قرقاش: التغير الاستراتيجي في المنطقة لصالح إيران لا يمكن السكوت عليه

الإمارات: هدف العملية إفشال انقلاب الحوثيين

قرقاش يطلع سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن على تطورات اليمن - وام

ت + ت - الحجم الطبيعي

 أكد معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية أمس أن هدف عملية «عاصفة الحزم» التي تشارك فيها الدولة هو إفشال انقلاب المليشيات الحوثية على الشرعية اليمنية والسعي إلى عودة المسار السياسي المتفق عليه دولياً، مشيراً إلى أن التغير الاستراتيجي في المنطقة لصالح إيران لا يمكن السكوت عليه وأن شؤوننا العربية يجب أن لا تصبح مشاعاً لكل من هب ودب.

والتقى معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش، أمس مع سفراء الدول أعضاء مجلس الأمن المعتمدين لدى الدولة لإطلاعهم على تطورات الوضع في اليمن وسير عملية «عاصفة الحزم» في ديوان عام وزارة الخارجية. وأكد معاليه خلال اللقاء متابعة القيادة الإماراتية تطورات الأزمة اليمنية وإدراكها للأبعاد الاستراتيجية لها وأن أمن اليمن جزء لا يتجزأ من أمن الخليج العربي.

وأوضح معاليه للسفراء أعضاء مجلس الأمن موقف دولة الإمارات المتقدم سياسياً وعسكرياً في دعم أمن الخليج وهو الموقف الإماراتي المدرك لأهمية شمولية الأمن والاستقرار في المنطقة. وقال معاليه إن «هدف هذه العملية هو إفشال انقلاب المليشيات الحوثية على الشرعية اليمنية والسعي إلى عودة المسار السياسي المتفق عليه دوليا ..

والمستند إلى الشرعية والمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار اليمني بما يضمن تمثيل كافة الشعب اليمني دون ضغط أو فرض أمر واقع بالقوة». وأضاف معاليه قائلا إن «أمن اليمن وارتباطه بأمن دول مجلس التعاون يحتم وقف تدخل الدول الخارجية في المشهد اليمني». وفي نهاية اللقاء أكد معاليه ضرورة دعم جهود المجتمع الدولي لإعادة الأمن والاستقرار في اليمن.

ضمان استقرار

وفي سياق متصل، أكد معالي وزير الدولة للشؤون الخارجية في مداخلة هاتفية على تلفزيون دبي أن العملية «جاءت نتيجة انقلاب المليشيات الحوثية على التوافق اليمني حيث ان جماعة عبارة عن مكون صغير من مكونات الشعب اليمني أرادت فرض رأيها على كافة مكونات الشعب».

وأضاف معاليه أن «العملية جاءت لضمان إعادة استقرار اليمن وأن لا يكون نافذة للتدخلات الخارجية في الخليج، حيث ان مرحلة عدم الاستقرار الذي يعانيه اليمن تعتبر مسألة خطيرة ومن هذا الواقع والخطر الاستراتيجي فإن دولة الإمارات العربية المتحدة كانت وتبقى جزءاً من التحالف الخليجي لحفظ أمن المنطقة والذي يتحقق من خلال حفظ أمن واستقرار اليمن».

وبين معاليه رداً على سؤال حول ما مدى امكانية البناء على التعاون الخليجي القائم حالياً في المنطقة أن يتوسع ليشمل تحصين العالم العربي ككل من الأخطار المحدقة به أن هذه الدعوة «تمثل جزءاً من توجه دولة الإمارات العربية المتحدة حيث إن العالم العربي خلال الاعوام المنصرمة أصبح مشاعاً للتدخلات الاقليمية والتدخلات الخارجية وأصبحت الحرائق في كل ركن من أركان العالم العربي..

وبالتالي هناك حاجة لإطار سياسي استراتيجية جديد، وهذا الاطار يردع من يرغب في التدخل بالشأن العربي ويحفظ أمن واستقرار العالم العربي في كافة بقاعه وهذا يحتاج لنوع من التركيبية الجديدة والهندسة السياسية للمنطقة ونأمل أن التعاون الذي نشهده اليوم في اليمن لخير اليمن وخير منطقة الخليج العربي ان يكون مقدمة لمثل هذا البناء الاستراتيجي».

وفي معرض رده على سؤال هو هل ما زال هناك أمل بالعودة إلى الحل السلمي؟، أجاب معاليه أن «النهج الأساسي لدول الخليج هو أولاً عودة الشرعية وعودة المكونات الأساسية للحل التوافقي السياسي السلمي في اليمن من مبادرة خليجية وحوار يمني – يمني وكنا قطعنا شوطاً كبيراً في هذا التوجه ولكن المليشيات الحوثية هي التي نقضت كل هذه الاتفاقيات، ولا يزال الحوار على هذه الاسس وليس أسساً جديدة هو الأساس لأمن واستقرار اليمن».

وحول رأي معاليه حول امكانية تشكيل قوة ردع عربية، أكد معاليه ان دولة الإمارات العربية المتحدة «مع مسألة وجود اطار عربي سياسي يضمن أن يكون هناك نوع من الأمن والاستقرار ويمنع ويردع التدخلات الخارجية في شأن العرب واحدى الآليات المطروحة هي تشكيل قوة ردع عربية لهذه الاغراض ووجود هذه القوة يشكل رادعاً، والدولة تدعم هذا الاتجاه ونأمل أن يكون هناك تشكيل لهذه القوة في القريب العاجل، فتوجه الدولة يتمثل في أن العالم العربي كفاه ما أتاه من عدم الاستقرار والعنف وآن الأوان لبلورة نظام عربي يحترم الدولة الوطنية ويمنع التدخل الخارجي في شأن العرب».

إمكانات متطورة

وفي مداخلة هاتفية على قناة «سكاي نيوز عربية» من أبوظبي، قال معاليه إن «الحملة في نهاية المطاف يجب ان يكون هدفها الأساسي عدم نجاح انقلاب الحوثيين». وأضاف ان «الإمارات لديها امكانات متطورة هدفها أساسا تحقيق الأمن والاستقرار في الخليج ومن المبكر الحديث عن زيادة القدرات الإماراتية. اعتقد ان القدرات المتوفرة ستحقق اهدافها الأساسية في عودة الأمن والاستقرار في اليمن ..

وضمان أمن واستقرار الخليج». وأردف معاليه: «شؤوننا العربية يجب ان لا تصبح مشاعاً لكل من هب ودب. مسألة القوة العربية هي احدى الاليات المتاحة والإطار القانوني موجود ويسمح لنا بذلك والعرف التاريخي موجود ويسمح للدول العربية بدعم بعضها. اذا لم نفكر بطريقة جماعية تعزز الأمن والاستقرار فسنشهد سنوات صعبة».

أمن الخليج

وفي تدوينات على موقع «تويتر»، قال معاليه إن «عاصفة الحزم تأتي استجابة لطلب من الحكومة الشرعية لليمن بالدعم والمساندة بعد الانقلاب الحوثي على الشرعية والمسار السياسي المتفق عليه». وقال إن «التغير الاستراتيجي في المنطقة لصالح ايران.

والذي حمل لواءه الحوثيون لا يمكن السكوت عليه، والغلو والتغول الحوثي أغلق الخيارات السياسية». وشدد على أن «القيادة الإماراتية تابعت بالتفصيل تطورات الأزمة اليمنية مدركة ابعادها الاستراتيجية وأن أمن الخليج كل لا يتجزأ وأمن اليمن جزء من هذا الأمن».

حضور

حضر اللقاء مع سفراء الدول أعضاء مجلس الأمن المعتمدين لدى الدولة من وزارة الخارجية الدكتور طارق الهيدان مساعد وزير الخارجية لشؤون المنظمات الدولية وشهاب الفهيم الوكيل المساعد لإدارة شؤون المراسم ومحمد أبو شهاب مدير إدارة تخطيط السياسات ومحش الهاملي مدير إدارة التعاون الأمني الدولي.

Email