قيادة «عاصفة الحزم»: الحوثيون بلا طائرات واتصالات

طائرات الامارات تقصف «سكود» متمردي اليمن

ت + ت - الحجم الطبيعي

قصفت الطائرات الاماراتية عدداً من مواقع الحوثيين في كل من صنعاء ومأرب ضمن عملية «عاصفة الحزم» واستهدفت الضربات منظومات الدفاع الجوي «صواريخ سكود» ومعسكرات الحوثيين وقيادات السيطرة ومستودعات الإمداد، في وقت أعلنت قيادة التحالف أن الحوثيين باتوا بلا طائرات واتصالات وتم تدمير معظم منومة الصواريخ بعيدة الباليستية، كما استهدفت قوات برية سعودية تجمعات الحوثيين على الحدود مع اليمن ردا على محاولة المتمردين التقدم بالآليات الثقيلة، فيما تعرضت منصات صواريخ بعيدة المدى لقصف قرب عدن فيما تشير تقديرات ان الحملة يمكن ان تستمر لفترة تصل الى ستة شهور.

في التفاصيل، واصلت الطائرات المقاتلة لدولة الامارات أمس ضرباتها الجوية على عدد من مواقع الحوثيين في كل من صنعاء ومأرب ضمن عملية «عاصفة الحزم» التي ينفذها التحالف العربي لحماية الشعب اليمني وحكومته الشرعية من الانقلابيين والميليشيا الحوثية العنيفة والمتطرفة. ففي صنعاء استهدفت الضربات الجوية منظومات الدفاع الجوي «صواريخ سكود» ومعسكرات تجمع الحوثيين فيما استهدفت الضربات في منطقة مأرب منظومات الدفاع الجوي وقيادات السيطرة ومستودعات الإمداد. وعادت الطائرات المقاتلة إلى قواعدها سالمة.
وتشارك دولة الامارات في «عاصفة الحزم» ضمن تحالف عربي تقوده المملكة العربية السعودية ويضم أكثر من عشرة دول لحماية الشعب اليمني وحكومته الشرعية.

إعطاب الترسانة
في الأثناء، أعلنت قيادة التحالف نجاح الجزء الأول من العمليات العسكرية، بعد مضي ثلاثة أيام من انطلاقها، وهو إعطاب جميع طائرات ميليشيات الحوثي، وقطع مراكز الاتصالات، مؤكدة أنه إذا تطلب الموقف تدخلا بريا سيتم تقييم الوضع والتصرف.

وقال مستشار وزير الدفاع السعودي الناطق الرسمي لقيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن، العميد ركن أحمد عسيري في مؤتمر صحافي في الرياض: «لم يعد هناك طائرات للحوثيين ولا مراكز اتصالات». وأكد عسيري أن التحالف مستمر في استهداف قواعد الصواريخ، وكذلك التجمعات المسلحة على الحدود السعودية، ومخازن الذخيرة والقوات الحوثية، معلنا في الوقت ذاته استهداف قوات التحالف أحد قادة الحوثيين، مؤكداً أن الضربات دمرت معظم الصواريخ الباليستية التي استولى عليها الحوثيون من الجيش اليمني.

حشود برية
وأضاف: «العمليات ستسمر خلال الأيام المقبلة لمنع نقل الإمدادات والتموين وتحريك العربات والآليات سواء من محافظة صعدة باتجاه الحدود السعودية، أو تحركاتهم في جنوب اليمن». وأوضح العسيري أن «الميليشيات الحوثية تحاول أن تحتشد على على الحدود السعودية اليمنية»، مضيفاً: «نستهدف تجمعاتهم هذه بضربات جوية دقيقة، وتمكنا من قتل أحد القيادات الحوثية».

وأشار إلى أن «القوات البرية السعودية على الحدود اليمنية، استهدفت تجمعات الحوثيين هناك بالمدفعيات وبطائرات الأباتشي». وتابع: «هناك محاولات مستمر من الحوثيين بإرسال آلياتهم ودباباتهم باتجاه الحدود السعودية لكن القوات البرية تقوم بواجبها، إذ استهدفت تجمعاتهم بقاطعي جيزان ونجران ولن يسمح لهم بحشد قواتهم قرب الحدود السعودية».

ودعا العسيري اليمنيين إلى الابتعاد عن تجمعات الحوثيين أو مراكز تخزينهم للأسلحة، قائلا: «الميليشيات الحوثية تتحصن داخل المساكن والمناطق المأهولة بالسكان، ويضعون مضادات الطيران فوق المباني السكنية لدفع التحالف لقصفها وإصابة المدنيين، لكننا نتوخى الدقة، حتى وإن اضطررنا للانتظار لحين خلو المباني من المواطنين».

صواريخ باليسيتة
من جهة اخرى، قال مسؤول يمني إن العملية استهدفت قاعدة نصب فيها المقاتلون الحوثيون صواريخ بعيدة المدى ووجهوها صوب مدينة عدن الجنوبية ودول مجاورة. وأضاف المسؤول أن السلطات اليمنية تلقت معلومات تفيد بأن خبراء إيرانيين احضروا قطع غيار للصواريخ في القاعدة الواقعة إلى الجنوب من صنعاء. وكشف المسؤول صورا لوكالة «رويترز» على الهاتف المحمول تظهر سحابة برتقالية ضخمة قال إنها صواريخ تنفجر في القاعدة بعد استهدافها. ولم يحدد الدول التي كانت الصواريخ مصوبة نحوها.

استهداف قافلة
في الأثناء، ذكر سكان أن طائرات حربية من التحالف الذي تقوده السعودية استهدفت قافلة للحوثيين تضم مركبات مدرعة ودبابات وشاحنات عسكرية على طول الطريق الساحلي إلى عدن من شقرة وأضافوا أن عددا من المركبات أصيب.

قال سكان عدن إن القافلة تم وقفها لكن الحوثيين يرسلون تعزيزات إلى شقرة وإن من المتوقع أن يواصلوا التقدم على طول طريق عدن-المكلا الرئيسي.

وفي العاصمة صنعاء نفذت طائرات حربية ضربات لليلة الثالثة على التوالي مستهدفة أحد المطارات حسبما أفاد سكان ومسؤول.

إلى ذلك، اعلن مسؤولون دبلوماسيون من الخليج ان الحملة العسكرية يمكن ان تستمر لفترة تصل الى ستة اشهر وقالوا انهم يتوقعون ردودا ايرانية بشكل اعمال لزعزعة استقرار.

وفي بادىء الامر كانت السعودية وحلفائها يراهنون على حملة جوية تستمر شهرا لكن «ذلك يمكن ان يستمر خمسة الى ستة اشهر» كما قال مسؤول مشيدا بنتائج الغارات التي اطلقت منذ الخميس واتاحت بحسب قوله تدمير 21 صاروخ «سكود». وندد بـ«الدعم اللوجتسي والعسكري» الذي تقدمه طهران للحوثيين قائلا انه بحسب التقديرات «هناك خمسة الاف ايراني وعناصر من حزب الله (اللبناني) وميليشيات عراقية (موالية لطهران) على الارض في اليمن».

تحريك «سكود»
وقال دبلوماسيون في الخليج ان السعودية وحلفاءها قرروا الرد ضد الحوثيين حين اظهرت صور الاقمار الاصطناعية في نهاية يناير الماضي تحريك صواريخ «سكود» نحو شمال الحدود السعودية مع قدرة يمكنها ان تبلغ الاراضي السعودية.

وقال هؤلاء المسؤولون انهم يتوقعون مع بدء الحملة الجوية التي اطلقتها السعودية وحلفاؤها، «رد فعل ايرانيا» ليس على شكل عملية عسكرية وانما للدفاع عن الحوثيين لكن ايضا بشكل اعمال تزعزع الاستقرار.

وقال احدهم ان «الايرانيين سيردون عبر اعمال ارهابية في الخليج» مشيرا خصوصا الى البحرين والمنطقة الشرقية في السعودية.

أسطول مروحيات
في غضون ذلك، قال مصدر سعودي، إن العمليات تمكنت من تدمير عدد من الأهداف العسكرية الأساسية في اليمن، لافتا إلى أن هناك احتمال لـ«إعلان كبير» سيكشف عنه قريبا. وتابع المصر قائلا إن المملكة تهيئ اسطولا من المروحيات الهجومية لتوجيه ضربة للتجمعات الحوثية التي بدأت بالتشكل شمال اليمن قرب الحدود مع السعودية. وأضاف الذي أن الغارات الجوية دمرت كل قدرات الدفاع الجوي الأساسية التي يسيطر عليها الحوثيين، إلى جانب تدمير كل البنايات العسكرية التي تحيط بالعاصمة صنعاء.

أوباما يدعم
أعلن البيت الأبيض في بيان إن الرئيس باراك أوباما تحدث مع خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبد العزيز وأكد له دعمه للعمل العسكري الذي قامت به السعودية ودول الخليج العربية في اليمن. وأضاف البيان إن أوباما والملك سلمان اتفقا على أن هدفهما هو تحقيق استقرار دائم في اليمن من خلال التوصل لحل سياسي من خلال التفاوض. وأكد أوباما أيضا التزامه بأمن السعودية.

وفي بيان آخر، ذكر البيت الأبيض إن مستشارة الأمن القومي سوزان رايس ووزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند التقيا واتفقا على أن التوصل لحل سياسي من خلال التفاوض هو أفضل نتيجة للأزمة في اليمن.

Email