نذر حرب تلوح بين الخرطوم وجوبا

ت + ت - الحجم الطبيعي

عاد التوتّر الذي تثيره التحذيرات والاتهامات المتبادلة بين دولتي السودان وجنوب السودان، ما ينذر بعودة البلدين إلى دائرة الصراع من جديد، إذ وجهت الخرطوم خلال الأيام الماضية حزمة من التحذيرات إلى جارتها الجنوبية، بإرسال المدير العام لجهاز الأمن السوداني محمد عطا رسائل تهديد شديدة اللهجة إلى قادة دولة الجنوب من مغبة الاستمرار في دعم وإيواء المتمردين السودانيين، لا سيما متمردو حركة العدل والمساواة التي كشف عن وجود لقواتها بولاية شمال بحر الغزال الجنوبية، قائلاً إنّ أي تحرّكات عدائية لحركة العدل والمساواة أو أي مجموعة مسلّحة أخرى من داخل الأراضي الجنوبية، ستكون بمنزلة اعتداء، غير أنّ دولة الجنوب رفضت تلك الاتهامات، واعتبرتها إعلان حرب من الخرطوم، وقال الجيش الشعبي لجنوب السودان إنّه «سيتعامل مع تلك التهديدات بجدية».

وكشف مصدر رفيع بالحكومة السودانية لـ«البيان» عن أنّ بلاده تمتلك معلومات موثّقة بوجود معسكرات إيواء للحرّكات المسلّحة بدولة الجنوب، مشيراً إلى وصول وفد من قيادة الجبهة الثورية الخميس بقيادة جبريل إبراهيم رئيس حركة العدل والمساواة، وأنّ هذا الوفد التقى عدداً من مسؤولي جنوب السودان وآخرين أميركيين.

وقال إنّ بلاده لديها وثائق بهذه المعسكرات التي تقوم بتدريب المتمردين من الجبهة الثورية، وطالب دولة الجنوب بإبداء روح التعاون والتنسيق، ولذلك ظل السودان يطالب بتطبيق الاتفاقيات المبرمة مع الجنوب، لا سيما اتفاقيات الترتيبات الأمنية المتمثلة في ضمان عدم دعم أي من البلدين لمتمردي الدولة الأخرى أو تقديم دعم لوجستي لها، مؤكداً أنّ «السودان سيظل يدعو لتطبيق الترتيبات الأمنية والتنسيق بين البلدين وتنفيذ بقية الاتفاقيات».

وأضاف المصدر «أن السودان ظل يتابع الصراع الدائر بدولة الجنوب، لا سيما وهو جزء من مبادرة الإيقاد، لذلك يحرص على للوصول إلى تسوية سلمية بين الطرفين وتحقيق الاستقرار بدولة الجنوب، باعتبار أن استقرار دولة الجنوب ينعكس على الأوضاع في السودان، ما يخلق علاقات صحية بين البلدين، لا سيما أن هناك مصالح مشتركة بين البلدين»، لافتاً إلى أنّ إيواء دولة جنوب السودان للمتمردين السودانيين يتنافى والاتفاقيات والروح المطلوبة، مجدداً اتهام السودان لدولة أوغندا لدورها في محاولتها لتأجيج الأزمة بين السودان وجنوب السودان، وقال إنّ «تدخلها في الجنوب يدعم مصالحها الاستراتيجية».

وبرغم أن المسؤولين السودانيين أكدوا امتلاكهم معلومات موثقة، تثبت تورط الجنوب في دعم متمردي الجبهة الثورية المتمردة، إلّا أنّ الناطق باسم جيش جنوب السودان فيليب أقوير قال إنّ الحكومة السودانية ظلت تسعى منذ وقت طويل لإعلان حرب ضد بلاده، مضيفاً: «الآن أعلنت الخرطوم الحرب ضد جنوب السودان، ونحن نتعامل مع تصريحات المسؤولين الحكوميين بجدية، ومستعدون لحربهم ضدنا».

ونفى أي وجود لحركات التمرد السودانية على أراضي بلاده، معتبراً أن «هذه الاتهامات محاولة لتبرير إعلان الحرب ضد دولة ذات سيادة، والعالم كله يشهد على أن الخرطوم هي التي تساعد جماعة نائب الرئيس المقال رياك مشار المتمردة منذ بدء الحرب قبل عام»، مشيراً إلى أنّ معلومات قواته أكدت وجود ترحيل لقوات التمرد ضد بلاده من مواقع مختلفة من السودان في اتجاه جنوب السودان.

Email