أمين عام الهيئة الخيرية الهاشمية يشرح لـ «البيان» خطورة ملف اللاجئين السوريين

المفلح: الإمارات من أكبر مغيثي الشعب السوري

ت + ت - الحجم الطبيعي

قال أمين عام الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، أيمن المفلح: إنّ الحكومة الأردنية اعتمدت خطة الاستجابة الأردنية بـ2.9 مليار دينار ستحملها إلى مؤتمر المانحين في الكويت، واصفاً هذا الملف الضاغط على مقدرّات بلاده ومواردها المالية وبنيتها التحتية بالمزعج والخطير.

وشدّد المفلح في حوار مع «البيان»، على أنّ الإمارات عبر الهلال الأحمر الإماراتي، والحملة الوطنية السعودية، ودولة الكويت، من أكبر الجهات المتبرعة للاجئين السوريين. وفي ما يلي تفاصيل الحوار بين «البيان» والمفلح، والذي استعرض فيه الجهود الأردنية لتوفير العون لللاجئين السوريين الذي باتوا يمثّلون نحو 20 في المئة من سكان الأردن:

يبدو ملف اللاجئين السوريين ضاغطاً على الأردن وعلى موارده؟

كان الأردن من أوائل الدول التي استقبلت اللاجئين السوريين في 2011، سواء عبر الحدود الرسمية أو المنافذ غير الشرعية (عبر السياج الحدودي). ونحن اليوم نتحدث عن مليون و400 ألف سوري نصفهم مسجل كلاجئين عبر المفوضية السامية اللاجئين منهم 100 ألف فقط في المخيمات.

ولتسهيل تقديم العون لهذا العدد، أصدرت وزارة الداخلية بطاقة خدمة طورت قبل شهور، لنعتمد بصمة العين لتنظيم الأمور وتقديم خدمة أفضل في المعاملات البنكية أو التعليمية أو الصحية.

كان لهذا التدفق تأثير كبير في البنية التحتية؟

البنية التحتية في الأردن تعرضت لضغط كبير واستهلكت. فلدينا في المملكة إلى جانب السوريين لاجئون من 35 دولة وفق سجلات مفوضية اللاجئين.

الضغط كبير في مجالات عدة، فإلى جانب مشكلة المياه هناك ضغط على المرافق الصحية والتعليمية، خصوصاً أن الأمم المتحدة لم تف بالتزاماتها في دفع الفاتورة الصحية. وللعلم، يكلف اللجوء السوري الموازنة العامة في الأسواق 250 مليون دينار (نحو 350 مليون دولار) سنوياً. ولذلك قررت الحكومة في أكتوبر 2014 معاملة اللاجئ السوري في مجال الخدمات الصحية معاملة المواطن الأردني غير المؤمّن، بمعنى توفير العلاج الأساسي بينما في السابق كانت الخدمة الشاملة.

وفي المجال التعليمي، لدينا 140 ألف طالب على مقاعد الدراسة، وهناك 70 ألفاً على قائمة الانتظار. ولدينا 700 مدرسة تعمل وفق نظامي الدوام الصباحي والمسائي لتلبية الاحتياج المتعاظم الذي تسبب أيضاً في عجز قدره ثمانية ملايين دينار في مجال طباعة الكتب الدراسية. ونحن بحاجة إلى 72 مدرسة جديدة. وحتى المعلمون باتوا يعانون من تأخير دفع الرواتب، حيث تتأخر منظمات الأمم المتحدة في دفع تعويضات رواتب المعلمين الذين يعملون في الورديات الإضافية.

لاجئون من 35 جنسية

35 جنسية؟

غالبيتهم من السوريين والعراقيين.

والفلسطينيون من ضمنهم؟

لا، الإخوة اللاجئون الفلسطينيون مسجلون في وكالة الغوث (الأونروا).

ما الجنسيات الأخرى التي يشملها هذا الإحصاء؟

يمنيون وصوماليون ومن البوسنة والهرسك.

خطط إلى مؤتمر الكويت

ماذا تعرضون على مؤتمر المانحين في الكويت من خريطة احتياجات؟

في العام الجاري اعتمدت الحكومة 2.9 مليار دينار لخطة الاستجابة الأردنية، منها 1.85 لمشاريع وبرامج ومليار لدعم الخزينة، ولم تصلنا من الأمم المتحدة لدعم الخزينة، ولم تصلنا من الأمم المتحدة سوى 166 مليون دولار (أي نسبة خمسة في المئة)، لذلك نحن نعول على مؤتمر الكويت في إعطاء أهمية لهذا الملف المزعج والخطير.

والمملكة ستذهب إلى قمة المانحين في الكويت بوفد يترأسه رئيس الوزراء د. عبدالله النسور لبيان أهمية الوضع.

ماذا عن الموارد المائية؟

الأردن رابع أفقر دولة في مجال المياه. ومواردنا المائية محدودة، ومع ذلك يدخل مخيم الزعتري أربعة ملايين ليتر ماء، رغم أن هناك بعض القرى لا تصلها المياه إلا مرة أسبوعياً أو خلال أسبوعين، ولكن التزاماتنا الدولية تحتم علينا توفير المياه للاجئين بالتعاون مع المنظمات الأممية، مثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف). وحصة اللاجئ السوري 40 لتراً يومياً، وهو ما لا يتحقق للمواطن.

كما لا ننسى أنّ فاتورة الطاقة تسبب ضغطاً على الموازنة، رغم أن انخفاض أسعار النفط أسعفنا قليلاً.

هل تفكرون في إغلاق الحدود؟

يحسب للأردن أنه لم يغلق حدوده حتى اليوم.

تسرّب المساعدات

يتردد أن المساعدات لا تصل إلى المستفيدين وأن بعضها يتسرب إلى السوق الأردنية؟

من لحظة وصول المساعدات سواء عبر الحدود البرية أو المطارات، ندعو المتبرع إلى الحضور والإشراف على التوزيع، ولكن ما يحدث أحياناً وصول مساعدات تفوق احتياجات اللاجئ من بعض الأصناف، ونحن ملتزمون بتوزيعها على اللاجئين، ولهذا يتجه بعض اللاجئين إلى بيعها.

وهذا صحيح، ضبطنا بعض البيوت تحولت إلى مخازن أو عيادات.

إلى جانب ذلك، فالمساعدات العينية والخيام تعتبر ملكاً شخصياً للاجئ.. فإذا قرر مغادرة المخيم عائداً إلى بلاده أو مغادرة الأردن إلى أي جهة أو غير وضعه القانوني في المملكة، كان يتصرف بما في حوزته، وبالتالي يبيع ما لديه باعتباره ملكاً خاصاً إلى السوريين أو الأردنيين.

دعم الهيئة

هل تتلقون دعماً من الحكومة؟

كهيئة خيرية أموالنا وقف ولا نستطيع التصرف بهذه الأموال إلا وفق شروط الواقف.

ولدينا دعم من الحكومة قدره 250 ألف دينار، إلى جانب أموال الزكاة، فضلاً عن العقارات والأصول التي تمتلكها الهيئة التي تدر دخلاً جيداً. فضلاً عن ذلك نقوم بدعم وتقديم المساعدة لكثير من الأسر الأردنية المتعففة. ولهذه الغاية أسسنا بنك الملابس، وهو حتى الآن ناجح ونتلقى بعض الدعم من دول الخليج ومنها الإمارات.

هل تنسّق الهيئة مع الحكومة أم تعمل منفردة؟

الهيئة الخيرية الهاشمية تستقبل المعونات معفاة من الجمارك والضريبة وهذا تسهيل من الحكومة على الجهات المانحة.

والبرامج توضع بالتنسيق مع وزارة التخطيط التي تخطط مع الوزارات المعنية. كما ندقق في المعونات ونتأكد من جودتها وتاريخ صلاحيتها ويشارك المتبرع في توزيع المساعدات.

والإمارات عبر الهلال الأحمر الإماراتي والحملة الوطنية السعودية ودولة الكويت، من أكبر الجهات المتبرعة للاجئين السوريين.

تعاون مع المدينة اللوجستية

ما نطاق التعاون مع المدينة اللوجستية الإنسانية في دبي؟

لدينا تعاون وثيق مع المدينة، حيث تعتبر نقطة وصل وتخزين من قبل العديد من المنظمات الأممية المتبرعة.

وكانت باكورة هذا التعاون العام الماضي خلال العدوان الإسرائيلي على غزة، إذ كان هناك جسر جوي إماراتي بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، والتعاون مع الهيئة الخيرية الهاشمية لإيصال هذه المساندات الإماراتية إلى قطاع غزة عبرنا. واستقبلنا 27 طائرة محملة بالمساعدات تم توصيلها إلى أهلنا في القطاع، سواء عبر الأونروا أو وزارة الصحة أو السلطة الوطنية الفلسطينية.

هل تحضّرون لافتتاح مكتب تمثيلي في المدينة اللوجستية؟

ننظر الآن في فتح مكتب للهيئة في المدينة، خصوصاً أن المنطقة حبلى بالأوضاع المأساوية.

هل من تأثير لعدم الالتزام الكامل للمانحين بسداد التعهّدات؟

نتخوف من قطع المنظمات الإنسانية العاملة في الأردن مساعداتها في ضوء تراجع دعم الدول المانحة.

التعليم تحصين

شدّد أيمن المفلح على الأهمية التي توليها بلاده لضمان تعليم اللاجئين رغم الضغط على الموازنة، إذ يقول إنّ هناك أهمية كبرى لضمان تعليم الأطفال، حتى لا يكون هناك جيل فارع يكون فريسة سهلة لأي استقطاب من الجماعات المتطرفة.. وهذا لا نقبله.

مشروعات

سألت «البيان» أمين عام الهيئة الخيرية الهاشمية عن مجالات عمل الهيئة، فقال: «لدينا مستوصف في الصومال ومدرسة قيد الإنشاء بالتعاون مع النقابات المهنية والإغاثة الإسلامية عبر العالم (مقره برمنغهام البريطانية)، وفي البوسنة والهرسك هناك مدرسة الأمل، وهي المدرسة الوحيدة التي تعلم اللغة العربية».

وأضاف: «نتعاون مع القوات المسلحة الأردنية العاملة ضمن قوات حفظ السلام لتوزيع مساعدات يمنية حيث تنتشر. ولدينا مساعدات ومساهمات ضمن المستشفيات الميدانية الأردنية في خمس دول: أفغانستان، العراق (أربيل)، وفلسطين (غزة)، ومصر، والكونغو، وكان هناك مستشفى في ليبيا».

Email