المرزوقي يتعهد اعتزال العمل السياسي حال الخسارة .. و«التأسيسي» يعقد آخر جلسة

تشديد الأمن في تونس وانتخابات الخارج اليوم

ت + ت - الحجم الطبيعي

(جرافيك.. تحديات الانتقال الديمقراطي في تونس)

 

يبدأ التونسيون المقيمون في الخارج اليوم الجمعة اختيار رئيس جديد في الانتخابات التي تنظم في الداخل الاحد، في ظل تنافس بين 22 مرشحا، حيث أعلن الرئيس المنصف المرزوقي أنه سيعتزل العمل السياسي في حالة خسارته.. فيما فرضت قوى الأمن إجراءات مشددة لحماية الاستحقاق.

وتترقب تونس يوم الأحد في ظل تشديد الإجراءات الأمنية لحماية المرشحين واستعدادا للتصدي لأي عمل إرهابي قد يفسد الاستحقاق.

وخصصت وزارة الداخلية حوالي 60 ألفا من عناصر الشرطة والحرس لضمان تنظيم الانتخابات في أجواء آمنة. وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الوطني المقدم بلحسن الوسلاتى إنه تم تعزيز جهود المؤسسة العسكرية بمنظومة التدخل السريع برا وبحرا وجوا لتأمين الانتخابات، وتخصيص حوالي 26 ألف عسكري للتأمين المباشر للعملية الانتخابية، و12 ألفا آخرين للتدخل السريع وعند الحاجة. وأضاف انّه تم وضع 1600 عربة عسكرية و8 طائرات نقل جوي و12 مروحية عسكرية و4 زوارق سريعة لنقل العسكريين والمعدات الانتخابية.

43 إرهابياً

كما نشرت وزارة الداخلية التونسية صورا لـ 43 ارهابيا خطيرا تورّطوا متهمين بتنفيذ والتخطيط لأعمال إرهابية، وطالبت الوزارة من المواطنين التونسيين إعلام الوحدات الأمنية عند مشاهدتهم أو الحصول على أي معلومات تخصهم. كما تواصلت عمليات المداهمة والتمشيط في عدد من الاحياء والمنازل المشتبه فيها بمدينة سيدى بوزيد لتعقب المطلوبين للعدالة.

اعتزال المرزوقي

في خضم ذلك، أعلن الرئيس الحالي المرشح المستقل للرئاسة المنصف المرزوقي انه في حال عدم فوزه وانتصاره في الانتخابات الرئاسية سيعتزل النشاط السياسي ويتفرغ لميادين أخرى أهمها الكتابة والعمل الحقوقي والعمل الطبي. وأقر المرزوقي بأنه ارتكب «أخطاء» خلال الأعوام الثلاثة الماضية، مشيراً إلى انه يتميز عن بقية المرشحين بـ «الجاهزية»، بحسب تعبيره.

جلسة التأسيسي

في الأثناء، عقد المجلس الوطني التأسيسي جلسة لاختتام أعماله حيث وقع خلالها كافة اعضائه على دستور الجمهورية التونسية الجديد، في انتظار عقد جلسة افتتاحية لمجلس نواب الشعب الجدد. من جانبه، دعا مركز تونس لحرية الصحافة كل المرشحين للانتخابات الرئاسية والمسؤولين عن حملاتهم الانتخابية الى تفهم عمل الصحافيين اثناء تغطية الاستحقاق، والعمل على توفير الظروف المناسبة من اجل تغطية موضوعية.

وفد عربي

توجه الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون القانونية بالجامعة العربية السفير وجيه حنفي أمس على رأس وفد من مراقبي الجامعة إلى تونس لمتابعة الانتخابات الرئاسية. وقالت مصادر مسؤولة في الجامعة إن الوفد يضم 25 مراقبا من 10 دول عربية، عدا الجنسية التونسية. وكان وفد آخر برئاسة رئيس أمانة شؤون الانتخابات في الجامعة السفير علاء الزهيريتوجه إلى تونس الثلاثاء، لبحث الاستعدادات لنشر وفد مراقبي الجامعة العربية على عدد من المدن والدوائر الانتخابية في معظم أقاليم تونس، وذلك لضمان الشفافية خلال مراقبة سير العملية الانتخابية بداية من الدعاية والتصويت وفرز الأصوات. د.ب.أ

المرزوقي.. الجدار الأخير لـ«إخوان» تونس

 

 

في حين تتجه أغلبية عناصر حركة النهضة إلى دعم الرئيس الحالي المنصف المرزوقي، قام رئيس الوزراء السابق القيادي في الحركة حمادي الجبالي بالدعوة إلى انتخاب رئيس للجمهورية التونسية من حزب غير حزب الأغلبية في مجلس نواب الشعب، في إشارة منه إلى حزب حركة نداء تونس الحاصل على 86 مقعداً في البرلمان الجديد.

ودعا الجبالي إلى أن يكون الرئيس «ديمقراطي الفكر والممارسة»، دون أن يسمي أي مرشح. غير أن المراقبين رأوا في ذلك إشارة إلى الرئيس المرزوقي وهو ما يعني أن حركة النهضة اختارت مخاطبة أنصارها عبر رسائل مشفرة ومن خلال قيادات لها رصيدها المؤثر في قواعد الحركة، وفي ذات لا الوقت لا تعتبر محسوبة على القيادات المركزية.

ورأى الجبالي، أن «الدرس الأول من هذه الانتخابات هو أن البلاد والثورة مازالتا مهددتين بالارتداد والعودة إلى أنماط متجددة من هيمنة الحزب الواحد»، وفق تعبيره. مشيراً إلى عودة ما سماها «ثقافة وعقلية الزعيم الأوحد المنقذ التي خلنا أنها انقرضت بالثورة»، وقال إن البلاد بحاجة إلى «ثقافة تجمعها، من الصعب أن تتحقق إلا بتوازن بين السلطات السيادية في الدولة، وهي رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة والبرلمان، وهو أمر يصعب تحقيقه في ظل هيمنة حزب واحد على هذه السلطات».

خلافات قادة

وجاءت رسالة الجبالي لتكشف عن خلافات في قيادات الحركة سعى الجبالي للاستفادة منها عبر تبني خيار النسبة الأكبر من أنصار «النهضة» العقائديين، والذين لا يتجاوز عددهم مئة ألف من المنخرطين رسمياً في الحركة.

في حين يبقى أمام الصندوق الانتخابي، والذي يصل حالياً إلى نحو 700 ألف ناخب صوّتوا للحركة في انتخابات السادس والعشرين من أكتوبر الماضي، فرص الاختيار بين عدد من المرشحين من بينهم محمد الفريخة، وهو مستقل وعضو في البرلمان الجديد ضمن كتلة حركة النهضة التي قاد قائمتها بدائرة صفاقس الثانية، وعبدالرزاق الكيلاني المترشح الرئاسي المستقل كذلك والعميد السابق للمحامين، وحمودة بن سلامة، الوزير المستقل والذي تقدم للانتخابات الرئاسية بصفته مستقلاً ولكن بتزكية من نواب النهضة في المجلس التأسيسي، ومحمد الهاشمي الحامدي مرشح تيار المحبة، والذي كان زعيماً لتيار النهضة الطلابي في الجماعة التونسية قبل أن ينسلخ عن الحركة أوائل التسعينيات دون أن يتخلى عن مرجعيته الإخوانية.

ويبقى المرزوقي الملجأ الأخير، نظراً لأنه بات في حالة استقطاب ثنائي واضح مع زعيم حركة نداء تونس الباجي قايد السبسي، صاحب الحظ الأفر في الوصول إلى كرسي الرئاسة.

Email