الملحقية الثقافية: العظماء يرحلون ولا يرحلون

السفارة والقنصلية السعودية تواصلان استقبال المعزين

ت + ت - الحجم الطبيعي

شهدت السفارة السعودية أمس، توافد جموع المعزين من وزراء ومسؤولين حكوميين وسفراء وأعضاء السلك الدبلوماسي وشخصيات عامة ومواطنين ومقيمين ورعايا سعوديين توافدوا إلى مقر السفارة في أبوظبي، لتقديم واجب العزاء والمواساة في وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، طيب الله ثراه.

كما واصلت القُنصلية العامة للمملكة العربية السعودية في دبي والمناطق الشمالية لليوم الثاني استقبال جموع المعزين بوفاة المغفور له بإذن الله الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود.


وقدم معالي محمد أحمد المر رئيس المجلس الوطني الاتحادي واجب العزاء والمواساة في وفاة المغفور له الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود خلال زيارته أمس لمقر القنصلية السعودية في دبي ولقائه عماد بن عدنان مدني قنصل عام المملكة العربية السعودية في دبي والمناطق الشمالية.

وأعرب معالي المر عن أصدق مشاعر التعزية والمواساة بهذا المصاب الجلل .. سائلا المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وغفرانه وأن يسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه وأفراد الأسرة المالكة والشعب السعودي الشقيق الصبر والسلوان .

وقال معالي محمد أحمد المر " ستبقى مواقف فقيد الأمتين العربية والإسلامية حيال مختلف القضايا ماثلة للعيان والتي تصب جميعها في إيجاد مجتمع عربي إسلامي متضامن يسوده التعاون والسلام
وتقبل القنصل العام السعودي في دبي والمناطق الشمالية عماد بن عدنان مدني، أمس، الدكتور عارف الشيخ والسفير حمد الشامسي مدير مكتب وزارة الخارجية في دبي وعدد من القناصل المعتمدين لدى الدولة، وعدد من المسؤولين بإمارة دبي وجمع من المواطنين المقيمين دبي والمناطق الشمالية.

وأوضح السفير السعودي لدى الدولة محمد بن عبدالرحمن البشر، أن السفارة مستمرة في استقبال المعزين من الساعة 11 صباحا حتى 2 ظهرا إضافة إلى استقبال المواطنين السعوديين المتواجدين في الإمارات لمبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والأمير مقرن بن عبدالعزيز ولي العهد والأمير محمد بن نايف ولي ولي العهد.

وقال: فقدت المملكة العربية السعودية والأمتان العربية والإسلامية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، رحمه الله، رجل المواقف الشجاعة والحكيمة ورائد التطور وداعية الوفاق والعدل، وخسر العالم العربي داعما ونصيرا لقضاياه وسندا لهمومه ومشاكله، كما خسر العالم برحيله شخصية فذة سعت دوما لإحقاق السلام والعدل بين الشعوب.

وقال: إن فترة حكم الملك عبدالله شهدت من الإنجازات ما لا يعد ولا يحصى، ولا يزال بعضها قائماً حتى الآن مثل توسعة الحرمين الشريفين وتطوير المشاعر المقدسة والتسهيل على ضيوف الرحمن، إلى جانب مئات المشاريع التنموية في ربوع المملكة والتي تشهد بحكمة هذا القائد العظيم الذي نذر نفسه لخدمه الوطن وتحقيق رفاهية الشعب السعودي، لافتا إلى أن إنجازاته على الصعيدين الإقليمي والعالمي لا تحتاج إلى دليل، حيث ساهم في حل العديد من القضايا العربية والعالمية بحكمته وقدرته على التأثير.

وأضاف أن أكبر دليل على حب شعوب العالم للقائد الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز أن السفارة منذ اليوم الأول لم تتوقف عن استقبال الوفود من مختلف جنسيات العالم لتقديم واجب العزاء.

وأشار السفير السعودي إلى نبل الوفاء والكرم والمحبة الصادقة من قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، والذي عمم بإقامة صلاة الغائب في مساجد الإمارات، وإقامة الحداد ما يؤكد على عمق العلاقة وصدق المحبة وقوة الترابط تلاحما وأخوة، راجيا أن يجعل من هذه العلاقة الأخوية عنوان بناء للأمة وتواصلا في العطاء والهمة.

وقال عبدالرحمن البشر: إن عزاءنا أن منّ الله علينا بخلفه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود الذي لا يختلف عليه أحد، لافتا إلى أن من شهد المبايعة التي تمت لسموه خلال ساعات
قليلة يدرك أن البيت السعودي موحد وملتف حول قيادته الجديدة، وأن المسيرة المباركة مستمرة وماضية نحو المزيد من التقدم الحضاري ليس فقط على المستوى الداخلي، بل عطاء المملكة ممتد إقليميا وعالميا.

مشيرا إلى أن الملك سلمان بن عبدالعزيز معروف بحكمته وأخلاقه الكريمة وسمعته الطيبة وعلاقاته الطيبة والمتشعبة مع جميع قادة العالم، كما عرف بحنكته السياسية وإدارته السلسة منذ أن كان أميرا لمنطقة الرياض وتدرجه في المناصب المختلفة.


مكانة خاصة
وقال سماحة الشيخ علي الهاشمي المستشار الديني بوزارة شؤون الرئاسة، إن المغفور له بإذن الله الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، رحمه الله، له مكانة خاصة في قلب كل مسلم ومؤمن وكل قلب منصف محب للعدل والسماحة والكرم والسلام، فهو رجل تمثلت فيه كل القيم الإنسانية والإسلامية السامية التي تؤسس للبنيان والتعمير والخير والسلام.


وأضاف أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز شهد له القريب والبعيد بالرفق والسماحة والنظرة البعيدة، وأن الإنجازات التي تحققت على يده داخليا وخارجيا يلمسها بل ويستفيد منها كل إنسان يزور المملكة العربية السعودية.


ودعا سماحته الله جل وعلا، أن يرحم الراحل العظيم وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يلهم الأمة الصبر والسلوان، وأن يمد الملك سلمان بن عبدالعزيز وبطانته الصالحة بالعزم والقوة لتستمر مسيرة العطاء والخير التي سار عليها الفقيد الراحل.
قائد عظيم
من جانبه أكد فضيلة الدكتور تقي الدين الندوي رئيس الجامعة الإسلامية في الهند ورئيس مركز أبوالحسن الندوي، أن الأمتين العربية والإسلامية فقدت إماما وقائدا عظيما للمسلمين له مآثر عظيمة وجليلة غطت ربوع العالم الإسلامي، داعيا الله عز وجل، أن يسكنه فسيح جناته وأن يلهم أسرته وشعبه ومحبيه الصبر والسلوان، داعيا الله عز وجل، أن يوفق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وأن يمده بالعون والسداد وأن يسير على طريق الهدي.
قائد عملاق
وتقدم الشيخ عزيز بن فرحان بأحر التعازي للأسرة الحاكمة وللشعب السعودي والعربي، وقال لا شك أن العالم بأسره فقد عملاقاً من عمالقة هذه الدنيا، رجل حمل السلام والمحبة للجميع طوال حياته، وأن الله عوضنا بخلفه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، نسأل الله أن يعينه ويسدد خطاه، حيث المسؤولية كبيرة والتحديات عظيمة والآمال العريضة، وسموه بخبرته المتراكمة في القيادة والسياسة والاقتصاد قادر على تحقيق الأمل والاستمرار في طريق التنمية الحضارية للمملكة.
خسارة كبيرة
وقال السفير النيجيري إبراهيم أولو إن خسارة كبيرة تكبدها العالم الإسلامي بفقدان الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي قضى حياته يعمل من أجل استتباب الأمن وإحلال السلام، ونحن نيابة عن القيادة والشعب النيجيري نقدم عزاءنا لحكومة وشعب المملكة العربية السعودية، داعين الله عز وجل، أن يمن على القيادة الجديدة بالتوفيق والنجاح، وأن يسكن القائد العظيم جنة الفردوس الأعلى.
الملحق الثقافي
من جانبه رفع الملحق الثقافي السعودي بالدولة الدكتور صالح بن حمد السحيباني بالأصالة عن نفسه ونيابة عن زملائه منسوبي الملحقية الثقافية السعودية في دبي يشاركهم الطلاب السعوديون والطالبات الدارسات في الإمارات الذين يصل عددهم قرابة ثلاثة آلاف طالب وطالبة يدرسون في الجامعات الإماراتية..

و بالإضافة إلى أكثر من 200 من ذوي الاحتياجات الخاصة أحر التعازي وصادق المواساة إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، والأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، والأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، والأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، وإلى العائلة المالكة والشعب السعودي أحر التعازي بوفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.


وقال السحيباني: حين يرحل العظماء ترتبك اللغة والمعاني، وينعقد لسان التعبير، لأنهم يرحلون ولا يرحلون، حيث إنهم برحيلهم يقف الوقت صامتا، متأملا، في لحظة الفقد العظيمة، التي تضع الكائن أمام سؤال الغياب، الذي لا يستجيب لأي تأويل، وحين يكون الراحل حاملا لأحلام أمة، يضيء بصادق إخلاصه وتفانيه أحلامها، ويعالج آمالها وآلامها، واستشعارا من كل ذلك يكون رحيله فاجعة للأمة، وفاجعة للإنسانية، ومصاباً جللاً لأنه ملك الإنسانية وملك المحبة، وملك الفطرة التي صبغت روحه بصبغة الدين الحنيف، ليكون له منهاجا، وخيمة يستظل بها كي يهتدي سبل اليقين.

Email