كيري ينأى بالإدارة الأميركية عن انتقادات لنتانياهو

السويد تطلق انتفاضة اعتراف أوروبية بدولة فلسطين

العلم الفلسطيني يرفرف خارج مكتب بعثة فلسطين في استوكهولم أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

أصبحت السويد رسمياً أمس أول دولة غربية تعترف رسمياً بدولة فلسطين، الأمر الذي سرعان ما تبعه تحرك نيابي فرنسي مماثل في ما يشبه انتفاضة اعتراف أوروبية بفلسطين في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، في وقتٍ لا تزال الإدارة الأميركية مترددة حيال اتخاذ موقف حازم تجاه تل أبيب، حيث نأى وزير الخارجية جون كيري بها عن انتقادات مسربة من مسؤول أميركي موجهة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.

وقالت وزيرة الخارجية السويدية مارغو فالستروم في تصريحات صحافية عقب اجتماع الحكومة أمس إن «الحكومة تتخذ قرار الاعتراف بدولة فلسطين. انها خطوة مهمة تؤكد حق الفلسطينيين في تقرير المصير».

وأكدت فالستروم: «قررنا أن نفعل ذلك انطلاقاً من مبدأ استيفاء معايير القانون الدولي». وأضافت: «هناك أرض، هناك شعب، وهناك حكومة، وعدم الاعتراف بفلسطين نتيجة الاحتلال يعد خرقاً للقانون الدولي».

وقالت إن القرار «يهدف إلى دعم القوى المعتدلة في صفوف الفلسطينيين وبث طاقة جديدة في محادثات السلام المتوقفة». وتابعت أنه «على الرغم من عدم وجود حدود واضحة للدولة، فإن هناك حكومة قادرة على تحقيق السيطرة الداخلية والخارجية». وأضافت:«ولمن يقولون إن القرار سابق جداً لأوانه، أقول إني أخشى أن يكون متأخراً جداً».

شجاع وتاريخي

وعلى الفور، قال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة في بيان: «يرحب الرئيس محمود عباس بقرار السويد ويصفه «بالشجاع والتاريخي». وأفاد ان اعتراف السويد جاء «كرد على الإجراءات الإسرائيلية في القدس».

الجروان ومصر

بدوره، أشاد رئيس البرلمان العربي أحمد بن محمد الجروان بقرار الحكومة باعتباره «خطوة مهمة نحو تمكين وتأكيد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره». وأضاف أنه «يأمل أن يكون قرار الحكومة السويدية بداية لسلسلة من القرارات التي تصدر عن باقي الدول الأوروبية للاعتراف بالدولة الفلسطينية».

وطالب الجروان جميع شعوب وحكومات دول العالم الحر أن «تحذو حذو الحكومة السويدية لتمكين الشعب الفلسطيني من حماية حقوقه المشروعة».

بدورها، رحبت مصر بقرار السويد، ووصفته بأنه «تاريخي ومهم»، بحسب بيان لوزارة الخارجية.

استدعاء السفير

في الأثناء، اعتبر وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان ان قرار السويد الاعتراف بدولة فلسطين «مؤسف». وقال ليبرمان في بيان صادر عن مكتبه «قرار الحكومة السويدية الاعتراف بدولة فلسطينية أمر مؤسف من شأنه فقط تعزيز العناصر المتطرفة وسياسة الرفض لدى الفلسطينيين»، على حد وصفه. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية ايمانويل نحشون انه تم استدعاء السفير اسحق بشمان الذي يتولى منصبه منذ العام 2012 لفترة غير محددة.

مطالب فرنسية

وفي سياق الهبة الأوروبية على إسرائيل بسبب سياساتها القمعية، وجه نواب أحزاب جبهة اليسار الفرنسي رسالة إلى رئيس مجلس النواب كلود برتلون طالبوه فيها بإدراج مشروع قرار يؤيد الاعتراف بفلسطين على جدول أعمال نقاشات الجمعية الوطنية (الغرفة السفلى في البرلمان) في «أسرع الأوقات»، بينما تقدم أعضاء فريق حزب الخضر - أوروبا البيئة بمشروع مماثل إلى مجلس الشيوخ الفرنسي.

وأوضح النائب فرانسوا أسانسي أن الرسالة التي وجهها مع اثنين من زملائه باسم جبهة اليسار إلى رئيس مجلس النواب «ترمي إلى نفض الغبار عن مشروع قرار يدعو الحكومة الفرنسية للاعتراف بدولة فلسطين قدمه ممثلو الجبهة إلى الجمعية الوطنية في 24 سبتمبر 2012»، مؤكداً أن الاعتراف الفرنسي بفلسطين «سيكون محفزاً لبلدان الاتحاد الأوروبي الأخرى لاتخاذ خطوات مماثلة».

من جانبها، قالت عضوة مجلس الشيوخ الفرنسي والقيادية في حزب الخضر - أوروبا البيئة إيستر بنباسا إن مشروع القرار يدعو باريس إلى «القيام بكل ما بوسعها للوصول ميدانياً إلى حل تفاوضي يؤدي إلى قيام دولتين مستقلتين في فلسطين التاريخية»، وخلصت إلى أن «أي تصويت برلماني لصالح الاعتراف بفلسطين حتى وإن كانت أهميته رمزية سيمثل خطوة إلى الأمام نحو السلام العادل».

نأي أميركي

إلى ذلك، نأت الإدارة الأميركية بنفسها عن انتقادات قاسية وجهها مسؤول لم يذكر اسمه إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو حينما وصفه بـ«الجبان».

واعتبر وزير الخارجية الأميركي جون كيري تصريحات المسؤول الأميركي بأنها «مهينة وغير مقبولة ومسيئة». وتعهد أن تواصل الولايات المتحدة العمل «بصمت وفاعلية» لإعادة إطلاق عملية السلام مع الفلسطينيين، مؤكداً انها «قابلة للتحقق لكنها تتطلب شجاعة وقوة».

وأكد كيري أمام منتدى في واشنطن أن هذه التعليقات «لا تعكس آراء الرئيس باراك اوباما أو حكومته».

إدانة إيرلندية

أدان وزير الشؤون الخارجية والتجارة الإيرلندي تشارلي فلاناغان التوسع الاستيطاني الإسرائيلي. وأفاد في بيان ان «المضي قدماً في بناء مستوطنات جديدة في ذلك الجزء من محافظة القدس الذي يأمل الفلسطينيون بحقهم لأن تكون في نهاية المطاف عاصمة لدولتهم، تدعو إلى التشكيك في التزام الحكومة الإسرائيلية للدخول في مفاوضات جادة بهدف التوصل إلى حل الدولتين».

وشدد على أنه «يتعين على إسرائيل أن تكف عن سياسة توسيع المستوطنات، لأن ذلك غير قانوني وغير مقبول، كما أن بناءهم في هذه المناطق يقلل من وضع حد من النزاع». دبلن - أ.ف.ب

Email