البيشمركة تستعيد 7 قرى والجيش يستعد لهجوم على «جرف الصخر»

واشنطن توسع ضرباتها ضد «داعش» بغارة قرب بغداد

ت + ت - الحجم الطبيعي

شنت مقاتلات أميركية، للمرة الأولى، غارة على موقع تابع لتنظيم «داعش» بالقرب من العاصمة العراقية بغداد، في وقت رحبت بغداد بالضربة مؤكدة أنها تمت بالتنسيق معها.

وألمحت واشنطن إلى أن مستشاريها العسكريين قد يقاتلون إلى جانب القوات العراقية، بالتزامن مع استعادة قوات البشمركة الكردية سبع قرى غرب أربيل في معارك قتل فيها عشرات «الدواعش»، في ظل استعدادات الجيش العراقي لشن هجوم على منطقة «جرف الصخر» في محافظة بابل لاستعادته من «داعش».

وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية أن الجيش الأميركي شن، لأول مرة، غارات جوية على موقع تابع لـ«داعش» قرب بغداد.

وقالت القيادة المركزية الأميركية في بيان إن «الجيش الأميركي استخدم طائرات هجومية ومقاتلة في شن غارات جوية اسناداً للقوات الأمنية العراقية جنوب غربي بغداد وقرب بلدة سنجار».

وجاء في البيان أن «الضربة الجوية جنوب غربي بغداد كانت الأولى في إطار جهودنا الموسعة التي تتجاوز حماية شعبنا والمهمات الإنسانية إلى مرحلة ضرب أهداف (لتنظيم داعش)، تزامناً مع مواصلة هجوم القوات العراقية».

وأشار إلى أن «الغارة الجوية التي نفذت جنوب غربي بغداد، تمت بناء على طلب الحكومة العراقية لمدها بمساندة جوية بعد مهاجمة جنود عراقيين من قبل مقاتلي داعش».

وشن الطيران الأميركي أيضاً غارة أخرى شمالي العراق، بالقرب من سنجار.

وتمكنت الغارات الجوية من «تدمير ست سيارات تابعة للتنظيم قرب سنجار وموقعاً قتالياً له جنوب غرب بغداد يستخدم في مهاجمة قوات الأمن العراقية»، بحسب البيان.

وبحسب القيادة المركزية الأميركية، وصل عدد الغارات الجوية للجيش الأميركي ضد تنظيم «داعش» في العراق إلى 162 غارة.

ترحيب عراقي

من جهته، أكد الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية الفريق قاسم عطا، أن الغارة الأميركية قرب بغداد، أصابت هدفاَ للتنظيم في منطقة صدر اليوسفية، فيما اعتبر الضربة بأنها «مهمة».

وقال عطا في تصريح صحافي، إن «الضربة مهمة ونفذت بالتنسيق مع قيادة عمليات بغداد». وأضاف أن «هناك تنسيقاً مع الأميركيين لتحديد الأهداف المعادية واستطلاعها وقرار ضربها من قبل الطيران الأميركي». واعتبر عطا أن «توسيع نطاق العمليات مهم لتدمير تلك الأهداف والقضاء عليها».

في الأثناء، أعلن رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي أن المستشارين العسكريين الأميركيين العاملين مع القوات العراقية قد يشاركون في مهمات قتالية ضد مسلحي التنظيم إذا لزم الأمر.

وقال أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ: «إذا وصلنا إلى مرحلة بات يتوجب فيها على مستشارينا مرافقة القوات العراقية في هجماتها ضد أهداف محددة لتنظيم الدولة، فإنني سأوصي الرئيس بالسماح بذلك».

البحث عن حلفاء

وتسعى واشنطن لإقناع فصائل مسلحة وقيادات عشائرية بمحاربة مقاتلي تنظيم داعش في خطوة تماثل حركة الصحوات التي طردت تنظيم القاعدة من البلاد قبل ست سنوات وذلك لأنها لا ترغب في إرسال قوات أميركية إلى العراق.

وأعلنت «جبهة الإنقاذ الوطني»، إحدى الفصائل المسلحة في المحافظات الست المنتفضة، استعدادها لمواجهة «داعش» ودعم العمل العسكري الحكومي للقضاء عليه.

استعادة7 قرى

على الأرض، استعادت قوات البشمركة الكردية السيطرة على سبع قرى بعد طرد مسلحي داعش. وقال ضابط بارز في قوات البشمركة إن «قواتنا تمكنت صباح (الثلاثاء) من طرد مسلحي داعش من قرى غرب أربيل واستعادة السيطرة عليها».

وأوضح أن «الاشتباكات تخللها قصف مكثف بالصواريخ وقذائف الهاون تمكنت قوات البشمركة بعدها من استعادة السيطرة على قرى بينها حسن الشام وسيوديان وبحرة وجسر الخازر». وأشار إلى أن هذه القرى تقع في منطقة الحمدانية الواقعة شرق مدينة الموصل.

اقتحام «جرف الصخر»

من جهتها، أنهت القوات العراقية استعداداتها الكاملة لتنفيذ عملية عسكرية واسعة في ناحية «جرف الصخر» التابعة لمحافظة بابل، بهدف تحرير جميع مناطقها من سيطرة التنظيم في الحملة التي سيشارك فيها ثلاثة آلاف جندي بغية اجتياح الناحية من ستة محاور.

وذكر موقع قناة «العراقية» الإلكتروني أن هذه الحملة «تأتي منسجمة مع النجاحات الأمنية المتحققة خلال الأيام الماضية والتي تمخض عنها (الاثنين) تطهير مخازن العتاد وحي المصافي في بيجي».

وأشار إلى أن ذلك يأتي في وقت تمكنت فيه القوات المسلحة العراقية من قتل العشرات من أفراد داعش، ومن بينهم «والي» ناحية يثرب عدنان الناهي.

مقتل عشرات من داعش

وأعلنت قيادة عمليات بغداد مقتل أربعة من عناصر «داعش» شمال غربي العاصمة العراقية بغداد.

وقال الناطق باسم القيادة العميد سعد معن إن قوة من اللواء 59 تمكنت من قتل العناصر الأربعة ، وتدمير عجلتهم في منطقة «الحلابسة» شمال غرب بغداد.

كما أعلن مصدر أمني في مصفى بيجي أن عناصر من «داعش» حاولوا الهجوم على المصفى شمال العراق لكن القوات الأمنية وطيران الجيش تصدى للهجوم ما أسفر عن مقتل 24 منهم، فضلاً عن حرق خمس عجلات تابعة لهم في منطقة «البوجواري».

وقتل مسلحان اثنين جراء انفجار عبوة ناسفة داخل عجلة كانا يحاولان نقلها ونصبها لاستهداف المدنيين في منطقة حي السلام بالمحمودية جنوب بغداد.

وذكرت مصادر أمنية أن 14 من عناصر التنظيم قتلوا وأصيب أربعة آخرون جراء انفجار صاروخ معد للإطلاق ومحمل بمادة الكلور السامة في إحدى المناطق شمالي بلدة الضلوعية جنوبي محافظة صلاح الدين شمال بغداد.

نحر امرأة

وأفاد مصدر محلي في محافظة نينوى، بأن «داعش» نحر امرأة بذريعة أنها كانت تعمل في مجال تفتيش النساء جنوبي الموصل. وقال المصدر في حديث لموقع «السومرية نيوز» الإخباري، إن التنظيم أقدم أمس «على إعدام امرأة نحراً، بحجة أنها كانت تعمل في تفتيش النساء بمحكمة حمام العليل».

محاربة فكرية

رأى وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن محاربة تنظيم داعش فكرياً أهم من محاربته عسكرياً وأن إقناع الجهاديين المحتملين بأن تنظيم داعش يشوه الإسلام، أمر يشكل أهمية أكثر من العمل العسكري.

وقال كيري، في تصريحات للصحافيين المرافقين له خلال جولته الشرق أوسطية التي أتبعها بزيارة باريس، ونقلتها مجلة «تايم» الأميركية أمس على موقعها الإلكتروني، «نحن نحارب فكراً لا نظاماً، ويعد الشق العسكري مجرد جانب واحد للأمر»، مؤكداً «أنه عنصر مهم لكن ليس الوحيد، وربما الأهم بكثير من العمل العسكري في النهاية هو تجفيف منابع الجهاديين».

Email