قتلى بين موالين ومناهضين لهادي باشتباكات في عدن

مناورات عسكرية للحوثيين على حدود السعودية

قتيلا تظاهرة البيضاء ضد الحوثيين ينقلان إلى المستشفى - رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

في تطور أمني خطير، بدأ الحوثيون أمس إجراء مناورات عسكرية كبيرة قرب حدود السعودية، في رسالة استفزاز للمملكة، في حين أكد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أن تنفيذ مخرجات الحوار الوطني التي توافق عليها جميع أبناء الوطن والمبنية على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية هي المخرج الآمن للبلد، وقالت مصادر قبلية في محافظة صعدة شمال اليمن إن نحو اثني عشر ألفاً من المسلّحين الحوثيين ومن قوات الجيش المعارضة للرئيس عبد ربه منصور هادي بدأت أمس مناورة حربية قرب الحدود مع السعودية.

وبحسب المصادر، فإن الآلاف من الحوثيين ومعهم قوات من الجيش ينفذون مناورة في منطقة البقع الواقعة على الحدود مع محافظة نجران السعودية، باستخدام مختلف أنواع الأسلحة بما فيها الأسلحة الثقيلة، بعضها حصل عليها الحوثيون من قوات الجيش. وذكرت المصادر أن الحوثيين قالوا إن المناورة هي لمواجهة من يفكر في غزو اليمن أو المساس بسيادته.

من جهته، قال عضو المجلس السياسي لجماعة الحوثي محمد البخيتي: «هناك مناورة مشتركة بين الجيش واللجان الشعبية.. وهذا شيء طبيعي، لأن اليمن يواجه تحديات داخلية وخارجية، وهي استعداد لأي اعتداء»، على حد وصفه.

وأكدت مصادر سياسية أن الحوثيين هدّدوا باجتياح مدينة عدن خلال ساعات. وبحسب هذه المصادر، فإن الحوثيين أبلغوا وفداً من كبار السياسيين والمثقفين يسعون لتقريب وجهات النظر بين الأطراف السياسية أن لديهم القدرة على اجتياح عدن خلال ساعات، وأن لهم وجوداً عسكرياً قوياً داخل المدينة.

اشتباكات بعدن

وقتل ثلاثة جنود من قوات الشرطة أمس، فيما أصيب مسلحان من اللجان الشعبية في اشتباكات بمدينة عدن. واندلعت اشتباكات بين جنود معسكر 20 التابع لقوات الأمن الخاصة (الأمن المركزي سابقاً) ومسلّحين من اللجان الشعبية الموالية للرئيس هادي في عدن خلفت 3 قتلى من الجنود ومصابين اثنين من المسلّحين. وأشارت المصادر إلى أن الاشتباكات اندلعت بعد أن هاجم مسلحو اللجان المعسكر في محاولة للسيطرة عليه إلا أن الجنود صدوا الهجوم .

وأكد محافظ محافظة شبوة أحمد علي باحاج أن محافظة شبوة لم تعد تتسلم أي توجيهات أو أوامر من صنعاء.

قتل متظاهرين

وعلى صعيد متصل، قتل متظاهران وأصيب ثمانية عندما أطلق مسلّحون حوثيون النار على تظاهرة مناهضة لهم في مدينة البيضاء وسط اليمن أمس.

وقالت مصادر لـ«البيان» إن المئات من المحتجين نزلوا إلى شوارع المدينة للتنديد بالانقلاب ، وطالبوا بخروج الميليشيات من المدينة وغيرها من مدن البلاد، لكن المسلّحين الحوثيين أطلقوا الرصاص الحي عليهم لتفريقهم فقتل اثنان وأصيب ثمانية.

وفي محافظة ذمار المجاورة، خرج الآلاف في تظاهرة مماثلة دعماً للشرعية، ورفضاً لممارسة الحوثيين. وشهدت مدينة المكلا في محافظة حضرموت جنوب اليمن وقفة تضامنية مع رئيس الحكومة المستقيلة خالد بحاح. وطالب المتضامنون برفع الإقامة الجبرية عن بحاح في صنعاء.

لقاءات

من جانبه، قال الرئيس عبدربه منصور هادي إن تنفيذ مخرجات الحوار الوطني التي توافق عليها جميع أبناء الوطن والمبنية على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية هي المخرج الآمن للبلد من أزمته الحالية، داعياً جميع القوى المخلصة إلى الاصطفاف إلى جانب الشرعية الدستورية والعمل سوياً من أجل بناء الدولة المدنية الحديثة.

وأعاد الرئيس اليمني التأكيد على أن مخرجات الحوار تضمنت حلولاً لقضايا ومشاكل الوطن وفي مقدمتها القضية الجنوبية ومشكلة صعدة.

جاء ذلك خلال استقبال هادي لوفد من أبناء الصيعر بحضرموت الذين أشاد بمواقفهم خلال مختلف المراحل باعتبارهم البوابة الشرقية للبلد وعلى تعاونهم الدائم في الحفاظ على استقرار مناطقهم وانعكاس ذلك على الوطن بصورة عامة.

وأكد على أهمية تضافر الجهود في هذه المرحلة الهامة التي يمر بها الوطن والإسهام مع جميع أبناء المجتمع ومؤسساته في استتباب الأمن والاستقرار. وأكد الحضور وقوفهم وجميع أبناء الصيعر خلف الشرعية الدستورية التي يمثلها الرئيس.

واستقبل هادي مجلس تكتل قبائل محافظة البيضاء واستعرض معهم المستجدات وما شهده البلد من نكوص وخروج الحوثيين عن مخرجات الحوار ومحاولاتهم فرض إرادتهم بقوة السلاح.

20 ألفاً

وكانت مصادر سياسية وإعلامية أكدت أن الرئيس هادي بدأ خلال الأيام الماضية بتنفيذ مخرجات الحوار اليمني التي تنص على مناصفة الجيش والمناصب العسكرية بين الجنوب والشمال.

وكانت نصت قبلها النقاط الـ20 الخاصة بالتهيئة للحوار، وكذلك النقاط الـ11 الملحقة بها، ولم تطبق خلال الفترة السابقة، حيث بدأ التطبيق لها بتجنيد لشباب جنوبيين من حصة الجنوب.

وأصدر هادي قراراً بتكليف كل من العقيد محمد مشهور الكازمي والعقيد ناصر الملوث باستقبال العسكريين المسرحين قسراً الذين أقرت اللجان السابقة عودتهم إلى العمل، وكذلك العسكريين المنقطعين عن وحداتهم لأسباب خاصة ومرتباتهم جارية، والعسكريين المفرقين بالبيوت ولديهم قدرة على العمل.

وسيتم البدء في تجنيد 20 ألف شخص من المحافظات الجنوبية ابتداءً من الغد.

الهيصمي لـ« البيان  »: نطالب القمة العربية بضمان وحدة اليمن

 أكد مندوب اليمن الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير محمد الهيصمي، أنه لن يكون هناك بديل عن الحوار في اليمن، مشيراً إلى أن الحوار لا يزال قائما ولم ينقطع أبداً.

وعبر السفير اليمني، في تصريحات خاصة لـ«البيان» أمس، عن تطلعه وأمله في أن تتسم قرارات القمة العربية السادسة والعشرين المرتقبة في مصر 28 و29 مارس الجاري، بشأن تطورات الأوضاع في اليمن، بالجدية وروح المسؤولية، بما يؤكد ثوابت القضية اليمنية، خاصة ضمان وحدة اليمن واستقلاله وسلامة أراضيه، واستمرار دعم الحوار الوطني.

وحول قرار الرئيس هادي بنقل العاصمة اليمنية من صنعاء إلى عدن، برر السفير اليمني ذلك الإجراء قائلاً: «كما هو معروف فإن صنعاء هي العاصمة التاريخية والسياسية لليمن، لكن حدث في التاريخ القريب والبعيد أن انتقلت إلى مدينة أخرى بصورة مؤقتة ولاعتبارات استثنائية».

وردا على سؤال بشأن القرار الأخير لوزراء الخارجية العرب الصادر في التاسع من مارس الجاري بشأن الأوضاع في اليمن، أوضح أن «العبرة هي بالأفعال وليس الأقوال»، مؤكداً أن ما يهم اليمنيين هو المحافظة على وحدة واستقلال وسلامة أراضيهم والاستمرار بجدية ومسؤولية في عملية الحوار للخروج من الأزمة.

وأشار الهيصمي إلى أن اليمنيين يتطلعون إلى معالجة الأوضاع الإنسانية والتداعيات الاقتصادية السيئة التي يمرون بها، إضافة إلى وقوف المجتمع الدولي إلى جانبهم في حربهم المستمرة والمفتوحة ضد الاٍرهاب والقرصنة، معربا عن تطلعه في هذا السياق إلى أن يفي «المانحون» بالالتزامات التي قطعوها على أنفسهم تجاه اليمن.

Email