إيران ترسل طائرة ثانية إلى صنعاء

هادي يطلب نقل «أمانة» مؤتمر الحوار إلى عدن

مسلح يحرس السفارة الأميركية في صنعاء المغلقة منذ الشهر الماضي إي بي إيه

ت + ت - الحجم الطبيعي

 وجه الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، أمس، الأمانة العامة لمؤتمر الحوار الوطني بممارسة أعمالها من محافظة عدن جنوبي البلاد، وأكد أنه رفض مطالب جماعة الحوثي بتمكينهم من مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية وأجهزة المخابرات، ما دفع الجماعة لاقتحام دار الرئاسة والمقرات الحكومة، وإتمام الانقلاب المدعوم من إيران، التي أرسلت بدورها الطائرة الثانية في إطار اتفاق «الجسر الجوي»، الذي وقعته مع الحوثيين على نحو غير شرعي.

وأفاد بيان صادر عن الأمانة العامة للحوار الوطني أن مجموعة مسلحة تابعة لجماعة أنصار الله الحوثية اقتحمت مبنى الأمانة العامة. وقال البيان: «تم وضع حراسة مسلحة من اللجان الشعبية التابعة للحوثيين، حاصرت المبنى من الخارج، كما وصلت دوريتان مكونة من نحو 15 مسلحاً دخلوا المبنى واقتحموا المكاتب الإدارية»

. وأشار البيان إلى أن المسلحين«قاموا بتفتيش المبنى وأخذ مفاتيح المخازن والمكاتب وانسحبوا من داخله مع فرض حراسة خارجية على المبنى وأبلغوا أحد موظفي الأمانة بعدم التصرف بأي شيء من دون إذنهم». وأكدت الأمانة توقف أنشطتها في مقرها بالعاصمة مع استمرارها في أدائها لمهامها وأنشطتها في بقية المحافظات.

خلفية الانقلاب

إلى ذلك، أكد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أنه «رفض مطالب جماعة الحوثي بتمكينهم من مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية وأجهزة المخابرات، ما دفع الجماعة لاقتحام دار الرئاسة والمقرات الحكومة وإتمام الانقلاب». وقال في لقاء جمعه مع اللجة التحضيرية لحزب «وطن» وشخصيات اجتماعية وسياسية وتجارية في عدن، إن جماعة الحوثي طلبت منه أن «يضم 60 ألف من مسلحيهم في الجيش والأمن كما قدموا قائمة بتعيين 130 من أتباعهم في مراكز مهمة في الدولة، بما فيها جهازا الأمن السياسي، والأمن القومي».

وأكد هادي ما ذكر عن تهديد الحوثيين بإعلان البيان الأول إذا رفض مطالبهم، وقال، إن اتصالات جرت بينه وبين زعيم جماعة أنصار الله عبد الملك الحوثي، الذي أكد له «ضرورة تلبية تلك المطالب»، وقال له، إنها إذا لم تنفذ «فسوف يتفجر الوضع في صنعاء».

وأردف أن «تهديد الحوثيين دفعه إلى الاستقالة، التي سحبها بعد أن انتقل إلى عدن، وهو أمر جعل الحوثيين يقتحمون دار الرئاسة والقصر الجمهوري ومقرات الدولة السيادية ويحاصرون مساكن رئيس الوزراء والوزراء من غير الموالين لهم». وشدد هادي على «ضرورة استكمال العملية السياسية في إطار المبادرة الخليجية»، مطالباً الأمانة العامة للحوار الوطني بنقل أعمالها إلى عدن من صنعاء.

رفض خيارين

وبالتوازي، ذكرت مصادر أن المبعوث الأممي جمال بنعمر وصل إلى عدن قادماً من صنعاء على متن طائرة تابعة للأمم المتحدة، رافقه فيها رئيس اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني يحيى منصور أبو أصبع والقيادي في الحزب علي الصراري، والقيادي في التجمع اليمني للإصلاح محمد ناجي علاو، والقيادي في التجمع الوحدوي اليمني أحمد كلز.

وأضافت أن بنعمر التقى هادي في القصر الجمهوري (المعاشيق) في عدن، وبعد انتهاء هادي من لقائه، عقد لقاء منفرداً مع القيادات الحزبية، التي قدمت من صنعاء لزيارته، والتحق بها أمين عام التنظيم الناصري عبد الله نعمان، الذي كان متواجداً في عدن.

وأضاف المصدر، إن «الوفد شرح لهادي أن هناك الآن خيارين في موضوع رئاسة الجمهورية، الأول يتمثل في بقائه رئيساً للجمهورية، مع تعيين أربعة نواب له، وإصلاح الخلل والضعف الذي عانت منه مؤسسة الرئاسة، طوال الأعوام الثلاث الماضية، فيما يتمثل الثاني في ما تطرحه جماعة الحوثي عن تشكيل مجلس رئاسة جديد»، وأنه «تم إبلاغه بأن الحوثيين وحزب المؤتمر موافقون على أن يرأس هو هذا المجلس الذي سيضم 4 أشخاص ممثلين للقوى السياسية الرئيسة». وأوضح المصدر أن هادي «رفض المشاركة في الحوار مع الحوثيين، كما رفض الاقتراحين».

طائرة إيرانية

في الأثناء، وصلت إلى مطار صنعاء الدولي طائرة إيرانية تحمل على متنها شحنة من «المساعدات» الثانية المقدمة من إيران. ونقلت وكالة «سبأ» التي يسيطر عليها الحوثيون عن مسؤول منظمة «إمداد ونجاة» التابعة للهلال الأحمر الإيراني أمير الدين روحنولز قوله، إن «مساعدات الهلال الأحمر الإيراني للهلال الأحمر اليمني تزن سبعة أطنان وتشمل بطانيات وسجاداً ومستلزمات طبية وصحية»، مشيراً إلى أن هناك «مساعدات أخرى ستصل قريباً إلى اليمن».

وأوضح مدير عام صحة الأسرة في وزارة الصحة في الحكومة اليمنية المستقيلة على جحاف أن هذه «المساعدات تأتي ضمن التعاون، عبر الاتحاد الدولي للهلال والصليب الأحمر»، مشيراً إلى أن الإيرانيين «أبدوا استعدادهم لتعزيز التعاون والمساعدة في مجال النظام الصحي»، على حد وصفه، في وقت تتهم أطراف يمنية طهران بنقل أسلحة عبر هذه الطائرات.

الأمم المتحدة

أعلنت الأمم المتحدة التزامها الكامل بتقديم المساعدات لليمن، كما كانت عليه في السابق. وأشارت، بحسب الناطق باسم مكتب المنسق المقيم للأمم المتحدة في اليمن، إلى أنها ستتخذ «التدابير الملائمة لضمان أمن وسلامة موظفيها». ولفت إلى أنه «بالرغم من الظروف الصعبةا فإننا سنواصل العمل مع الشعب اليمني نحو معالجة احتياجاته ودعم تطلعاته». وقال الناطق باسم مكتب المنسق: «إننا نأمل في التوصل إلى تسوية قريبة لحالة عدم الوضوح السياسي من أجل تحقيق المصلحة طويلة المدى لجميع اليمنيين».

Email