70 ألف كردي سوري فروا إلى تركيا ودعوة كردية جديدة لحمل السلاح

التنظيم الإرهابي يطبق الحصار على «كوباني»

ت + ت - الحجم الطبيعي

أحكم مسلحو تنظيم داعش المتطرف أمس حصارهم على مدينة عين العرب «كوباني» المحورية الكردية في سوريا على الحدود مع تركيا بعد أن سيطروا على نحو 64 قرية في هجوم كاسح أدى إلى فرار عشرات آلاف الأكراد السوريين (70 ألفاً) إلى تركيا. وأطلق أكراد في تركيا دعوة جديدة لحمل السلاح للدفاع عن مدينة حدودية في شمال سوريا في مواجهة زحف التنظيم.

وبحسب رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن فإن مدينة عين العرب «محاصرة بالكامل» من قبل التنظيم المتطرف. وأضاف «تقدموا أكثر وهم الآن في بعض المناطق على بعد 10 كلم فقط من عين العرب».

وأكد مصطفى عبدي، وهو ناشط وصحفي سوري كردي من كوباني يتنقل باستمرار إلى الحدود التركية، أن «التنظيم يتقدم من الجهة الشرقية لكوباني». وقال عبر الهاتف إن «الشوارع خالية تقريباً ويخيم عليها شعور بالقلق والترقب».

مضيفاً أن مدنيين «بينهم عجائز ومعوقون تم إعدامهم في القرى»، لكنه أكد عدم وجود حصيلة حتى الآن. وأشار إلى أن «السكان يحاولون العودة إلى قراهم من أجل جلب بعض الحاجيات إلا أنهم يشاهدون على بعد مئات الأمتار عناصر التنظيم الذين يسرقون منازلهم».

احتدام المعارك

واحتدمت المعارك بين المسلحين المزودين بأسلحة ثقيلة ودبابات ومقاتلين أكراد يدافعون عن مدينة عين العرب بمساعدة رفاق سلاح أكراد قدموا من تركيا. وأوقعت المواجهات 39 قتيلاً على الأقل من جانب تنظيم داعش و27 من الجانب الكردي إضافة إلى مقتل 11 مدنياً على الأقل اعدمهم التنظيم المتطرف منذ الثلاثاء.

وبحسب عبدالرحمن فإن «غالبية المتطرفين القتلى هم من غير السوريين وبينهم شيشان ومن دول أخرى».

وإزاء اشتداد أعمال العنف والمخاوف من التعرض لفظاعات المسلحين المتطرفين، استمر فرار المدنيين الأكراد من المدينة وضواحيها الى تركيا وكان عدد سكانها قبل اعمال العنف نحو 450 ألف نسمة، بحسب المرصد.

ولجأ منذ الجمعة، نحو 70 ألف مدني كردي إلى تركيا، بحسب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة التي أشارت إلى احتمال وصول «مئات آلاف» الاشخاص إلى تركيا في حين حذرت المعارضة السورية في المنفى من عملية «تطهير اثني».

وقالت ممثلة المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في تركيا كارول باتشيلور إن الرقم الحقيقي قد يكون أكثر من 100 ألف شخص حيث تواجه تركيا واحدة من أكبر موجات تدفق اللاجئين من سوريا منذ اندلاع الحرب قبل أكثر من ثلاث سنوات.

دعوة جديدة

إلى ذلك جدد حزب العمال الكردستاني - الذي أمضى نحو ثلاثين عاماً في القتال من أجل الحكم الذاتي لاكراد تركيا - دعوته لشباب الأكراد في جنوب شرق تركيا لحمل السلاح والتوجه إلى كوباني لانقاذها.

وقال الحزب في بيان على موقعه على الانترنت إن «دعم هذه المقاومة البطولية ليس مجرد دين في أعناق الاكراد بل كل شعوب الشرق الاوسط. فالاكتفاء بتقديم الدعم ليس كافيا ولابد أن يكون المعيار هو المشاركة في المقاومة». وأضاف «لابد أن تغرق فاشية داعش في الدم الذي تريقه... وعلى شباب شمال كردستان (جنوب شرق تركيا) أن يتدفق في موجات على كوباني».

في السياق تجمع المئات تضامنا ليوم ثالث على الجانب التركي من سور الاسلاك الشائكة الذي يفصل بين جانبي الحدود قرب مدينة سروج حيث عبر كثير من اللاجئين.

وأطلقت قوات الأمن التي حاولت الحفاظ على النظام الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه وبدأ بعض المحتجين يقذفونها بالحجارة لابداء استيائهم.

Email