أكد أن استئصال الإرهاب يتطلب جبهة غربية إسلامية مشتركة

السيسي: «الإخوان» فضّلوا الإرهاب على المشاركة السياسية

السيسي خلال الحوار مع صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية - البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن تنظيم «الإخوان المسلمين» فضل الإرهاب على المشاركة السياسية، لافتاً إلى أن التهديد الإرهابي في العالم يتطلب تكوين جبهة موحدة من الغرب والعالم الإسلامي. وألقى الرئيس المصري في حوار مع صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية بالمسؤولية على القوى الغربية في ظهور وضع فوضوي في ليبيا.

وتطرق الرئيس المصري خلال حواره مع صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية، نُشر أمس، إلى عدد من الملفات المحلية والإقليمية والدولية، وأكد خلاله أن حرية الرأي والتعبير بمصر مكفولة بشكل كامل، غير أن هناك قانونًا ينظم عملية التظاهر، مثل ما هو الحال في فرنسا، مشيرًا إلى أن «القوانين المصرية مستوحاة من القوانين الفرنسية».

وفي ما يتعلق بجماعة الإخوان المسلمين، قال الرئيس السيسي، إنه في أعقاب ثورة 30 يونيو مد يده إلى الإخوان، واستمرت سياسة اليد الممدودة حتى 14 أغسطس من العام الماضي، واقترح عليهم المشاركة بصورة كاملة في الحياة السياسية المصرية والتقدم بمرشحين في كل الانتخابات الرئاسية والتشريعية، غير أنهم رفضوا وفضلوا الإرهاب.

الوضع في سيناء

وقال الرئيس المصري، إن الوضع في سيناء تحسن بصورة ملحوظة بفضل صلابة الجيش، مؤكدًا أنه كان خطأً كبيرًا من الرئيس الأسبق محمد مرسي أن يترك الجماعات الإسلامية تفرض نفسها في سيناء، وكان هناك عدم احترام للدستور واستخفاف بالسلطة القضائية وانتهاك للحيادية الدينية للدولة وأمور أخرى.

وحول ما يُقال، إن السلفيين، وليس «الإخوان المسلمين»، هم الذين أحرقوا الكنائس القبطية، قال الرئيس إنه لا يمكن إنكار أن بعض السلفيين أحرقوا كنائس، ولكن ليس هم فقط الذين فعلوا ذلك، مؤكدًا أن الاعتداء على الأخوة الأقباط أمر غير مقبول، ولا يمكن أن يتخيل أحد أنهم يفعلوا ذلك باسم الدين الإسلامي أو باسم أي دين آخر.

 كما شدد على أن الإسلام الصحيح يوصي خيرًا بالمسيحيين، فضلًا عن أنه منذ 30 يونيو والمسيحيون مصريون كاملو المواطنة، وعليهم الواجبات نفسها ولهم الحقوق نفسها مثل المسلمين، مؤكدًا أن الدستور الجديد الذي تم اعتماده في استفتاء يناير 2014 يضمن للأقباط حق ممارسة شعائر دينهم بكل حرية، ولن يتم التساهل أبدًا مع أي اعتداء على الكنائس أو أي شكل من أشكال العنف.

وأوضح الرئيس المصري: «نريد بناء مصرنا الجديدة في إطار من مبادئنا العريقة من التسامح وتطلعات الشباب إلى الحداثة»، وذكر أن ذلك أدى إلى قيام ثورتين في 25 يناير 2011 و30 يونيو 2013، أما الرجعيون الذين يريدون تدمير هذه الروح الجديدة من الوفاق والحداثة فليس لهم مكان عندنا.

جذور «داعش»

وأوضح الرئيس السيسي أن خطر «داعش» المتطرف الذي ليس له علاقة بالإسلام الصحيح، ليس ظاهرة منفردة، فهناك الجماعات الراديكالية نفسها في نيجيريا ومالي والصومال ومصر واليمن وباكستان، وحتى في أوروبا هناك أشخاص راديكاليون للغاية، فالجهادية ظاهرة عالمية، مشيرًا إلى أن غزو أميركا وبريطانيا للعراق عام 2003 هو أحد أسباب نمو هذه الظاهرة، ولكنه ليس السبب الوحيد.

كما أشار إلى أن مصر مثل فرنسا عارضت دبلوماسيًا غزو العراق، ولفت إلى أن الأسباب الأخرى لنمو التطرف هي الفقر والجهل، وأوضح أن كراهية الآخر هي دائمًا بنت الجهل.

واستطرد قائلا إن البكاء على أخطاء الماضي لن يفيد والمهم الآن أن نتبنى استراتيجية مشتركة؛ فاستئصال سرطان التطرف يتطلب تشكيل جبهة مشتركة بين القوى الغربية والدول الإسلامية.

وحدة ليبيا

وبالنسبة للوضع في ليبيا، قال السيسي، إنه لن يكون هناك عمل أحادي الجانب من مصر في ليبيا، فنحن نتمسك باحترام القانون الدولي ووحدة أراضي ليبيا، ولكن إذا أرادت الأمم المتحدة التدخل في ليبيا، فسنساندها بكل الوسائل، وشدد على أن الشعب الليبي لا يستحق المآسي التي وقع فيها.

وعما إذا كان يرى أن فرنسا أخطأت، عندما أخذت مبادرة إسقاط القذافي باستخدام السلاح، قال الرئيس السيسي، إن لدينا انطباعاً أن مرحلة ما بعد القذافي لم يتم التفكير فيها أبدًا، وفرنسا وإنجلترا وأميركا تتحمل مسؤولية إدارة الفترة الانتقالية واستقرار البلاد بعد أن شنوا فيها الحرب غير أنهم لم يفعلوا ذلك والقوى الغربية بغيابها عن أرض صنعوا فيها حالة من الفراغ، شجعوا على ظهور وضع فوضوي.

الوضع في فلسطين

قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إنه بموجب القانون الدولي فإن إعاشة سكان قطاع غزة تقع على عاتق القوة المحتلة وهي إسرائيل واتفاقيات جنيف التي وقعت عليها الدولة العبرية، تجعلها ملزمة بذلك فهي التي تسيطر على نقاط العبور الخمس الأخرى في قطاع غزة التي يعيش فيها 1.5 مليون فلسطيني.

وأضاف: «وجهت للتو بتخفيف الإجراءات على الفلسطينيين الراغبين في السفر من رفح إلى مصر». وأضاف أن مصر تقوم بالوساطة بين الوفد الفلسطيني وبه ممثلون عن حماس، ودولة إسرائيل والرئيس محمود عباس بالنسبة لنا هو السلطة العليا لفلسطين ونواصل القيام بهذه الوساطة، لأننا نريد أن يقام السلام في النهاية بين الإسرائيليين والفلسطينيين، مثلما حدث بين الإسرائيليين والمصريين منذ نهاية السبعينيات.

Email