استمرار نهب المعسكرات واللواء الأحمر يفر إلى خارج البلاد

الحوثيون يحكمون السيطرة على صنعاء

ت + ت - الحجم الطبيعي

استكمل المسلحون الحوثيون أمس، السيطرة على العاصمة اليمنية، بعد ساعات على توقيع اتفاق إنهاء الأزمة السياسية، وسط أنباء عن فرار اللواء علي محسن الأحمر المستشار العسكري للرئيس عبد ربه منصور هادي إلى خارج البلاد، بعد أن أعلن الحوثيون أن رأسه مطلوب لهم، واستمرار الجدل والغموض، الذي يحيط بإعلان اسم رئيس الوزراء القادم، بسبب غياب الإجماع على اسم معين.

وقال شهود عيان لـ«البيان»، إن مسلحين تابعين لجماعة الحوثي واصلوا أمس، نهب مقر قيادة الفرقة الأولى المدرعة في صنعاء، حيث استولوا على دبابات وعربات مدرعة وكميات كبيرة من الأسلحة والذخائر، وأن آخرين شاركوا في عمليات النهب التي طالت معسكر الفرقة بعد الاستيلاء على معسكر اللواء الرابع حماية رئاسية، ونهب أسلحته الثقيلة والمتوسطة والذخائر، وهو أيضاً أحد الألويات، التي كانت جزءاً من قوات الفرقة قبل حلها العام قبل الماضي.

في مكتب الأحمر

وحسب هؤلاء فإن الآلاف من سكان العاصمة توافدوا على مقر الفرقة، التي كانت تمثل أحد أهم المعاقل العسكرية للواء علي محسن الأحمر، الذي استمر في قيادتها طوال حكم الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وحتى بعد رحيله من السلطة ظل الأحمر صاحب نفوذ كبير في قوات الجيش.

وأظهرت صور وزعها ناشطون حوثيون، قيادات في الجماعة وهي في مكتب اللواء الأحمر، كما أظهرت صور أخرى لمسلحين من الجماعة في مكتب وزير الدفاع بمقر القيادة العامة للقوات المساحة، كما استولوا على منازل للواء الأحمر في حي حده، وحي الصافية، وأغلقوا الشارع المؤدي إليه.

دوريات الحوثيين

وفي اليوم الثاني لسقوط صنعاء بأيديهم انتشرت الدوريات المسلحة للحوثيين في تقاطعات الشوارع، كما استكملت الجماعة السيطرة على طريق مطار صنعاء ومدخل المطار، وأخضعت المسافرين داخل مبنى المطار للتفتيش والتأكد من هوياتهم، وأظهر هذا الإجراء أنهم يبحثون عن اللواء الأحمر، الذي يطلبون رأسه لأنه قاد الحروب الست ضدهم في محافظة صعدة، وسط أنباء بأن الرجل تمكن من مغادرة البلاد إلى جهة غير معلومة.

ومع تسليم بعض المنشآت الحكومية لقوات الشرطة العسكرية، استمر المسلحون الحوثيون في المرابطة بجوار البنك المركزي وشارع الزبيري، حيث توجد أغلب البنوك التجارية، وأخضعوا المارة للتفتيش، كما تمركزوا في مواقع كانت تحت سيطرة قوات الأمن في عدد من الشوارع بكامل أسلحتهم وسيروا دوريات مسلحة في عدد من الشوارع.

ومع التزام السلطات الصمت تجاه سقوط العاصمة بأيدي المسلحين الحوثيين وانهيار قوات الجيش، عاش سكان العاصمة حالة من الترقب والخوف، من دون أن تقدم الأطراف السياسية أي تفسير لما حدث.

وقال قيادي كبير في تكتل اللقاء المشترك، إنه من الواضح أن ما تم كان مدبراً ومتفقاً عليه، وبعض أطراف اللقاء المشترك كانت مغيبة عن عمد، لكن ما يحسب لجماعة الحوثي أنهم منعوا أي أعمال فوضى أو نهب للممتلكات الخاصة والعامة في العاصمة.

غموض

على صعيد متصل، تواصل الغموض حول اسم رئيس الوزراء المرتقب، الذي سيشكل حكومة تكنوقراط، وفق الاتفاق الموقع أول من أمس، وتداولت المواقع الإخبارية أسماء كل من أحمد محمد لقمان المقرب من الحوثيين، وعبد القادر علي هلال، الذي يعترض عليه الحوثيون، وعلي ناصر محمد، الذي اعتذر عن التكليف.

تحذير هادي

حذر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في اجتماع استثنائي لمجلس الوزراء من أن المخاطر والظرف الدقيق، التي تمر به اليمن يشمل الجميع وعلى كل مسؤول كبير أو صغير تحمل المسؤولية بجدارة وإخلاص وصدق من أجل تجنيب الوطن هذه المهاترات التي وصلت إلى حد غير معقول.

وأهاب هادي بالجميع الحرص المطلق والعمل بكل ما يمكن من أجل الحفاظ على كل الممتلكات العامة والخاصة وعدم الاعتداء، مبيناً أن هناك من يتربص ليحدث البلبلة والنهب.

 

 

«الوزاري» الخليجي ومجموعة «العشر» يرحبون بالاتفاق

رحب المجلس الوزاري لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ومجموعة سفراء الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية باتفاق « السلم و الشراكة الوطنية» الذي وقعه الفرقاء السياسيون في اليمن بحضور مبعوث أمين عام الأمم المتحدة إلى اليمن جمال بنعمر و ممثلي مختلف الأطراف السياسية،

وأعرب المجلس خلال اجتماعه في نيويورك، على هامش اجتماعات الدورة الـ69 للجمعية العامة للأمم المتحدة، عن تمنياته بأن يؤدي الاتفاق إلى وقف العنف و تعزيز أمن اليمن و استقراره وأن يتجاوز البلد هذه المرحلة الدقيقة من تاريخه، مشيراً إلى أسفه العميق وقلقه البالغ تجاه الأحداث الأخيرة التي شهدتها الجمهورية اليمنية الشقيقة.

وأكد «الوزاري الخليجي» وقوفه مع اليمن الشقيق و دعمه فخامة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وجهوده في الحفاظ على الشرعية و حقن الدماء، داعيا الأطراف كافة إلى تغليب المصلحة الوطنية و تجنب الإثارة والتحريض والتمسك بنهج سياسي يجنب اليمن الانزلاق إلى حالة من الفوضى والعنف تهدد أمنه واستقراره ووحدته، مطالبا بالعمل على استكمال تنفيذ مخرجات الحوار الوطني و تعزيز العملية السياسية التي جعلت اليمن نموذجا يشار إليه لحل الخلافات سلميا.

كما رحبت مجموعة سفراء الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية بالتوقيع على الاتفاقية لحل الأزمة الحالية ودعت إلى التنفيذ السريع والكامل لجميع بنود الاتفاقية، والتزام جميع الأطراف بمبادرة دول مجلس التعاون الخليجي، وآليتها التنفيذية، ومُخرجات الحوار الوطني، وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات العلاقة.

وأفاد بيان صدر عن السفراء امس إننا نؤيد دور الرئيس هادي كرئيس شرعي للدولة ، وندعو جميع الأطراف لدعمه في تنفيذ كل جوانب الاتفاقية التي تم التوصل إليها من قِبل مبعوث الأمم المتحدة جمال بنعمر كشاهد على التزام جماعة أنصار الله، وجميع الأحزاب السياسية بكافة الشروط والأزمنة .

Email