إجماع على دور الدولة في نشر ثقافة الحوار

ملتقى الأديان يثني على نموذج الإمارات في التسامح

جانب من جلسة ملتقى الأديان في ماليزيا ـــ من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

أشاد المشاركون بملتقى «الوئام والتسامح بين الأديان»، في العاصمة الماليزية كوالالمبور أمس، والمنعقد بالتزامن مع «أسبوع الوئام العالمي بين الأديان» بنموذج الإمارات في التسامح، وأجمعوا على دور الدولة في نشر ثقافة الحوار، حيث لقيت الكلمة الافتتاحية لمعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع إشادة وإطراء من المشاركين.

وشهدت الكلمة الافتتاحية لمعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع إشادة وإطراء من المشاركين في الدورة الرابعة من ملتقى «الوئام والتسامح بين الأديان»، في العاصمة الماليزية كوالالمبور، بالتزامن مع «أسبوع الوئام العالمي بين الأديان». وتناول عدد كبير من المتحدثين الرسميين في الملتقى، العديد من النقاط الهامة، التي طرحت من خلال كلمة معاليه في الملتقى، كما حظيت أوراق العمل الخاصة بوفد دولة الإمارات العربية المتحدة المشارك باستحسان وتفاعل كبير من جميع المشاركين من وفود الدول والحضور الطلابي من الجامعة الإسلامية العالمية في ماليزيا.

وتضمن الافتتاح عدداً من كلمات المشاركين من ديانات مختلفة أجمعوا خلالها على أهمية التعايش السلمي بين أتباع الأديان والثقافات واحترام الآخر ونبذ التطرف واحترام حريات الشعوب وتأكيد مبدأ الحوار للوصول إلى عالم يسوده السلام والمحبة، منوهين بدور دولة الإمارات العربية المتحدة في التسامح والتعايش بين سكانها، والدور البارز الذي تقدمه في هذا المجال إسلامياً وعربياً ودولياً.

محاضرة ونقاط

وبدأت الجلسات بمحاضرة رئيسة قدمها الدكتور يوسف الحسن المفكر الإماراتي والمدير السابق للمعهد الدبلوماسي، تحدث فيها مؤكداً على كلمة معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع وطرحه للعديد من النقاط التي تسهم في تعزيز لغة الحوار والتسامح الديني بين البشر.

وقال: «أستطيع أن أتحدث عن التجربة الناجحة التي تقدمها الإمارات في مجال التسامح في تنوع الديانات والتعايش في ما بينهم على أرض الوطن، هذه القيم التي زرعها فينا جميعاً الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ويستكملها الآن بكل نجاح صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله.

3 محاور

ثم طرح الحسن من خلال ورقته ثلاثة محاور الأول هو «شرح مصطلح التسامح وتاريخ الكلمة وسبل تطبيقها على أرض الواقع، وكيف يكون التسامح هو مركز الحوار على أن يتضمن الحوار قواسم مشتركة، مؤكداً أهمية احترام الاختلافات بين الأديان والثقافات».

وتناول بعد ذلك في المحور الثاني «أهم الصعوبات التي تواجه الحوار في العالم بين أتباع الديانات المختلفة، وسبل تذليل هذه الصعوبات»، أما المحور الثالث، فتناول «توسيع مظلة الحوار وتجاوز الأطر النخبوية السياسية والثقافية والدينية وأيضاً الأطروحات النظرية وضرورة الوصول بهذا الحوار إلى المجتمع كافة وبخاصة قطاعات الشباب منهم»، كما تحدث عن «أهمية التعليم في مواجهة هذه التحديات في نشر وتثقيف الأجيال القادمة وغرس ثقافة الحوار والتسامح في أنفسهم بجانب مراجعة المفاهيم الخاطئة وتجنب ممارسات التنميط السلبية بين أتباع الأديان والثقافات المختلفة، والعمل على تصحيح القصور في صورة الآخر لدى أتباع الأديان والثقافات عبر الحوار الهادف المؤدي إلى التعاون والتفاهم والالتقاء حول المشتركات الإنسانية والتركيز على القيم والهموم المشتركة بينهم أكثر من الاختلافات».

الجلسة الثانية

أما الجلسة الثانية، التي أدارتها الدكتورة نضال الطنيجي مدير عام دار زايد للثقافة، فتحدث فيها كل من ممثل الكنيسة القبطية الأرثوذوكسية في الإمارات الدكتور الأب أشعيا هارونو وممثل طائفة السيخ في الدولة سرندر سنج كاندهاريو والمدير الإقليمي لشركة «جاشنمال» موهن جاشنمال.

وبدأت الجلسة بكلمة للدكتورة نضال استعرضت من خلالها كيف أن دولة الإمارات العربية المتحدة «تتركز استراتيجيتها على احترام الرأي والرأي الآخر من خلال فتح قنوات للتواصل والحوار مع مؤسسات أتباع الأديان والثقافات الأخرى مع الحرص على تصحيح المفاهيم الخاطئة والتصورات المسبقة بين أتباع الأديان، بالإضافة إلى تركيزها الدائم على القواسم المشتركة بين مختلف الأديان لتشجيع التوافق والتعايش في ما بينها حول القضايا الإنسانية».

 وأكدت أن الإمارات «كانت سباقة في كل ذلك مبرهنةً على ذلك بحرص الدولة على تقديم المساعدات الإنسانية والمادية لكل دول العالم المنكوبة من دون النظر إلى انتماءاتهم الدينية أو العرقية أو الثقافية».

ورقة عمل

وقدم بعد ذلك الدكتور الأب أشعيا هارون ورقة عمل أكد فيها أن الإمارات «تقدم نموذجاً للعالم في الحياة المشتركة الهادئة بين مختلفي العقائد والأديان، من خلال تسهيل ومساعدة المقيمين على أرض الدولة لمعرفة وممارسة شعائرهم الدينية واحترام الديانات المختلفة، بجانب الحرص على المشاركة في الاحتفالات والأعياد الدينية والحرص على الحضور من كبار القادة وتوجيه الدعوة لأصحاب الديانات المختلفة لحضور المناسبات الدينية الإسلامية وهو أكبر دليل على سماحة الإمارات في حرية ممارسة كل الأديان لشعائرهم».

وتبعه بعد ذلك ورقة عمل لكاندهاري قام من خلالها باستعراض تجربته الشخصية في الإمارات، مؤكداً أنها «مثال للتسامح بين مختلف الديانات والمذاهب، فهي تضم ما يزيد عن 200 جنسية مختلفة وبالتالي تضم مجموعة كبيرة من المعتقدات الدينية، والشعب الإماراتي يتسم بالتسامح والعيش المشترك لذلك يعد مثالا يحتذى به للتجانس الديني والفكري والثقافي بين مختلف الشعوب».

ثم اختتم الجلسة جاشنمال بورقة عمل استعرض فيها تجربته الشخصية في الإمارات وكيف أنه «لم يشعر بغربة طوال حياته»، وأرجع السبب الرئيس لهذا التناغم والتسامح، الذي تعيشه الإمارات لـ«الآباء المؤسسين للدولة وأنهم من أرسو هذا في نفوس أبنائهم».

ريادة

أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، في كلمته التي وجهها إلى ملتقى «الوئام والتسامح بين الأديان» في ماليزيا، أن ريادة الإمارات في ترسيخ قيم التسامح والاعتدال واحترام الأديان وحمايتها في المنطقة والعالم ترجع إلى إدراكها أن مجتمعات أصحاب الإيمان الحقيقي يتقاسمون رؤية مشتركة للعالم.

Email