يعتبرونه من أخطر التنظيمات الإرهابية في المنطقة

باحثون سعوديون: «داعش» فاق «القاعدة» وحشية (3)

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أجمع خبراء ومحللون وباحثون سعوديون على أن تنظيم داعش يعد أخطر التنظيمات الإرهابية في الشرق الأوسط، متفوقاً على التنظيم الأم، «القاعدة»، لجهة الوحشية المتمثلة في عمليات ذبح الناس كالشياه وإعلان ذلك على الملأ، ولجهة الجرأة في إعلان الخلافة واصدار خريطة جديدة للمنطقة.

 ومن ناحية الترويج الخطابي والفكري، وصناعة الدعاية الإعلامية، ولجهة البراعة في استخدام الإعلام الحديث ووسائل التواصل الاجتماعي، وكذلك لجهة الحصول على مصادر تمويل ضخمة حتى أصبح أغنى منظمة إرهابية على مر التاريخ.

وقال عدد من الباحثين لـ «البيان» إن تنظيمي «القاعدة» و«داعش» رغم كونهما وجهين لعملة واحدة وينطلقان من مرجعية واحدة وخرجتا من عباءة السلفية الجهادية والتنظيم الإخواني إلا أنهما يتنافسان على زعامة عالم الارهاب.

مؤكدين ان نفوذ «القاعدة وتأثيرها على ساحة الجهاد العالمي قد تراجع مقارنة بوليدها العاق (داعش) كونها تتمتع بالموارد والنفوذ ولأن الشباب الذين عاصروا هجمات تنظيم القاعدة في 11 سبتمبر 2001 أصبحوا من أنصار داعش الآن ويشعرون بنشوة كبيرة بالانتصارات التي حققها في العراق»

وذكر الباحثون أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حذر مرات عدة من أن خطر الإرهاب سيمتد قريباً إلى أوروبا والولايات المتحدة إذا لم يجر التعامل معه على الفور، مؤكدين أن «مشاركة السعودية في التحالف الدولي في ضرب داعش تعكس اهتمام الرياض بحماية الدين الإسلامي من التشويه الذي يمارسه التنظيم.

كما أن السعودية تمثل الإسلام الوسطي المعتدل الذي ينبذ ويرفض كل ما تقوم به هذه الجماعات الراديكالية، إضافة إلى تأكيدها تعزيز الأمن والاستقرار في الإقليم، ورفضها الفوضى والتدخل في شؤونها الداخلية».

تبابن

كما أن هناك جانبا من الخلافات نابعة من تباينات المجموعات في المشرق والمغرب، تنعكس على طبيعة الخلاف بينهم، لكنهم في النهاية لن يتقاتلوا، فتقليديا هذه المجموعات لا تتقاتل سوى على المغانم، ويتوقع ان تكون هذه التنظيمات كيانا ومجموعة واحدة إذا نجح داعش في بسط السيطرة على سوريا والعراق.

ويرى الباحث السياسي السعودي عبدالله بن حمود الطريقي أن «الفكر، والآيديولوجيا، والعقيدة التي تتبعها داعش هي ذاتها التي تتبعها القاعدة إلا أن الخلاف في التكتيكات على الأرض»، مشيرا الى انه «بغض النظر عن هذا الجدل العقائدي بين القاعدة وداعش، فإن لبّ الأزمة وجوهر الشقاق يتأسسان على منافسة في شكل ومضمون قيادة الارهاب في العالم».

وقال الطريقي: إن «القاعدة تعتبر أن بيعتها غير واجبة.. وغياب بيعتها ليس كفراً» وفي المقابل ترى دولة البغدادي أن البيعة إجبارية وهي أساس إيماني يجري تكفير من يخالفه»، مشيرا الى أن «المراقب يلاحظ نجاح داعش في التمدد والتمكن وإغراء الجماعات هنا وهناك لتقديم البيعة للبغدادي، ما سحب البساط نسبيا من تحت أرجل القاعدة التي احتكرت هذا الدور، لا سيما منذ غزوتها الأميركية الشهيرة».

ويعتبر المحلل السعودي أن «داعش تفوق على القاعدة من ناحية الترويج الخطابي والفكري، وصناعة الدعاية الإعلامية، سواء أكان بالتغرير أم حتى بـالترهيب»، مشيرا الى ان «ذلك يبدو واضحاً في الغزو المعلوماتي - الفكري لوسائل التواصل الاجتماعي التي باتت ميداناً إضافياً من ميادين المعارك التي يخوضونها، وربما كان أكثرها أهمية».

من جهته، يقول الخبير الاستراتيجي ورئيس مكتب الدراسات الاستراتيجية د. أنور عشقي إنه «بصرف النظر عمّن وراء داعش من أغراض سياسية، وغيرها إلاّ أن التنظيم كشف عن أوراق خاطئة، وأن هناك مسلمين بلا وعي، ولم يعرفوا حقيقة الإسلام، ويعتبرون من يرفع شعار كلمة الإسلام، أو خلافة إسلامية أنه قائد، ويجب الاقتداء به، ولا يعرف أن هؤلاء يخدمون أغراضًا سياسية بعيدة الأمد خلفها دول، وغير ذلك».

ويوضح عشقي أنّ «كثيراً ممن يسمون انفسهم بالجهاديين وغيرهم من المغرر بهم يطلبون الانتماء إلى داعش على أنها خلافة إسلامية، رغم انه لا يوجد خلافة إسلامية إلاّ 30 عاماً التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم، لم تقم خلافة إسلامية في الدولة الأموية أو العباسية، أو العثمانية حتى إن ابن تيمية لم يوافق على أن تكون هناك خلافة إسلامية لكل الدول الإسلامية لأن كل دولة إسلامية، أو كل ولاية إسلامية لها ظروفها، ولها بيئتها».

ومن جهته، يقول المحلل السياسي د. طلال ضاحي إنّ تنظيم داعش تغلغل في المستنقع السوري وتعملق فيها سريعا رغم أن تاريخ مشاركته جاء متأخرا عن ثورة الشعب السوري بسنتين كاملتين لكونها دخلت سوريا بعد أن حرر الثوار قسماً كبيراً من مدنها وكانوا على وشك بناء دولة حديثة، إلا أن «داعش» استهدف كل مكتسبات الثورة السورية والتنظيمات العسكرية.

استغلال تجربة الحصار

وحول مصادر تمويل تنظيم داعش مقارنة بـ« القاعدة» ماليا وعسكريا يرى ضاحي أن «داعش استوعب تجربة الحصار الاقتصادي الذي فرضه المجتمع الدولي على تنظيم القاعدة وتجفيف مواردها المالية والتحكم في حركة الاموال ومنع التبرعات وغيرها، فلجأ الى خيار السيطرة العسكرية على آبار النفط في العراق وسوريا والقيام ببيع النفط» خاصة بعد ان استولى على مدينة الموصل العراقية الغنية بالنفط.

تباين في المواقف

تتباين مواقف المحــــــللين حول ما اذا كان التنظيمان الإرهابيان «القــاعدة» و«داعش» سيخـــوضان حرباً طويلة وشاملة تؤدي الى تــــصفية أحد التنظيمين.

ويقول البعض بحتـــمية نشوب هذه الحرب بســـبب رغبة كلا الطرفين في تزعم الإرهاب الدولي، فيما يستبعد فريق آخر فكرة نشوب معارك بينهما لأن هناك هدفاً واحداً يجمعهما وإن تباينت وسائلهما، فهدفهما استعادة الخلافة الإسلامية، فالبعض يستعجل الأمر كما فعل أبوبكر البغدادي.. بينما يرى البعض الآخر أن الشروط لم تكتمل للخلاف، فالأمر يقع في إطار الخلاف حول الوسائل فقط.

80

أكدت هيئة كبار العلماء في السعودية أن الإرهاب يعد جريمة نكراء، وظلماً وعدواناً تأباه الشريعة والفطرة بصوره وأشكاله كافة، وشدّدت على أنّ مرتكبه مستحق للعقوبات الرادعة عملاً بنصوص الشريعة الإسلامية ومقتضيات حفظ سلطانها وتحريم الخروج على ولي الأمر.

وحذّر بيان أصدرته الهيئة في ختام دورتها الثمانين التي عقدت في مدينة الرياض منتصف سبتمبر الماضي من خطر الإرهاب وتجريم وسائله وتمويله.

ووصَّف البيان الإرهاب باعتباره «جريمة تستهدف الإفساد بزعزعة الأمن والجناية على الأنفس والممتلكات الخاصة والعامة، كنسف المساكن والمدارس والمستشفيات والمصانع والجسور ونسف الطائرات ونحو ذلك من أعمال الإفساد والتخريب المحرمة شرعاً».

وأضاف إن «التطرف والإرهاب الذي يفسد في الأرض ويهلك الحرث والنسل ليس من الإسلام في شيء». كما استعرضت الهيئة كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود الموجهة إلى الأمة العربية والإسلامية والمجتمع الدولي وما تضمنته من تحذير وإنذار تجاه ما يواجه العالم أجمع من خطر الإرهاب الذي اتخذ ذريعة لتشويه صورة الإسلام بنقائه وصفائه وإنسانيته.

وقالت إنّه «بالنظر إلى أعمال الإرهاب الصادرة عن بعض الجماعات مثل: داعش والقاعدة وما يسمى بعصائب أهل الحق وحزب الله والحوثيين، أو جرائم الإرهاب التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي، أو الأعمال المجرمة التي تمارسها بعض الفرق والجماعات المنتسبة إلى الإسلام، كلها محرمة ومجرمة لما فيها من هتك للحرمات». الرياض - الوكالات

مرسوم

عفو للعائدين

سعت المملكة العربية السعودية إلى منع مواطنيها من الانضمام للتنظيمات الإرهابية وتشجيع من ذهبوا على العودة عبر سن قانون جديد وتقديم فترة عفو شامل قبل تطبيقه، حيث صدر مرسوم ملكي بتاريخ 3 فبراير 2014 بمعاقبة كل من يشارك في أعمال قتالية خارج المملكة بأي طريقة أو من ينتمي إلى أي جماعة راديكالية أو حركة أو جماعة أيديولوجية أو أي منظمة مصنفة كمنظمة إرهابية داخلياً أو خارجياً أو من يتبنى أفكارها.

Email