التحالف الدولي يشن ضربات على مواقع التنظيم في سوريا والعراق

«داعش» على بعد كيلومتر من كوباني

ت + ت - الحجم الطبيعي

"جرافيك"

خاض المقاتلون الأكراد معارك طاحنة مع تنظيم داعش الإرهابي على أطراف مدينة كوباني (عين العرب) شمال شرقي محافظة حلب، على الحدود مع تركيا، حيث بات مقاتلو التنظيم على بعد كيلومتر واحد فقط عن المدينة، واستهلوا تقدمهم بذبح سبعة رجال وثلاث نساء، فيما يستميت الأكراد في القتال لتفادي خوض حرب شوارع، ما يعني حينها عدم الاستفادة من غارات التحالف الدولي التي تواصلت أمس على أطراف كوباني، كما نفذت بريطانيا غارات على مواقع التنظيم في العراق، وكذلك أعلنت أستراليا أن طائرات عسكرية ستشارك في الحملة.

ودافع المقاتلون الأكراد بشراسة أمس عن مدينة كوباني التي يحاصرها مسلحو «داعش»، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وعزز مقاتلو التنظيم تقدمهم نحو المدينة، وباتوا على بعد كيلومتر واحد فقط منها.وأسفرت المعارك التي دارت بين الطرفين أمس عن مقتل تسعة عناصر من قوات الحماية الكردية وإرهابي من التنظيم، بحسب المرصد.

وأشار مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس» إلى أن «مقاتلي قوات الحماية الكردية رفضوا الانسحاب، ويدافعون بشراسة عن البلدة، برغم قلة عددهم وعتادهم»، مضيفاً أنها «قضية حياة أو موت».

وتابع أن «مئات المقاتلين الأكراد يواجهون آلاف الجهاديين الذين يملكون المدافع الثقيلة وراجمات صواريخ عيار 220 مليمتر، إضافة إلى الدبابات، فيما يتكون عتاد الأكراد من بنادق الكلاشينكوف ورشاشات ثقيلة من طراز دوشكا وقاذفات آر بي جي».

ترويع بالذبح

في السياق، قال المرصد السوري إن مقاتلي «داعش» ذبحوا سبعة رجال وثلاث نساء في كوباني، في إطار حملة يقول المرصد إن القصد منها ترويع السكان الذين يقاومون تقدم التنظيم المتشدد.

وقال رامي عبدالرحمن إن خمسة مقاتلين أكراد، من بينهم ثلاث نساء وأربع مقاتلين سوريين عرب من المعارضة، احتُجزوا وقطعت رؤوسهم على بعد 14 كيلومتراً إلى الغرب من بلدة كوباني. وأضاف أن مدنياً كردياً ذُبح أيضاً.

غارات التحالف

في الأثناء، شن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة الإرهاب غارات جوية استهدفت مواقع الإرهابيين قرب أطراف كوباني.

وأفاد المرصد أن «قوات التحالف نفذت خمس ضربات جوية على الأقل على خط المواجهة مع القوات الكردية في شرقي وجنوب شرقي بلدة عين العرب». وقتل ثمانية إرهابيين على الأقل من جراء ضربات استهدفت دبابتهم في شرق البلدة، بحسب المرصد.

وقال عبدالرحمن إن «مقاتلين أكراداً على خط المواجهة رأوا بأم أعينهم أجساد المقاتلين تتطاير في الهواء». وواصل المتطرفون إطلاق القذائف، برغم ضربات التحالف. وقال قائد القوات الكردية التي تدافع عن كوباني عصمت الشيخ إن خمس غارات جوية نُفذت، لكنه لا يعلم حتى الآن إن كانت نجحت.

ويتابع الأكراد في تركيا بعصبية واضحة المعارك من فوق تلة تشرف على عين العرب. ويقول أحدهم، واسمه عنتر عوز، لـ«فرانس برس» إن «المقاومة مستمرة، لكن إذا سقطت المدينة فسيشكّل ذلك كارثة».

غارات بريطانية

وفي العراق، أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أن مقاتلتي تورنيدو من سلاح الجو الملكي انطلقتا من القاعدة البريطانية في قبرص، وأطلقتا أربعة صواريخ على آليتين، إحداهما مسلحة، تابعتين لتنظيم داعش، خلال مهمة استطلاع مسلحة، دعماً للقوات الحكومية العراقية في غرب بغداد. كذلك أعلنت أن مقاتلتي «تورنيدو» قامتا بدعم القوات الكردية التي استهدفها مقاتلو داعش.

مشاركة أستراليا

في غضون ذلك، أعلن رئيس الوزراء الأسترالي توني أبوت أن طائرات أسترالية ستنضم إلى حملة القصف الجوي التي تقودها الولايات المتحدة، وذلك قبل اتخاذ قرار نهائي بالقيام بمهام للقصف. وقال أبوت للبرلمان: «عمليتنا ستكون عملية دعم، وليست مهمة غارات. إن شن ضربات جوية أسترالية ينتظر موافقة نهائية من الحكومة العراقية وقراراً إضافياً من جانبنا».

تعزيز فرنسي

قررت فرنسا تعزيز وسائلها العسكرية في العراق، حسبما أعلنت الرئاسة الفرنسية في بيان، دون أن تحدد ما إذا كانت تعزيزات في العتاد أو العديد أو الاثنين معاً. وأفاد البيان أن «رئيس الجمهورية قرر تعزيز الوسائل العسكرية المستخدمة». وذكرت أوساط فرنسوا هولاند: «ستتم عملية التعزيز بشتى الوسائل وفي كل المجالات، لتكون فعالة، ولبلوغ الأهداف المحددة».

Email