مستوطنون يقتحمون «الأقصى» والرئيس الإسرائيلي يرى بداية انتفاضة جديدة

إخطارات بهدم 72 منزلاً في أريحا وبيتين مقدسيين

مشهد عام لمستعمرة راموت في القدس فيما تبدو بقايا قرية لفتا الفلسطينية المهجرة - أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

صعد الاحتلال من سياسة هدم منازل الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، في وقت واصل قطعان من المستوطنين اقتحام المسجد الأقصى المبارك، وسط تحذير إسرائيلي داخلي من هذه الإجراءات ومن انتفاضة فلسطينية جديدة.

وسلّم جيش الاحتلال الإسرائيلي أوامر بهدم عشرات المنازل وإخلاء اراض زراعية في منطقة الديوك الواقعة في الجزء الغربي من مدينة اريحا بالضفة الغربية المحتلة.

وقال أحد شهود عيان من أصحاب المنازل المهددة بالهدم إن قوات الاحتلال سلمتهم إخطارات مكتوبة تطلب منهم هدم بيوتهم بأنفسهم، واقتلاع الأشجار، وإزالة كل ما على الأرض خلال 45 يوماً، وإلا فإن الجيش الإسرائيلي سيقوم بعملية الهدم مع تحميلهم مصاريف ذلك.

وأضاف بأن قرارات الهدم تشمل 72 منزلاً تقع في المنطقة المصنفة (سي)، حيث كانت قوات الاحتلال قد هددت الأهالي سابقاً باتخاذ إجراءات مماثلة، لكن الأهالي توجهوا من خلال المحامي إلى القضاء، وتم تعطيل القرار قبل أن تفاجئهم قوات الاحتلال مجدداً بهذه الخطوة.

وأكد أن أصحاب البيوت والأراضي المهددة يملكون أوراقاً ثبوتية لهذه الأراضي.

منازل المقاومين

كما سلمت سلطات الاحتلال عائلة الشهيد إبراهيم العكاري منفذ إحدى عمليات الدهس، قرارًا بهدم منزلها في مخيم شعفاط شمال شرق القدس المحتلة خلال 48 ساعة.

وقال رئيس هيئة المرابطين في المخيم يوسف مخيمر إن قوات كبيرة من جنود الاحتلال اقتحمت مخيم شعفاط، وسلمت عائلة الشهيد العكاري أمرًا بهدم منزلها، وأخذت قياسات المنزل تمهيدًا لعملية الهدم، ولكن الشبان تصدوا لتلك القوات وأجبروهم على الانسحاب.

وأوضح أن قوات الاحتلال أرسلت تعزيزات كبيرة للمخيم، حيث اندلعت مواجهات عنيفة عند مدخله أطلقت خلالها القوات الإسرائيلية الرصاص والقنابل الصوتية والغازية باتجاه الشبان، ما أدى لوقوع إصابات وحالات اختناق.

وفي السياق ذاته، سلمت سلطات الاحتلال والد الشهيد معتز حجازي، مطلق النار على المتطرف يهودا غليك، قرارًا يقضي بهدم منزل العائلة الكائن في حي الثوري وأمهلته مدة 48 ساعة.

إصابات واعتقالات

وأغلقت قوات الاحتلال مداخل قرى جنوب شرقي القدس المحتلة، ونصبت الحواجز العسكرية عليها، ما أعاق حركة تنقل المقدسيين بصورة كبيرة.

وقال شهود عيان إن قوات الاحتلال نصبت الحواجز على مداخل قرى جبل المكبر وصور باهر وحي الثوري، وعززت من تواجدها، ونشرت المئات من عناصرها.

وأصيب 19 فلسطينيا بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط خلال اقتحام قوات الاحتلال صور باهر جنوبي القدس المحتلة.

هذا وواصلت قوات الاحتلال حملة اعتقالاتها بحق المقدسيين، واعتقلت ستة شبان خلال اقتحام عدة أحياء وقرى في المدينة، ونقلتهم إلى مراكز التحقيق والتوقيف.

كما اعتقلت قوات الاحتلال 20 فلسطينياً في مداهمات شنتها بأنحاء متفرقة من الضفة الغربية، تركزت معظمها في محافظة الخليل جنوب الضفة.

اقتحام «الأقصى»

وسط هذه الأجواء، اقتحم مستوطنون إرهابيون من جمعية ما تسمى «أمناء جبل الهيكل» المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة وسط حراسة مشددة من شرطة الاحتلال الخاصة.

وقال المنسق الإعلامي في دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس فراس الدبس إن نحو 31 مستوطنًا من «جمعية أمناء الهيكل» اقتحموا المسجد الأقصى على مجموعات، وحاولوا أداء صلوات تلمودية، ولكن حراس الأقصى تدخلوا، وتم طردهم خارج المسجد، بعد أن نفذوا أعمالًا استفزازية، وتلفظوا بألفاظ نابية وشتائم على الحراس.

انتفاضة جديدة

في الأثناء، رأى الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين أن انتفاضة فلسطينية جديدة بدأت تندلع في القدس، معبرا عن تحفظه على اقتحامات مجموعات يهودية من اليمين المتطرف للحرم القدسي.

وقال ريفلين في مقابلة أجرتها معه القناة العاشرة للتلفزيون الإسرائيلي: «إننا في بداية انتفاضة»، محذرا من أنها قد تكون خطيرة للغاية بالنسبة للفلسطينيين وإسرائيل والمنطقة كلها. وأضاف أنه طالما لا ينتهي الصراع الفلسطيني ــ الإسرائيلي فإن ثمة خطراً باشتعال الوضع.

وفي رده على سؤال حول اقتحامات المجموعات اليهودية للحرم القدسي، قال ريفلين إن على المسؤولين الإسرائيليين أن يدركوا أنه يحظر عليهم التسبب في اشتعال الأوضاع، لكنه رفض الدعوة إلى التوقف عن هذه الاقتحامات.

إدانة أممية

دان مجلس الأمن الدولي العملية التي نفذت الثلاثاء الماضي في كنيس بمدينة القدس والتي قتل فيها 4 إسرائيليين وشرطي درزي، وادان بيان للمجلس كافة اشكال العنف التي تقع على الاسرائيليين والفلسطينيين. وجاء هذا البيان بناء على طلب الولايات المتحدة وبالتنسيق مع اسرائيل، وصوت لصالحه كافة أعضاء المجلس الـ15 الدائمين، مطالبا قيادة الطرفين العمل بشكل مشترك لتهدئة الوضع ومنع الاستفزازات والبحث عن طريق للسلام.

Email