تقارير البيان

ترشح أحمد عز للانتخابات البرلمانية يُثير جدلاً

ت + ت - الحجم الطبيعي

ما إن أعلن رجل الأعمال القيادي في الحزب الوطني المُنحل أحمد عز عن ترشحه للانتخابات البرلمانية (ثالث وآخر استحقاقات خريطة الطريق) إلا وتفجّر جدلٌ منهمر في مصر، لاسيّما أن تلك الخطوة جاءت عقب أسابيع قليلة من براءة المتهمين في «محاكمة القرن» ما فتح باب التكهنات حول عودة رموز الحزب إلى الساحة من جديد.

ويُعد أحمد عز أحد أبرز المقربين لنظام الرئيس الأسبق حسني مبارك كان تم اتهامه عقب ثورة 25 يناير 2011، في عددٍ من القضايا، غير أنه خرج منها عائدًا إلى عمله الخاص وإلى نشاطه السياسي من جديد، مستغلًا فرصة التطورات السياسية التي تشهدها مصر للانخراط بين قيادات الوطني المتسللين مرة أخرى نحو سدة الساحة السياسية، للعودة إلى ممارسة دوره السياسي، في ظل مناخ سياسي قد يسمح بصورة غير مباشرة بعودة وظهور أنصار الحزب الوطني، خاصة بعد براءة مبارك في قضية القرن.

إعلان عز خوضه الانتخابات البرلمانية في العام المقبل لخدمة أهالي بلده، كما صرّح، جاء بالتزامن مع ما نشرته تقارير مصرية حول طلب أجهزة أمنية رفيعة المستوى باستبعاد الرموز الفاسدة من أعضاء الحزب الوطني المنحل من انتخابات مجلس النواب المقبلة، وعزل كل مَن تثبت مشاركته في إفساد الحياة السياسية، وذلك لحماية الاستحقاق الثالث من خريطة الطريق.

وفي الوقت الذي لا يوجد فيه عقبات قانونية تمنع عز من الترشح ولا يوجد في القانون المصري الخاص بمباشرة الحقوق السياسية ما ينص على فكرة الإقصاء أو مبدأ العزل، إلا أن قرار عز الخاص بالترشح قد فتح ضده سلسلة متصلة من الهجوم، شاركت فيها العديد من الأحزاب والقوى السياسية، الرافضة لإعادة إنتاج الوجوه القديمة مرة أخرى.

ووصف عددٌ من النشطاء ترشح عز للانتخابات البرلمانية بأنه «انتكاسة جديدة للثورة المصرية»، بحسب التعبير الذي استخدمته حركة تغيير الشبابية، التي أكدت كون تلك الخطوة تعيد إنتاج نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك ورموز نظامه، في الوقت الذي راهن فيه مراقبون على قدرة الشعب المصري على الفرز ورفض أي من الوجوه التي ثار ضدها الشعب المصري في 25 يناير 2011 وفي 30 يونيو 2013، أي رموز الحزب الوطني ورموز تنظيم الإخوان الإرهابي.

خطوة تعقيدية

ورغم صحة موقف عز القانوني، إلا أن الفقيه الدستوري والنائب السابق عبدالله المغازي رأى أن هذه الخطوة تعمل على زيادة المشهد السياسي المصري «تعقيدًا»، وتفرز العديد من التداعيات السلبية، وهو ما يؤكده الكثير من المحللين، الذين رأوا أن إقدام «عز على الترشح يعد تحديًا لثورة 25 يناير التي أسقطت نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك وحزبه الوطني المنحل، كما أنها تعد تشويهًا لصورة الثورة المصرية العظيمة».

Email