نواكشوط: الأوضاع مصدر قلق وتؤثّر في المنطقة

دعوة أممية إلى وقف القتال في «الهلال النفطي» الليبي

ت + ت - الحجم الطبيعي

فيما يستمر لهب المعارك في ليبيا، تعالت دعوات الأمم المتحدة إلى وقف فوري للقتال في ما سمتها منطقة «الهلال النفطي»، فيما أكدت نواكشوط أن الأوضاع في ليبيا مصدر قلق وتؤثّر في أمن المنطقة.

ودعت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا إلى وقف القتال في ما يعرف بمنطقة «الهلال النفطي» شرقي البلاد، بعد الهجوم الذي شنّته مليشيات «فجر ليبيا» الإرهابية على المنطقة بغية السيطرة على مرافئ النفط.

وأفادت البعثة في بيان أنّ «على جميع القوات على الأرض فض الاشتباك والانسحاب فوراً من منطقة الهلال النفطي لتفادي تفاقم الوضع المأساوي الذي تعاني منه البلاد»، معربة عن «القلق العميق بسبب القتال والمحاولات لتدعيم وتعزيز المواقع في منطقة الهلال النفطي». وأضافت أنّ «من شأن هذا التصعيد تقويض الجهود المستمرة الرامية إلى عقد جلسة الحوار، فضلاً عن أنّه سيخلف بالتأكيد آثاراً سلبية خطيرة على اقتصاد ليبيا».

وأضافت: «تذكّر البعثة أولئك الذين يدعون إلى التصعيد العسكري، والذين يقومون بوضع العراقيل أمام التوصّل إلى حل سياسي توافقي للأزمة، بأنّ أعمالهم هذه تشكّل خرقاً لقرارات مجلس الأمن، وأنّ الأفراد والكيانات الذين يهدّدون السلام أو الاستقرار أو الأمن في ليبيا سيواجهون عقوبات محددة الأهداف».

إحاطة أممية

وأوضحت أنّ «الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا برناردينو ليون سيقدّم إحاطة إلى مجلس الأمن أوائل الأسبوع المقبل حول الجهود التي يبذلها والتحدّيات التي تواجه انعقاد الحوار بما في ذلك استمرار تصعيد عمليات الاقتتال المسلّح بالرغم من دعوات المجتمع الدولي المتكرّرة لوقف القتال».

لكن البعثة أكدت أنّها «تستبشر خيراً بالردود الإيجابية على مبادرتها الداعية إلى عقد جولة حوار سياسي»، معتبرة أنّ «الخطوة التي أقدمت عليها الأطراف بتسمية أعضاء الوفود التي ستشارك في الحوار تعد خطوة في الاتجاه الصحيح، وتعكس التزام هذه الأطراف بإيجاد حل سلمي للأزمة السياسية والعسكرية الحالية التي تمر بها ليبيا».

مشاورات وحوار

وأضافت أنّها «ستستمر بإجراء المشاورات مع الأطراف خلال الأيام المقبلة، بغية وضع اللمسات الأخيرة على التحضيرات الجارية لعقد الحوار والتي تشمل التفاصيل المتعلقة بالمكان والتوقيت»، معتبرة أنّ «موافقة الأطراف على المشاركة بالحوار تشكّل إشارة واضحة على إصرارها بذل كل جهد ممكن بغية حماية العملية السياسية في المرحلة الانتقالية في ليبيا، والمضي قدماً نحو بناء دولة حديثة وديمقراطية قائمة على سيادة القانون واحترام حقوق الإنسان».

مصدر قلق

على صعيد متصل، قال الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز أمس إنّ «الوضع الأمني في ليبيا يشكّل مصدر قلق كبير لدول الساحل ولأمنها، ويؤثر سلباً في الأمن بالمنطقة برمتها». ودعا ولد عبدالعزيز في خطاب افتتح به قمة دول الساحل والصحراء المعروفة بـ«قمة مسار نواكشوط» إلى «تقديم كل الدعم للحلول السياسية التوافقية حتى تستعيد ليبيا أمنها واستقرارها».

اشتباكات رأس جدير

ميدانياً، استمرت الاشتباكات بالمدفعية الثقيلة خلال اليومين الماضيين، بين الجيش الليبي الموجود قرب منطقة طويلة غزالة جنوب غرب زوارة، وقوات «فجر ليبيا» المتمركزة قرب معبر رأس جدير الحدودي، ما أسفر عن سقوط جرحى.

وانعكست حالة التوتر سلبًا على حركة السفر ونقل السلع عبر المعبر من الاتجاهين.

وذكرت مصـادر تونسية أنّ «الوضع الأمني يؤثّر بشكل حاد في المعبر، وهناك مخاوف لكل من يستخدم هذا الطريق في السفر نتيجة لذلك». وكانت خلية الأزمة التونسية الخاصة بالوضع الأمني في ليبيا طلبت من مواطنيها عدم السفر إلى ليبيا في هذه الظروف، وإرجاء السفر إلا في الحالات الاستثنائية والضرورة القصوى.

لا فائز

قال وزير الخارجية الإيطالي باولو جينتيلوني إنَّ «الصراع الحالي الدائر في ليبيا لن ينتهي بفوز أحد»، وفقًا لوكالة «آكي» الإيطالية. وشدد جينتيلوني في جلسة استماع أمام لجنتي الخارجية والدفاع في البرلمان الإيطالي على أنَّ «تقسيم ليبيا إلى جزأين أمرٌ غير مقبول»، لافتًا إلى أن «السبيل الوحيد الذي يمكن سلوكه في هذا الوقت هو دعم وساطة الأمم المتحدة».

Email