حزب الله يستهدف جيش الاحتلال وإعلان الشمال منطقة عسكرية وسكانه إلى الملاجئ

مقتل جنديين إسرائيليين وثالث دولي في جنوب لبنان

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

لمشاهدة الجرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا

غداة إطلاق قذيفتين مجهولتي المصدر من سوريا على الجزء المحتل في الجولان تلاها غارة إسرائيلية في الأراضي السورية، بعيد غارة القنيطرة قبل عشرة أيام، شهدت مزارع شبعا اللبنانية المحتلة أمس تسخيناً عسكرياً إثر استهداف حزب الله دورية عسكرية إسرائيلية، ما أدى إلى مقتل جنديين، أعقبها قصف متبادل أسفر عن مقتل جندي من «اليونيفيل»، فيما هددت تل أبيب بردٍ «قوي وغير متناسب»، معلنة الشمال منطقة عسكرية مغلقة ومحولة سكانه إلى الملاجىء.

واعلن حزب الله في بيان حمل «الرقم واحد» أمس ان عناصره استهدفوا «موكبا عسكريا اسرائيليا في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة».

واضاف البيان ان الموكب كان مؤلفا «من عدد من الآليات، ويضم ضباطا وجنودا»، وجرى استهدافه بـ«الأسلحة الصاروخية المناسبة، ما ادى الى تدمير عدد منها ووقوع اصابات عدة»، مشيرا الى ان المجموعة التي نفذت الهجوم تحمل اسم «مجموعة شهداء القنيطرة الأبرار»، في إشارة إلى قتلى الحزب بالغارة الإسرائيلية في القنيطرة السورية قبل عشرة أيام.

وأفادت مصادر محلية مطلعة أن «العملية لم تتم بصواريخ موجهة وإنما بعبوات كبيرة زرعت في مناطق شبعا، استهدفت موكبا عسكريا إسرائيليا».

واكد الجيش الإسرائيلي بدوره اصابة آلية عسكرية بصاروخ مضاد للدبابات في مزارع شبعا. وفي وقت لاحق، اكد مقتل جنديين واصابة سبعة له في هذا الهجوم. وقال البيان: «ضرب صاروخ مضاد للدبابات مركبة (عسكرية) ما ادى الى مقتل جنديين اثنين واصابة سبعة آخرين»، نافياً وقوع أسرى.

 

استنفار وقصف

وفور وقوع الهجوم، بدأ جيش الاحتلال قصف مناطق لبنانية حدودية من بينها قرى كفر شوبا والمجيدية وحلتا والعرقوب، حيث توجد مواقع للجيش اللبناني وقوات «اليونيفيل»، فيما اشارت مصادر لبنانية الى سقوط نحو 50 قذيفة على هذه المناطق.

وفي الجانب الذي تحتله اسرائيل من قرية الغجر، اصيبت ثلاثة منازل في القرية بقذائف خلال تبادل لإطلاق النار بين حزب الله والجيش الإسرائيلي. وسقطت ايضا قذائف هاون على قاعدة عسكرية في منطقة جبل الشيخ السورية، فيما قام جيش الاحتلال بإجلاء المدنيين من المنطقة، وأغلق الموقع العسكري. وتم استدعاء قوات طوارئ تابعة للجيش الإسرائيلي إلى شمال إسرائيل توازياً مع إعلان الشمال «منطقة عسكرية مغلقة»، فضلاً عن إغلاق مطار حيفا، في حين حلقت مقاتلات اسرائيلية فوق جنوب لبنان على علو منخفض.

 

قتيل «اليونيفيل»

كذلك، صرح الناطق باسم قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان اندريا تينينتي ان أحد جنود القوة قتل من دون ان يعطي تفاصيل ذلك. وأضاف: «ننظر في ملابسات هذا الحادث المأسوي»، منوهاً إلى أن «الحادث وقع على مقربة من منطقة مزارع شبعا». ولفت إلى أن «اليونيفيل على اتصال وثيق مع كل الأطراف».

وحض تينينتي على «ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لمنع التصعيد»، فيما كشفت مصادر مقربة من «اليونيفيل» أن «القتيل من الكتيبة الإسبانية والحادث على صلة بالاشتباكات بين حزب الله والقوات الاسرائيلية»، من دون أن تتبين ملابسات مقتله بالتحديد ومسؤولية أي طرف من الأطراف». وطلب الجيش الإسرائيلي في وقت سابق من قيادة «اليونيفل» الطلب من عناصرها «التزام مواقعهم».

 

أنفاق وملاجئ

وفي سياق متصل، قال مصدر عسكري ان الجيش الإسرائيلي بدأ البحث عن أنفاق ربما حفرها مقاتلو حزب الله بعد ان عبر سكان قرية صغيرة شمال اسرائيل قريبة من الحدود عن مخاوفهم في هذا الصدد. وقال المصدر العسكري: «نحن نفتش على الأرض بعد ان عبر السكان عن مخاوفهم.

ليس لدينا معلومات تشير الى ان حزب الله حفر نفقا، لكن كل شيء ممكن. وهذه هي أول مرة نقوم فيها بعملية بحث على هذا النطاق». وأبلغ سكان المنطقة عن سماع ضجيج تحت الأرض في أحيان ويخشون من ان مقاتلين ربما يحفرون أنفاقا. وفي تطور آخر، طلب الجيش الإسرائيلي من سكان منطقة الجليل اللجوء إلى أماكن آمنة وسط مخاوف جادة من تصاعد العملية العسكرية واحتمالات عمليات تسلل داخل الأراضي الإسرائيلية.

 

قصف سوريا

وعلى الحدود السورية، نفذ الطيران الحربي الإسرائيلي غارات على اهداف في الأراضي السورية الليلة قبل الماضية قبيل اشتباكات شبعا. واعلن جيش الاحتلال في بيان: «في وقت سابق الثلاثاء سقطت صواريخ في الجولان.

ردا على ذلك قام الجيش للتو بمهاجمة قواعد مدفعية للجيش السوري». وصرح الناطق باسم الجيش الإسرائيلي بيتر ليرنر انه «يحمل الحكومة السورية مسؤولية اي هجوم ينطلق من اراضيها وسيتخذ جميع الإجراءات الضرورية للدفاع عن المواطنين الإسرائيليين»، على حد وصفه. وسقط صاروخان على الأقل في الشطر المحتل من الجولان، اطلقا من شطره السوري اول من امس، وردت عليهما الدولة العبرية بالمدفعية.

 

تهديد إسرائيلي

وبالتوازي، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن جيش الاحتلال «مستعد للرد بقوة». وقال في بيان: «الجيش مستعد للرد بقوة على أي جبهة». بدوره، قال وزير الخارجية افيغدور ليبرمان إنه «ينبغي على إسرائيل توجيه رد شديد وغير متناسب» على الهجوم، مضيفاً أن «العالم كله يجب أن يعتمد نهجا جديدا في التعامل مع الإرهاب، نهج شديد وقاس، وعدم قبول اي استفزازات مثل تلك التي رأيناها من قبل حزب الله». وأضاف ليبرمان ان تل أبيب «تتوقع تلقي الدعم من أصدقائها في العالم للقيام بمثل هذا الرد»، على حد وصفه.

وعقد نتانياهو ووزير الحرب موشيه يعالون ومسؤولون امنيون آخرون اجتماعات طارئة في مقر وزارة الدفاع.

 

موقف العربي

وفي ردود الفعل، أجرى الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي اتصالًا هاتفيا بوزير الخارجية اللبناني جبران باسيل لـ«بحث مستجدات الموقف المتدهور في جنوب لبنان، وما يمكن للجامعة العربية أن تقدمه من دعم للحكومة اللبنانية في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية».

وأعرب في بيان عن «قلقه الشديد من حالة التوتر والتصعيد التي يشهدها جنوب لبنان»، مؤكدا «ضرورة التحرك السريع لوقف الاعتداءات الإسرائيلية واحتواء حالة التدهور في منطقة مزارع شبعا، وذلك وفقاً لما نص عليه قرار مجلس الأمن رقم 1701 من التزامات في هذا الشأن». كما أدان العربي الغارات الإسرائيلية وعمليات القصف المدفعي التي استهدفت مواقع عسكرية للجيش السوري بالقرب من مدينة القنيطرة.

وحذر العربي من «المخاطر الناجمة عن تصاعد وتيرة الاعتداءات والعمليات العسكرية الإسرائيلية داخل الأراضي السورية، والتي من شأنها أن تؤدي إلى تفاقم الأوضاع المتأزمة في سوريا، وتهدد أمن واستقرار المنطقة على اتساعها». ودعا مجلس الأمن إلى «تحمل مسؤولياته والتدخل العاجل من أجل وضع حد لتلك الاعتداءات الإسرائيلية لدرء المخاطر واحتواء الموقف المتدهور على الحدود الإسرائيلية مع سوريا ولبنان».

 

على الهامش

موقف أممي

حض رئيس قوة حفظ السلام في لبنان لوتشيانو بورتولانو، جميع الاطراف على «أقصى درجات ضبط النفس»، كما حضت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة سيغريد كاغ على «الامتناع عن أي أعمال قد تؤدي الى زعزعة الاستقرار».

 

موقف سليمان

شدد الرئيس اللبناني المنتهية ولايته ميشال سليمان في بيان، على «ضرورة التنبه للأهداف الإسرائيلية التي تعمل لأسباب انتخابية»، مطالباً بـ«الوقوف خلف الحكومة اللبنانية التي تضم جميع الأطراف، ودعمها».

 

موقف جعجع

اعتبر رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أن «الشعب اللبناني وحده ممثلاً بحكومته، له حق القرار في الرد على إسرائيل أم لا»، متسائلاً: «كيف يسمح حزب الله لنفسه باتخاذ قرارات قد يكون لها تداعيات كبيرة على لبنان»؟

 

موقف جنبلاط

غرد رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط عبر «تويتر» ردا على عملية حزب الله قائلاً: «يبدو أننا سندخل في مرحلة اضطراب كبيرة».

 

كتلة «المستقبل»

أكدت كتلة «المستقبل» النيابية اللبنانية ان «القرارات المصيرية والوطنية بما فيها قضايا الحرب والسلم هي من مسؤولية مجلس الوزراء»، معتبرة ان «أمن لبنان وسلامة اللبنانيين يجب ان يكونا في مقدمة اهتمامات جميع الأطراف اللبنانية، وانه يجب الحفاظ على هذا الأمن وتلك السلامة من خلال الالتزام قولا وعملا بالابتعاد الكامل عن أي تورط يحمل معه خطرا على لبنان، وبالتالي الالتزام الكامل باحترام القرار الدولي 1701».

 

إميل لحو

اعتبر الرئيس اللبناني السابق أميل لحود في بيان ان «رد المقاومة بإستهداف جيش العدو الإسرائيلي على الأرض اللبنانية هو رد يشرف المقاومة ولبنان، ويرد الكيل كيلين للعدو الإسرائيلي الذي بادر الى الإعتداء على المقاومين الأشراف وقتل عددا منهم بقصف جوي غادر».

الحكومة اللبنانية تؤكد الالتزام بالقرار 1701

 

أكدت الحكومة اللبنانية أمس الالتزام بالقرار 1701 الذي أنهى حرب 2006.

وقال رئيس الوزراء تمام سلام في تصريح إن «التصعيد الإسرائيلي في المناطق الحدودية بعد العملية التي جرت في شبعا المحتلة من شأنه ان يفتح الباب امام احتمالات خطيرة ليست في مصلحة السلم والاستقرار في المنطقة».

وأضاف أن «لبنان يؤكد تمسكه بقرار مجلس الأمن 1701 بكل مندرجاته، وحرصه على الجهود المشكورة لقوات اليونيفيل»، موضحاً أن «لبنان يضع الأسرة الدولية أمام مسؤولياتها ويدعوها الى كبح أي نزعة اسرائيلية للمقامرة بالأمن والاستقرار في المنطقة».

وأكد أن بلاده «بكل فئاتها وتلاوينها وقواها السياسية تقف صفا واحدا خلف القوى المسلحة الشرعية في مهمتها المتمثلة في الدفاع عن أرضه وأمن ابنائه». وختم بالدعوة الى «اقصى درجات التضامن الداخلي والوحدة الوطنية في هذه الساعات الصعبة التي نواجه فيها خطر معتدٍ أظهرت التجربة أنه لا يتورع عن شيء».

من جهة اخرى، تابع سلام الأوضاع في المنطقة الحدودية وأجرى سلسلة اتصالات لهذه الغاية شملت رئيس مجلس النواب نبيه بري ونائب رئيس الوزراء وزير الدفاع سمير مقبل ووزير الخارجية جبران باسيل وقائد الجيش العماد جان قهوجي وقائد قوات حفظ السلام الدولية الجنرال لوتشيانو بورتولانو، وتلقى اتصالا من السفير الأميركي ديفيد هيل والسفير البريطاني طوم فليتشر وممثلة الأمين العام للأمم المتحدة سيغريد كاغ.

بدورها، استنكرت وزارة الخارجية اللبنانية القصف الإسرائيلي «ردا على العملية التي انطلقت من مزارع شبعا اللبنانية المحتلة من خارج الخط الأزرق، واستهدفت قافلة عسكرية إسرائيلية موجودة في الأراضي المحتلة خارج الخط الأزرق». واعادت الخارجية «تأكيد تمسك لبنان بالقرار 1701 حماية له من الاعتداءات الإسرائيلية».

Email