ترقّب من جانبين: ما يخطّط النظام وموقف «المتشدّدين»

حكومة الائتلاف تسعى لمقعد في إدارة إدلب

ت + ت - الحجم الطبيعي

فيما تأمل الحكومة السورية المؤقتة في إعلان مدينة إدلب مقراً لها عقب فقدان النظام السيطرة عليها، كانت مروحيات النظام تلقي براميل فوق المدينة كخطوة استباقية تعرقل أي مساع للمعارضة السورية في حجز موطئ قدم لها على الأرض، في الوقت الذي تسعى الفصائل المسلحة إلى تشكيل مجلس مدني- عسكري لإدارة مدينة إدلب لتجنب تكرار تجربة مدينة الرقة التي حولها «داعش» إلى عاصمة لـ«الخلافة».

وجاء في نص البيان بأن «الحكومة السورية المؤقتة ستبدأ بالتوجيه لمديرياتها للعمل داخل مدينة إدلب، وللمجلس المحلي لمحافظة إدلب لبدء التنسيق مع الشركاء والفصائل المقاتلة والقوى الفاعلة لتكون المدينة مقراً لها لإدارة المناطق المحرّرة على الأراضي السورية». وقد تباينت ردود المعارضين السوريين حيال هذه الخطوة، وتحديداً تلك الكتل والشخصيات القريبة من «الائتلاف الوطني» نظراً لتعقيد الأوضاع الأمنية هناك، علاوة على جملة من التناقضات المتجذرّة بين الائتلاف الوطني والفصائل الميدانية العشرة والمنضوية تحت جناح «جيش الفتح».

جدل إدلب

وقال عبيدة نحاس الذي ينخرط ضمن هيكلية الائتلاف إن نقل مقر الحكومة السورية إلى إدلب يعتبر خطوة هامة على صعيد إنقاذ مؤسسات الدولة في سوريا وإنقاذها من هيمنة النفوذ الإيراني، بيد أن الناشط السياسي أديب الشيشكلي خالفه الرأي، ولوح بأن الإقدام على هذه الخطوة سيشجع النظام في قصف المدينة.

وعليه، تصاعدت التكهّنات في الأوساط المعارضة عقب صدور هذا البيان، فيما إذا كانت ثمة سيناريوهات تطبخ في الخفاء، لتصبح مع توقيت عملية تحرير إدلب مؤشرا عينيا يبنغي الخروج إلى العلن، وهو الأمر الذي شدد عليه المعارض السوري حميد شيخ شهاب الجبوري عبر طرحه تساؤلاً مقتضباً، قائلاً: «الحكومة السورية المؤقتة تعلن مدينة إدلب مقرا لها، هل هو إعلان للاستهلاك أم مؤشر على قرب إعلان حظر للطيران فوق الأجواء السورية؟».

مجلس مدني

وأشارت مصادر إعلامية في وقت سابق، على لسان «أبو اليزيد» مدير المكتب الإعلامي لـ«أحرار الشام» إلى أن «إدارة مدينة إدلب بعد السيطرة عليها، ستكون «مدنية تحت حماية عسكرية». وتضمن اتفاق تشكيل «جيش الفتح» أن يتمثل كل 250 مقاتلاً شاركوا في «جيش الفتح» بمقعد في المجلس المدني المشترك، ما يعني وجود أربعة لـ«النصرة» مقابل سبعة مقاعد لـ«أحرار الشام» بعد اندماج «صقور الشام» (ألف مقاتل) و«أحرار الشام» (900 مقاتل). ويتوقع البدء بتشكيل المجلس بعد انتهاء حالة الترقب لما سيحصل في إدلب وسير المعارك في ريفها.

Email