجنود بأسلحتهم للاختباء بين المدنيين، فيما تدخلت الطائرات المروحية للمرة الأولى في المعركة ضد الحوثيين على الحدود مع السعودية، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة وقصف مدفعي متبادل.

وأكد الناطق باسم «عاصفة الحزم» مستشار مكتب وزير الدفاع السعودي، العميد ركن أحمد عسيري، أن «عمليات التحالف مستمرة، خصوصاً الأهداف في مدينة عدن أو المحيطة بها»، مبيناً أن «الجميع يعلم أنه خلال الفترة التي يتواجد فيها فخامة رئيس الجمهورية اليمنية عبد ربه منصور هادي كان هناك تواجد لعناصر المليشيات الحوثية داخل المدينة، إضافة إلى تحركات بالقرب من الطرق المؤدية إليها».

وأردف: « كثفت قوات التحالف من عملياتها خلال الـ 24 ساعة الماضية، وتواجدت الطائرات على مدار الساعة حول عدن، وبالذات في الشمال منها، وتم مهاجمة جميع الأهداف المتحركة باتجاه المدينة».

وذكر العسيري أنه تم إعطاب اللواء 33 في الضالع. وتابع: «تلاحظون أن الضغط مستمر وخاصة على اللواء الـ 33 الذي تردد اسمه حول مدينتي شبوة والضالع، ويرجع سبب ذلك إلى الضغط المتواصل من قوات التحالف عليه».

وبين العميد عسيري أن «العمليات مستمرة بشكل مكثف في شمال اليمن (منطقة صعدة) التي تعد منطقة تركيز تواجد المليشيات الحوثية، ولذلك الآن هم يحاولون الدخول لمدينة الضالع وشبوة للاحتماء من عمليات التحالف، وبالتالي يختلطون بالسكان».

محاولات صالح

ولفت العسيري إلى أن قوات صالح تحاول دون جدوى التقدم باتجاه عدن والضالع وشبوة، وأن اللجان الشعبية تقضي على الحوثيين في عدن بمساندة التحالف، إذ «ننسق معهم بعدن، ونؤمن الدعم الجوي المطلوب»، كاشفاً في الوقت نفسه أن «القوات البرية السعودية استهدفت التحركات على الحدود مع اليمن، وأن القوات البحرية تواصل سيطرتها على موانئ اليمن». مؤكداً أن «لدى التحالف العربي من القوات ما يكفي لمواجهة التهديد، ويفعل كل ما بوسعه لتجنب سقوط ضحايا مدنيين».

ولفت إلى أن «العمليات ليست في حاجة حتى الآن لتدخل بري»، وأنه «لا يمكن إرسال إمدادات إلى الحوثيين بسبب سيطرة التحالف على الأجواء والموانئ».

تنسيق الإغاثة

وأكد الناطق باسم «عاصفة الحزم» أن قوات التحالف ترحب بجميع جهود الإغاثة التي تقدمها سواء الدول أو المنظمات الإنسانية، قائلاً : «نطلب من تلك المنظمات أن يكون هناك نوع من التنظيم في هذا الجانب، بحيث تقدم عن طرق القنوات الدبلوماسية المعروفة، وذلك لسببين؛ الأول لتنظم الإمكانات المناسبة لها، والثاني لتنظم وفق العمليات العسكرية الجارية».

وبين أن العمليات البرية استمرت على نفس الوتيرة من قبل القوات البرية الملكية السعودية باستهداف التجمعات والتحركات على كامل الحدود بين البلدين، فيما أكملت القطع البحرية انتشارها لتنفيذ الحصار البحري على كامل موانئ الجمهورية اليمنية».

اللواء 33

على صعيد الغارات، وسع التحالف عملياته إلى محافظات عدة في اليمن، بينها مأرب قرب صنعاء والحديدة (غرب) وتعز وعدن (جنوب)، بحسب إفادات سكان.

وفي محافظة الضالع التي تتعرض لهجوم عنيف بالأسلحة الثقيلة من قوات الرئيس السابق والحوثيين نفذ الطيران الحربي لـ«عاصفة الحزم» خمس غارات على مواقع للواء 33 مدرع الموالي للرئيس السابق في المحافظة، لمنع هذه القوات من قصف مديرية الضالع والحصين وصد أي تقدم لها نحو مديريات ردفان.

وقال سكان إن العشرات من الجنود فروا من المواقع التي استهدفتها الغارات وتراجعت هذه القوات إلى منطقة سناح على أطراف مدينة الضالع.

وفي محافظة إب المجاورة استهدفت الغارات قافلة إمدادات عسكرية لقوات الرئيس السابق والحوثيين فدمرت القافلة ومحطتين للوقود. وقالت مصادر محلية إن عشرة مسلحين قتلوا في الغارة التي استهدفت إمدادات وقود للحوثيين وقوات الجيش الموالية للرئيس السابق في منطقة يريم.

القصف الأعنف

وقال أحد السكان ويدعى عاصم الصبري: «شهدنا الغارات الأعنف» في صنعاء منذ بدء عملية التحالف. وأضاف: «سمع دوي انفجارات قوية طوال الليل». وقال عمرو العمراني (30 عاماً): «لم أشهد أبدا انفجارات بمثل هذا العنف».

وقال آخر: «كل معسكرات الحرس الجمهوري في محيط صنعاء وكذلك مطار العاصمة تعرضت للقصف طوال الليل». وقال سكان إن المتاجر أغلقت أبوابها وخلت الشوارع من المارة خوفاً من تردي الوضع الأمني. وشهدت العاصمة اليمنية حركة نزوح كبيرة للسكان هرباً من الحرب بعد التفجيرات الكبيرة التي وقعت في مخازن أسلحة قوات الرئيس السابق.

وتجمع سكان في العاصمة أمام محطات النقل البري بعد ليلة من الانفجارات الضخمة في معسكرات الصواريخ ومخازن الأسلحة، وازدحمت محطات نقل الركاب بالآلاف من الهاربين إلى محافظات أخرى والأرياف، في حيث استمر إغلاق المدارس والجامعات للأسبوع الثاني على التوالي.

اشتباكات برية

على الحدود الشمالية لليمن، قال سكان ومصادر قبلية إن قوات سعودية ومقاتلين حوثيين يمنيين تبادلوا إطلاق نيران المدفعية والصواريخ في عدد من المناطق على الحدود. وسمع دوي انفجارات وإطلاق نار كثيف في منطقتي شدا والحصامة بمحافظة صعدة وقرب مدينة حرض‭‭ ‬‬في محافظة حجة المجاورة. وقال سكان إن طائرات هليكوبتر سعودية حلقت في سماء المنطقة، ووصفوا القتال بأنه الأشرس منذ بدأت الغارات الجوية التي تقودها السعودية ضد أهداف الحوثيين في مختلف أنحاء اليمن منذ ستة أيام بهدف إضعاف الجماعة المدعومة من إيران.

وقال أحد السكان ويدعى خالد في منطقة حرض: «نسمع أصوات الانفجارات ونرى طائرات سعودية في الجو». وذكر سكان في قرى الشريط الحدودي لـ«البيان» أن أصوات القذائف سمعت في مناطق شدا والحصامة بمحافظة صعدة ومنطقة حرض بمحافظة حجة بصورة لم يسبق لها مثيل منذ بداية «عاصفة الحزم». وقال هؤلاء إن الحوثيين وقوات الجيش الموالية للرئيس السابق قصفوا الجانب السعودي من الحدود، وإن القوات السعودية ردت بقصف مدفعي وصاروخي على تلك المواقع، كما تمت مشاهدة المروحيات تقصف مواقع الحوثيين وأتباع الرئيس السابق.

تدخل بري

من جهة أخرى دعا وزير الخارجية اليمني رياض ياسين إلى تدخل بري عربي في اليمن «بأسرع وقت ممكن». وقال رداً على سؤال حول ما إذا كان يطلب تدخلاً برياً عربياً: «نعم، نحن نطلب ذلك وبأسرع وقت ممكن، حتي يتم بالفعل إنقاذ البنية ‬التحتية».

مرحلة جديدة

ذكرت المفوضية العليا في الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن المجموعة الأولى من اليمنيين الفارين من النزاع وصلت إلى الصومال. وأفادت المفوضية في بيان لها أن 32 يمنياً من محافظة تعز وصلوا إلى ميناء بربرة الصومالي بعد أكثر من 12 ساعة في البحر.

أكد معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، أن «التوجه العربي في السياسة الخارجية المصرية مشجع، ومطمئن، ولعله الأقوى، منذ أواخر سبعينيات القرن الماضي». وأضاف معاليه في تغريدات على «تويتر» أن «الرهان على مصر ضرورة عربية». وأردف: «التحرك العربي من خلال عاصفة الحزم يبشر بمرحلة من التعاون العربي يلغي الانتكاسات، التي عهدناها، المهم وحدة الصف، وتغليب المصلحة الجماعية». وتابع معالي وزير الدولة للشؤون الخارجية أن «دور العرب المتجدد والمبشر لن تقوم له قائمة من دون تناغم وتنسيق وتعاون بين الرياض والقاهرة، حقيقة علينا أن ندركها وندعمها، ونعمل على تعزيزها».

Email