إيقاف «أونروا» المساعدات يضع غزة أمام كارثة إنسانية

طفل فلسطيني في منزل دمره الاحتلال في العدوان الأخير على غزة أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم تكن محاولة عشرات المتظاهرين من أصحاب البيوت المدمرة خلال العدوان الأخير على قطاع غزة اقتحام مقر للأمم المتحدة في مدينة غزة، احتجاجاً على إعلان وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" وقف مساعداتها لتعويض متضرري العدوان بالأمر العبثي والفوضوي، وإنما جاء بعد انفجار الوضع الاقتصادي الذي كان ولا يزال يهدد حياة الغزيين في ظل تشديد الحصار وعدم بدء مراحل إعادة الإعمار.

وأعلنت «الأونروا» عن وقف تقديم المساعدات المالية للمدمرة بيوتهم أو بدل الإيجارات بسبب نقص التمويل، الأمر الذي قد يكون كارثة على مسيرة عملية التعليم في قطاع غزة فيما لو عاد جميع المتضررين من العدوان الأخير والنازحين لمراكز الإيواء «مدارس وكالة الغوث» وتعطل العملية التعليمية.

بدأت تداعيات الأزمة تلقي بظلالها على الغزيين وخاصة المتضررين خلال العدوان الأخير، وأصبح المستقبل مجهولاً لآلاف العائلات، وفوجئ أحمد زايد (40 عاماً) من بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة بقرار «الأونروا» وقف مساعداتها، متسائلاً بذهول: «كيف سنعيش؟»، وقال: «عاطل عن العمل منذ سنين، ودمر بيتي خلال العدوان، ولا أستطيع الآن توفير أي من مستلزمات أسرتي»، مضيفاً: «الموت أفضل».

وحال المواطن زايد كحال الكثيرين من الغزيين، اضطروا لترك بيوتهم التي دمرت بالكامل أو دمرت بشكل جزئي لكنها آيلة للسقوط واللجوء إلى مراكز الإيواء ومن ثم استطاعوا الحصول على بدل إيجار من «الأونروا». وتقول المواطنة الفلسطينية الستينية، فتحية النجار، من خانيونس جنوب القطاع: «يبدو أنني وأسرتي سنكمل حياتنا في الشارع، غير متفائلين بأي حل»، متسائلة: «أين وعود الإعمار، إلى متى سنبقى أسرى لتدهور الأوضاع في غزة».

نقص الأموال

ومن جانبه قال الناطق الإعلامي باسم «الأونروا» في غزة عدنان أبوحسنة إن الأوضاع خطيرة للغاية والأموال لم تصل حتى اللحظة، وما وصل هو فقط 135 مليون دولار دفعنا 77 مليوناً لمساعدة المنكوبين سواء بدل إيجار أو تعويضات أو غيرها.

وعبر أبوحسنة عن خشيته من أن يدفع هذا القرار لإعادة الناس لمراكز الإيواء بحيث لن يكون هناك عملية تعليمية وهناك مشكلة حقيقية.

من جهته، قال مسؤول ملف التعليم في «الأونروا» فريد أبو عاذرة إن 16 مدرسة من «الأونروا» ما زالت تأوي النازحين جراء الحرب الأخيرة على القطاع حتى اللحظة، ولم يخرجوا من المدارس لأسباب متعددة قد يكون منها عدم صرف بدل إيجار.

وأشار أبوعاذرة إلى أن بسبب تواجد هذه العائلات في المدارس فقط اضطرت «الأونروا» للعمل بثلاث فترات حفاظاً على العملية التعليمية في مدينة غزة، انه في حال تم وقف الإيجار فعلاً فالعملية التعليمية أمام خطر حقيقي.

كارثة إنسانية

كما حذر وزير الأشغال العامة والإسكان الفلسطيني مفيد الحساينة من وقوع «كارثة إنسانية» في قطاع غزة بسبب قرار «الأونروا» وقال الحساينة: «نحذر من قرار أونروا بوقف المساعدات لأصحاب البيوت المدمرة بسبب العدوان الإسرائيلي على غزة».

وأضاف الوزير الفلسطيني أن «16 ألف أسرة فلسطينية من أصحاب البيوت المدمرة خلال الحرب ما زالوا موزعين على مراكز الإيواء في المدارس وهم بحاجة ماسة إلى تقديم المساعدات وتوقف هذه المساعدات عنهم ينذر بكارثة إنسانية حقيقية».

Email