الجيش الأميركي يقرر نشر 2300 جندي في الشرق الأوسط للتدخل السريع

البنتاغون: الغارات لا تكفي للقضاء على داعش

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أقرّت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بعدم إمكانية القضاء على تنظيم داعش الإرهابي عبر القصف الجوي داعية إلى «صبرا استراتيجي»، من دون توضيح البديل، وهو ما فُسّر بأنه تلميح قد ينطوي على الإعداد لتدخل بري، خصوصاً وأن «البنتاغون» أعلن أنه ينوي نشر قوة من 2300 عنصر في الشرق الأوسط تكون مهمتها التدخل السريع عند اندلاع أزمات في المنطقة، وأشارت وزارة الدفاع إلى تأثيرات عكسية للغارات في بعض الأحيان، حيث إنه لم يتوقف عن الاستيلاء على أراض جديدة، في وقت اجتمع الرئيس الأميركي باراك أوباما بفريق الأمن القومي لبحث الاستراتيجية الشاملة في الحرب على التنظيم.

وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن الجيش الأميركي لا يمكنه ان يقصف تنظيم داعش «بشكل أعمى».

وقال الناطق باسم «البنتاغون» الأميرال جون كيربي: «لم يقل احد ان الأمر سيكون سهلاً أو سريعاً، ولا يجوز ان يتكون عند اي شخص وهم أمني خاطئ بأن هذه الضربات الجوية الموجهة قد تؤتي ثمارها». وأضاف: «لن نقصف ولا يمكننا ان نقصف بشكل أعمى». وأردف: «لن نقضي عليهم بالقصف ولا يمكننا ان نفعل بذلك».

انتقاد الإعلام

وتأتي تصريحات كيربي بعد أسبوع من بدء واشنطن وعدد من حلفائها العرب غارات جوية على «داعش» في سوريا، حيث لم تظهر الضربات فاعلية في إيقاف تقدم مقاتلي داعش صوب مدينة كوباني الكردية شمال سوريا.

وانتقد كيربي تغطية هذه الضربات من قبل بعض وسائل الإعلام، مشيرا الى أنها تؤدي إلى تعليق آمال غير واقعية على الحملة الجوية التي تشنها الولايات المتحدة وحلفاؤها في سوريا والعراق.

وامتنع عن الإشارة إلى تغطية معينة في كلمته ووصف التغطية بأنها «صاخبة قليلا وتتسم بالمبالغة وليست متوازنة على نحو صحيح».

وقال إن 310 غارات جوية نفذت على داعش حتى الآن في العراق وسوريا هي مجرد بداية لحملة طويلة قد تتطلب أكثر من القوة العسكرية وحدها. وأضاف: «هذا صراع ثقافي وديني وجغرافي معقد وصعب نواجهه في العراق وسوريا ولن يحل بين عشية وضحاها ولن يحل بالقنابل ولن يحل بأي شيء سوى الكثير من العمل الجاد والوقت والجهد».

الصبر الاستراتيجي

وذكر كيربي بأن قادة الجيش الأميركي كانوا واضحين منذ البداية بتأكيدهم أن الضربات الجوية وحدها لا تكفي، وأن الأمر سيحتاج الى جهود طويلة الأمد والى تدريب وتسليح مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة وتعزيز الجيش العراقي.

وقال الناطق باسم «البنتاغون»: «بالرغم من أننا نتقاسم الشعور بأن الوضع ملح حيال هذا التنظيم، يجب ان نتقاسم أيضا شعورا بالصبر الاستراتيجي، وأعتقد ان هذا ما ينقص البعض منا».

وأشار الى أن مقاتلي «داعش» «لم يعودوا يتنقلون بمجموعات كبيرة في العراء بل يتفرقون لتحاشي الضربات من الجو». وأقر بأن التنظيم ما زال يشكل تهديدا وأنه في بعض الحالات استولى على أراض جديدة.

وأوضح ان ضربات جوية فعالة لا تعني ان المتطرفين «لا يحاولون حتى الآن كسب مناطق والسيطرة عليها وينجحون في ذلك في بعض الأحيان».

وأضاف: «كنا صادقين جدا بالقول ان التحرك العسكري وحده لن يؤدي الى انتصار هذا الجهد لكن لا يجوز ان يؤخذ ذلك على انه اعتراف بعدم الفعالية».

وتابع الناطق باسم وزارة الدفاع أن «أحد الأمور التي تجعلنا نعرف ان هناك تأثيراً (للضربات الجوية) هو بالتحديد ان الإرهابيين اضطروا الى تغيير خططهم واتصالاتهم وقيادتهم» بسبب هذه الغارات.

نشر قوات

في السياق، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية ان سلاح مشاة البحرية (المارينز) ينوي نشر قوة من 2300 عنصر في الشرق الأوسط تكون مهمتها التدخل السريع عند اندلاع أزمات في المنطقة.

وأوضح كيربي ان وحدة التدخل هذه «لن تكون مرتبطة بالعمليات الجارية حاليا في العراق».

وستزود هذه القوة بطائرات عدة وستكون مستعدة للتحرك سريعا في حال وقوع «حدث غير متوقع»، بحسب كيربي.

والأسبوع الفائت، أوضح ضابط في مشاة البحرية ان هذه القوة ستتمركز في الكويت.

وتعود فكرة إنشاء وحدة مماثلة الى العام الفائت، قبل ان تقرر الولايات المتحدة شن ضربات جوية في العراق وسوريا.

وطرحت هذه الفكرة لدى العسكريين الأميركيين بعد الهجوم الذي تعرضت له القنصلية الأميركية في بنغازي في 11 سبتمبر 2012. وسبق ان إنشئت قوة مماثلة لمنطقة افريقيا مقرها في اسبانيا.

اجتماع أوباما

في الأثناء، اجتمع الرئيس الأميركي باراك أوباما مع كبار مستشاريه للأمن القومي لمناقشة استراتيجية مواجهة تنظيم داعش المتطرف.

وجاء الاجتماع بعد أسبوع من بدء الولايات المتحدة وحلفائها ضربات جوية ضد أهداف للجماعة المتشددة في سوريا.

وقال مسؤول بالبيت الأبيض إن الاجتماع كان «لمناقشة استراتيجيتنا الشاملة» للتصدي للتهديد الذي يشكله التنظيم.

تكاليف الحملة

قدّر أحد مراكز الدراسات الاستراتيجية الأميركية أن الموجة الأولى من العمليات الجوية ضد مواقع تنظيم داعش كلفت الخزانة الأميركية نحو مليار دولار حتى اللحظة، قد ترتفع إلى 21.6 مليار دولار سنوياً. وذكر مركز التقييم الاستراتيجي والمالي أن هذه التكلفة قد ترتفع إلى 1.8 مليار دولار شهرياً، في حالة إذا ما زاد الجيش الأميركي عدد قواته على الأرض إلى 25 ألف جندي، بحسب اقتراحات قدمها خبراء عسكريون إلى إدارة الرئيس باراك أوباما.

Email