سقوط عشرات القتلى خلال الاشتباكات

المعارضة السورية تتقدم على جبهتي إدلب ودرعا

ت + ت - الحجم الطبيعي

تقدمت المجموعات السورية المقاتلة بشكل كبير في داخل مدينة إدلب الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية، فيما ذكرت تقارير إعلامية أن الجيش الحر تمكن من السيطرة بشكل كامل على مدينة بصرى الشام بمحافظة درعا، مع سقوط عشرات القتلى من الطرفين.

واستمرت المعارك العنيفة أمس، عند مداخل مدينة ادلب في شمال غرب سوريا بين القوات النظامية ومجموعات مقاتلة بينها جبهة النصرة إثر هجوم واسع بدأته هذه المجموعات منذ أول من امس، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لـ«فرانس برس»: «تدور اشتباكات عنيفة عند المدخل الشرقي لمدينة ادلب وفي محيطها. وتتعرض مناطق عدة داخل المدينة لقصف مركز من جبهة النصرة».

وأشار الى أن المعارك وعمليات القصف أوقعت 31 قتيلاً بينهم عشرون جندياً سورياً.

مفخخات

وأفادت مصادر عسكرية مشاركة في عمليات مدينة إدلب أنه تم استهداف مواقع النظام بثماني مفخخات أربكت جنود النظام وأوقع العشرات منهم بين قتيل وجريح وأسير.

وادلب هي مركز محافظة ادلب الحدودية مع تركيا، والتي تسيطر على أجزاء واسعة منها جبهة النصرة وفصائل متشددة. وفي حال سقوطها، ستكون ثاني مركز محافظة يخسره النظام بعد الرقة (شمال)، معقل تنظيم داعش.

وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) ان «محيط مدينة إدلب يشهد اشتباكات عنيفة بين وحدات الجيش وتنظيمات إرهابية من بينها جبهة النصرة وجند الأقصى وأحرار الشام وفصائل إرهابية أخرى ترتبط بتنظيم القاعدة حاولت شن هجوم إرهابي يوم امس على محيط المدينة».

خسائر فادحة

وقالت إن «الجيش كبد الإرهابيين خسائر فادحة»، مشيرة الى مقتل العشرات وتدمير آليات.

وأوضح محافظ إدلب خير الدين السيد ان مقاتلين من قوات الدفاع الوطني واللجان الشعبية يساندون الجيش في معركة إدلب. وأضاف متحدثا عن المهاجمين «لن يتمكنوا من التقدم قيد أنملة داخل المدينة».

وقال المحافظ ان عدد سكان مدينة ادلب قبل الحرب كان يناهز المئتي ألف، لكنه تضخم جدا بسبب تدفق النازحين من مناطق أخرى إليها.

خطة

لكنه أوضح أن «لا خطة لإجلاء السكان الذين يرفضون مغادرة مدينتهم، ويشاركون في الدفاع عنها»، مشيراً في الوقت نفسه الى ان المدينة غير محاصرة، وأن في إمكان الناس الدخول إليها والخروج منها.

وتحتفظ قوات النظام في محافظة إدلب بالسيطرة على مدينة اريحا الواقعة الى جنوب إدلب ومدينة جسر الشغور (جنوب غرب مركز المحافظة)، بالإضافة الى مطار أبو الظهور العسكري وخمس قواعد عسكرية.

في نهاية العام الفائت، تمكنت جبهة النصرة من طرد مجموعات مقاتلة محسوبة على المعارضة المعتدلة من ريف ادلب، وباتت تسيطر مع حلفائها المتشددين على مجمل المحافظة. ويقول خبراء ان الجبهة، وهي ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، تسعى الى إقامة كيان خاص بها مواز لـ«الخلافة» التي أعلنها تنظيم داعش في مناطق أخرى في شمال وشرق سوريا وشمال وغرب العراق.

بصرى الشام

وفي جنوبي سوريا، أعلنت المعارضة أنها تمكنت من السيطرة بشكل كامل على مدينة بصرى الشام بمحافظة درعا بعد معارك عنيفة استمرت لأيام عدة أدت إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى من طرفي النزاع.

وقال المرصد إن المعارضة المسلحة سيطرت على مدينة بصرى الشام التاريخية، مضيفاً أن 21 فردا من مقاتلي المعارضة قتلوا في المعارك التي دارت على مدى أربعة أيام من أجل السيطرة على بصرى. وذكر مصدر بالجيش السوري أن معارك ضارية اندلعت مع جماعات مسلحة في بلدة بصرى الشام أول من أمس. وقال المصدر: «ندقق في المعطيات الميدانية».

85%

قال الناطق باسم تحالف الجبهة الجنوبية عصام الريس إن 85 في المئة من المقاتلين الذين شاركوا في هجوم بصرى من قوات المعارضة المنتمية للتيار الرئيسي والباقون من الفصائل الإسلامية. وأضاف أن جبهة النصرة لم تشارك، مضيفا أن التحالف حرر المدينة بأكملها حتى القلعة القديمة والمدينة القديمة. وأوضح أن استراتيجية الجبهة الجنوبية ليست الاحتفاظ بأراض ولكن شن هجوم في مناطق لم يكن النظام يتوقع هجمات عليها. وأضاف أنهم تمكنوا من وقف تقدم النظام وبدأوا هجوماً لتحرير مناطق أخرى.

Email