"داعش" تسللت و3 مدن في قبضتها

مدن ليبية تحت سيطرة جماعات من خارج الحدود (9)

ت + ت - الحجم الطبيعي

قال منسق اللجنة السياسية فى الحركة الوطنية الشعبية الليبية مصطفى الزاندي إن مدناً ليبية تحكمها الآن جماعات غير ليبية منها ثلاث مدن تخضع رسمياً لتنظيم داعش، وهي: درنة (شرق) وسرت (وسط) وصبراتة (غرب) بينما أكدت مصادر مطلعة لـ «البيان» تحوّل مناطق ليبية الى مراكز للتدريب وتخزين السلاح واستقبال مقاتلين محليين وأجانب مبايعين لـ «داعش»، ومنها جبل ترغلات في ترهونة (غربي طرابلس) والمتاخم لمصراتة، والذي يتميز بتضاريس وعرة وبمغاور وكهوف يتخفّى فيها المسلحون.

وأضافت المصادر أن غرفة ثوار ليبيا، إحدى أجنحة عملية «فجر ليبيا»، أجّلت مبايعتها العلنية لـ «داعش» حتى لا يتم استعمال ذلك ذريعة ضدها من قبل البرلمان والحكومة والجيش الليبي، في حين أن أغلب قيادييها يبدون دعمهم لمشروع دولة داعش.

وتؤكد المصادر ذاتها أن تنظيم أنصار الشريعة الليبي الذي يسيطر على مناطق عدة مثل سرت وصبراتة وبعض ضواحي الزاوية وصرمان وترهونة ومناطق في بنغازي ودرنة دخل منذ فترة مرحلة التخطيط والتجهيز لإعلان قيام دولته المرتبطة مباشرة بخلافة البغدادي في الموصل، وأن مقاتلين تونسيين وجزائريين ومصريين وأفارقة ومن دول أوروبية وآسيوية يوجدون الآن داخل التراب الليبي لدعم الخطوة المنتظرة.

ويرى المراقبون أن ليبيا التي كانت منطلقا لتسفير المقاتلين للانضمام الى «داعش»، باتت اليوم تستقبل مئات الفارين من قصف التحالف الدولي لمسلحي «داعش» وأن انهيار ما يسمى بدولة الخلافة في العراق والشام سيحيل الصراع الى ليبيا ذات المساحة الشاسعة والثروات الطائلة والعدد القليل من السكان والتي تشكو من انهيار المؤسسات وسيطرة الميلشيات التكفيرية على مناطق كثيرة منها.

تحوّل قريب؟

ويشير الخبراء والمحلّلون إلى أن ليبيا يمكن أن تتحوّل في المدى المنظور إما الى دولة تحاكي «دولة داعش» أو الى دولة بديلة عنها في حالة انهيارها تحت ضربات التحالف الدولي.

في درنة وسرت

وأوضح رئيس الحكومة الليبية عبدالله الثني في تصريحات تلفزيونية أنّ مجموعات تابعة لـ «داعش» توجد في مدينة درنة وفي سرت أيضاً. وأردف الثني القول إنّه «حتى مجموعة بوكو حرام من نيجيريا متواجدة والإرهاب ليس له مكان محدد وعلينا إدراك خطورة وجود هذه المجموعات لزعزعة أمن البلاد بدعم التيار الذي يدعون أنه الإسلامي حتى تنهار الدولة وتصبح ليبيا مقسمة لشتات وهذا لا يمكن أن يتحقق بفضل الليبيين الذين يدركون خطورة ما تواجهه البلاد»، وفق تعبيره.

درنة المقر

وفي الأثناء، تفيد تقارير إعلامية متطابقة بأن تنظيم أنصار الشريعة في ليبيا يعتزم تأسيس مقر جديد آخر لـ«دولة الخلافة» كفرع تابع لـ «داعش». ورجّح مراقبون أن تكون مدينة درنة التي تمّ إعلانها في وقت سابق إمارة إسلامية، هي المقر المتوقّع لـ«دولة الخلافة»، لاعتبارات عدّة:

أوّلها أن أنصار الشريعة يحكمون سيطرتهم على المدينة. وثانيها أنّ هذا التنظيم أعلن تأييده لـ «داعش» ومنذ بداية تشكله أكد رغبته في بناء «دولة الخلافة» ويظهر ذلك جليّا في الملتقى الأول للتنظيم والذي انطلق تحت شعار: خطوة لبناء دولة الإسلام.

توقعات أميركية

ويتوقّع معهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى ان ما يسمى بتنظيم مجلس شورى شباب الاسلام الذي اعلن سيطرته على مدينة درنة، الواقعة شرق بنغازي، جعل منها جزءاً من داعش. ويرى آرون زيلين الباحث في معهد واشنطن انه رغم ان قادة تنظيم داعش لم يعلقوا على هذه الخطوة او اكدوا ضم هذه الاراضي الى اراضي ما يسمونه بالدولة الاسلامية الا ان تحرك مجلس شورى شباب الاسلام يشير الى التوجه المستقبلي لتلك التنظيمات ازاء التوسع على عكس سياسة تنظيم القاعدة في السابق.

1270

اعتمد مجلس الأمن في 17 أغسطس الماضي بالإجماع القرار 1270 تحت الفصل السابع، والمقدم من المملكة المتحدة.

والقرار يدعو إلى تشكيل فريق مراقبة ورصد لمدى تنفيذ سلة عقوبات واسعة ضد تنظيمي «داعش» وجبهة النصرة ومدى تعاون الدول الأعضاء في تطبيق هذا القرار.

وطلب القرار من الفريق تقديم تقرير إلى لجنة العقوبات في غضون 90 يوماً عن الخطر الذي يشكله التنظيمان، وعن مصادر أسلحتهما وتمويلهما والتجنيد في صفوفهما وتركيبتهما الديموغرافية، وتوصيات بشأن اتخاذ إجراءات إضافية للتصدي لهذا الخطر.

2500 تونسي التحقوا بـ «داعش» وخطر انتقال النموذج جدّي

رغم أن تنظيم داعش يرتبط بحيز جغرافي محدد إلا أن مشروعه بدأ يمثّل هاجسا مزعجا لدول عدة من بينها تونس خشية سعي الجماعات الدينية المتشددة لمحاكاة نموذج داعش بالسيطرة على مناطق بعينها لإنشاء إمارة إسلامية، كما يثير انتماء مئات التونسيين إلى «داعش» مخاوف السلطات والشارع في تونس مما قد يصيب البلاد من عودتهم.

وقال وزير الداخلية التونسي لطفي بن جدّو إن التقديرات الامنية تشير الى ان حوالي 2500 تونسي التحقوا بـ «داعش»، عاد منهم نحو 250 شخصا تم تقديمهم للقضاء، وأودع بعضهم السجن بتهمة الانتماء الى تنظيم ارهابي في الخارج.

وأنشأت السلطات قاعدة بيانات لهؤلاء من اجل اطلاق مبادرة في وقت لاحق وهي الدخول في حوار بمشاركة اطراف اخرى مثل وزارة الشؤون الدينية ووزارة الثقافة.

وأعلن رئيس الحكومة مهدي جمعة ان تونس اعتقلت منذ بداية العام الحالي حوالي 1500 جهادي، مشيراً إلى استعداد حكومته للتصدي للمقاتلين العائدين من سوريا والعراق.

وقال جمعة في هذا الصدد: «في بداية العام الحالي اعتقلنا حوالي 1500 من المشتبه فيهم بالارهاب وسيمثلون امام القضاء في الاشهر المقبلة من بينهم حوالي 500 سيمثلون امام القضاء» قريباً.

وعي للخطورة

وردا على سؤال ان كان هؤلاء يمثلون نواة لتركيز تنظيم الدولة الاسلامية قال رئيس الوزراء التونسي: «ممكن ان يكونوا نواة لها ونحن واعون لخطورة هذه المسألة وهذا مشكل نتقاسمه مع عدة دول اخرى»، مؤكداً ان تونس أحكمت الحصار على المجموعات المتحصنة بالجبال والتي تنسق مع ارهابيين في ليبيا التي وصفها بانها مصدر السلاح الرئيسي للجهاديين. وقال ان عدد هذه المجموعات من انصار الشريعة في الجبال والتي لها صلات بتنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي لا تتجاوز بضع عشرات.

ولم يشر رئيس الوزراء التونسي إلى أي علاقة لهؤلاء بتنظيم داعش قائلاً: «داعش او القاعدة الأسماء تتغير وكلهم أصحاب فكر واحد لا يعرفون إلا القتل».

الخطر قائم

وبحسب المكلف بالشؤون القانونية في اتحاد نقابات قوات الأمن التونسية الصحبي الجويني فان خطر «داعش» قائم، وإنّ الخطر الإرهابي الذي يطرق أبواب تونس جدي، مشدّدا على ضرورة محاربة هذا التنظيم اليوم وليس غدا، لافتا إلى أن الأجهزة الأمنية على أتم الاستعداد لمواجهة هذا الخطر بعد توفر بعض الشروط الموضوعية التي لم تكن متوفرة في وقت سابق، وذلك في إشارة إلى انعدام الإرادة السياسية للتصدي لهذا الخطر خلال فترة حكم الترويكا بقيادة حركة النهضة.

على الأبواب

كما أفاد مؤسس ورئيس جمعية دار الحديث الزيتونية والقيادي في مركز دراسات وبحوث الأمن الشامل فريد الباجي أنّ تنظيم داعش الارهابي على الأبواب ويخطط لدخول تونس، مُضيفا أنّ لهذه التنظيمات مشروعاً دولياً قائلا إنّ «من يعرف حقيقتها يُدرك أنّها مدعومة وممولة بالمال والسلاح من جهات استخباراتية من أجل تدمير المنطقة وجعلها تعيش فوضى عارمة»، على حدّ قوله.

و أوضح الباجي أنّ مشروع «داعش» هدفه إسقاط الدولة وإدخال الشعوب العربية في فتنة طائفية وقتال دموي مستمر يُدّمر كيان الدولة والمجتمع، مُشيرا إلى أنّ التنظيم الموجود حاليا في العراق هو نفسه في ليبيا وتونس، مضيفا أنّه يوجد في تونس قيادات داعشية متحالفة مع تنظيم أنصار الشريعة المحظور، وأنّ ما يسمى بالخلايا النائمة هو توصيف مغلوط لأنّ هذه الخلايا في الحقيقة خلايا متحفزة وتنتظر الأوامر واليوم المناسب لتنفيذ مخططاتها.

وأردف الباجي أنّه «مثلما احتلوا العراق سيخرجون من تحت الأرض كالشياطين وهذا السيناريو ممكن حدوثه في تونس التي قد نجدها محتلة بين عشية وضحاها»، وفق تعبيره.

محاولة استنساخ

وكانت تقارير إعلامية أكدت أن تنظيم داعش يعمل على التمركز في منطـقة شمال افريقيا والصحراء عبر تركيز تنظيم مشابه للمتواجد الآن بسوريا والعراق يتم تسميته تنظيم دامس، إختصارا لاسم الدول الإسلامية في المغرب.

ومما يزيد من مخاوف التونسيين إعلان تنظيم أنصار الشريعة المحظور مبايعته لأبي بكر البغدادي، حيث تم ذلك على مرأى ومسمع من السلطات الحكومية في الجامع الكبير بالقيروان، كما أعلن سيف الله بن حسين زعيم أنصار الشريعة الفارّ من العدالة والمكنى باسم ابي عياض التونسي ولاءه لـ «داعش».

وتتابع تونس بحذر كبير تحركات الجماعات المتطرفة خشية نقل نموذج داعش الى المنــــطقة انــــطلاقا مــن ترابها أو من ليبيا المجاورة التي يرى المراقبون أنها قد تكون أرضا خصبة لإطلاق مشروع الدولة الإسلامية للمغرب العربي.

مقررات أممية

أقرّت لجنة الأمم المتّحدة للجزاءات في 19 نوفمبر عقوبات بحق تنظيم القاعدة وشملت المقرّرات حظر جماعة أنصار الشريعة - بنغازي وجماعة أنصار الشريعة - درنة، وإدراجهما في لائحة المنظّمات الإرهابية.

Email