عشرات القتلى والجرحى بمعارك في ورشفانة

ولادة متوقعة للحكومة الليبية اليوم

ت + ت - الحجم الطبيعي

تتجه الانظار اليوم الاثنين إلى مجلس النواب الليبي حيث من المنتظر أن يقدم رئيس الحكومة المؤقتة عبد الله الثني، تشكيل الحكومة الليبية الجديدة، لإقرارها والموافقة عليها، بالتزامن مع تجديد ترحيبه بمساعدة المجتمع الدولي في الحرب على الإرهاب.

فيما سقط عشرات القتلى والجرحى باشتباكات شهدتها مدينة ورشفانة، غربي العاصمة الليبية طرابلس بعد عودة القتال إلى المدينة بين مسلحين من قوات «فجر ليبيا»، وهي قوات مصنفة إرهابية من قبل مجلس النواب المنتخب، ومسلحين مما يعرف بـ«جيش القبائل» الموالي للجيش الوطني الليبي.

وقال عضو مجلس النواب الليبي جلال الشويهدي: «إن هناك توجهًا كبيرًا لمنح مجلس النواب الثقة لحكومة الثني اليوم الاثنين، من أجل منحه الفرصة سريعًا للتعامل مع حالة الجمود التي تعانيها مؤسسات الدولة، ودعم مؤسستي الجيش والشرطة بالإمكانات اللازمة لمواجهة الانفلات الأمني والإرهاب».

ترحيب

في غضون ذلك، جدد البرلمان المنتخب تأكيده أن ليبيا ممثلة في مجلس النواب والحكومة المكلفة، يرحبان بمساعدة المجتمع الدولي في الحرب على الإرهاب.

وقال الناطق الرسمي باسم مجلس النواب فرج بوهاشم في بيان صحفي في مدينة طبرق، إن «آفاق المساعدة الدولية مفتوحة من أجل حماية المدنيين وممتلكاتهم ومرافق الحياة، التي تتعرض للتدمير والنهب على يد مجموعات مسلحة خارجة عن القانون».

وأوضح أن ليبيا تنتظر دعمًا على جميع الأصعدة بما في ذلك الدعم العسكري. مشيرا إلى أن هناك مؤتمرًا دوليًّا حول ليبيا سيُعقد قريبًا في إسبانيا. وكان مجلس النواب في أولى جلساته أغسطس الماضي دعا إلى التدخل الأجنبي لحماية المدنيين، الأمر الذي انقسم على خلفيته الرأي العام بين مؤيد ومعارض، وأكد أن الهدف من ذلك بسط الأمن في البلاد ومنع تقسيمها.

معارك ضارية

إلى ذلك، ذكرت وسائل إعلام ليبية بأن مسلحي «فجر ليبيا» استولوا على أجزاء من مدينة ورشفانة، التي تبعد نحو 20 كيلومتراً إلى الجنوب الغربي من العاصمة بعد اشتباكات مع ما يعرف بـ«جيش القبائل» الموالي للجيش الوطني الليبي وأشارت إلى مقتل 20 شخصا بين الجانبين وجرح آخرين جراء القصف الذي قام بها مسلحو فجر ليبيا.

وتأتي هذه الجولة من الاشتباكات استكمالاً لاشتباكات وقعت الجمعة بالمدينة بحسب ما ذكره سكان ورشفانة، الذين أفادوا بوقوع عمليات قصف بالصواريخ على مناطقهم المتحالفة مع قوات الزنتان، التي طردتها قوات مصراتة (المتحالفة مع الجماعات المتطرفة) من العاصمة منتصف أغسطس الماضي.

نزوح 3000

وقال مسؤول محلي من ورشفانة، إن «نحو 3 آلاف شخص فروا من المنطقة بسبب القصف اليومي الذي تشنه مجموعات مسلحة من طرابلس، صنفها البرلمان الليبي على أنها إرهابية». من جهة أخرى أكد مصدر عسكري من مدينة غريان، تجدد الاشتباكات بين كتيبتي «الصواعق» و«القعقاع» من جهة، وسرايا «ثوار غريان» من جهة أخرى في منطقة أبو شيبة القريبة من المدينة.

وقال المصدر إن «عناصر سرايا ثوار غريان المتركزين في مدينة غريان قصفوا بوابل من صواريخ «غراد» رتلًا عسكريًّا يتكون من كتيبتي الصواعق والقعقاع، كان بصدد التوجه إلى منطقة ورشفانة قادمًا من الزنتان».

يُذكر أن هذه المرة الخامسة التي تُعلِن فيها سرايا ثوار غريان مواجهتها عناصر من كتيبتي الصواعق أثناء محاولتهم التوجه إلى ورشفانة.

وفد دبلوماسي

وصل إلى مدينة طبرق الليبية أمس وفد دبلوماسي عربي يضم كبار المسؤولين في دول الجوار الليبي.

ويضم الوفد من مصر مساعد وزير الخارجية لشؤون دول الجوار بدر الدين زايد وسفير الجزائر بالقاهرة نزير العرباًوي ومحمد أبو بكر سفير مصر في طرابلس. وشارك في الزيارة مديرو الشؤون العربية بوزارات الخارجية في تونس وتشاد والنيجر والسودان.

وقالت مصادر دبلوماسية إن ترتيبات تجرى حاليا لزيارة يقوم بها وزراء خارجية دول الجوار الليبي لمدينة طبرق الليبية تنفيذا لتوصيات اجتماع القاهرة لمجموعة دول الجوار الذي عقد في 25 أغسطس الماضي.

وأضافت أن «الزيارة التي تعد الأولى من نوعها لوزراء خارجية دول الجوار لليبيا ستضع اللبنات الأولى لعملية مصالحة ليبية ليبية تزامناً مع دعوة المؤتمر الوطني لإجراء حوار وطني يشمل التيارات الليبية كافة وسيقوم الوفد الوزاري بلقاء مع التيارات الليبية التي نبذت السلاح رغبة منها بالانخراط في العملية السياسية».

فرنسا تسعى نحو مشاركة عسكرية للجزائر في ليبيا

 

 

تأكدت مساعي فرنسا للحصول على مشاركة للجزائر في تدخل عسكري في ليبيا عن طريق استعمال مجالها الجوي، حيث إن الزيارة التي يقوم بها رئيس أركان الجيش الفرنسي إلى الجزائر بيار دوفيليي مع وفد عسكري ضخم يضم 4 جنرالات وعقيدين من القيادات العسكرية وشخصيات مدنية، تؤكد أن الأمر يتجاوز لقاءات روتينية بل مناقشة تفاصيل ضربة عسكرية إلى ليبيا، لكن مصادر أكدت رفض الجزائر القطعي استغلال مجالها الجوي على غرار ما حدث في مالي.

وبتوجه دوفيليي إلى الناحية العسكرية الرابعة، إلى بسكرة المتاخمة للحدود مع تونس وليبيا، فإنه تأكد للعيان أن الملف الليبي هو سبب الزيارة بالتحضير لعملية عسكرية وشيكة في ليبيا، ما يشير إلى نيات فرنسية لاسترجاع النفوذ في المنطقة.

اجتماع الجمعية العامة

وتتعزز نيات فرنسا، حول اللجوء للحل العسكري في ليبيا، بقرار الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إدراج الملف الليبي في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 28 سبتمبر الجاري، ما يؤكد أن باريس ووراءها واشنطن تبحثان عن شرعية دولية بالتدخل تحت اسم «الناتو»، سعياً لتوسيع نشاطهما في المنطقة، مع ربح أوراق للضغط على دول الجوار الليبي ومنها الجزائر، لإخراجها من حدودها وجرها إلى المشاركة العسكرية.

ولم تطمئن تصريحات رئيس الدبلوماسية الجزائرية رمضان لعمامرة وقوله «إنه ليس هنالك تدخل عسكري مبرمج حالياً في ليبيا» وتأكيده «وجود تشاور جزائري فرنسي في عدة ملفات منها الملف الليبي وهذا التشاور مندرج في سياق العمل التشاوري للجزائر الذي يجمعها بكثير من البلدان، انطلاقاً من كون الجزائر بلداً محورياً في المنطقة».

علامات الاستفهام الكبيرة التي تطرحها بشأن الزيارة لقادة عسكريين فرنسيين إلى الجزائر.

رفض الطلب الفرنسي

وقال مصدر أمني جزائري: «إنّ الجزائر تدرس مطالب لدول غربية من أجل تقديم تسهيلات جوية لعمليات تدخل عسكري في ليبيا للقضاء على الجماعات الإرهابية»، مشيرًا إلى أنّ «الطلب الغربي لم يجد موافقة رسمية حتى الآن».

وأكّد المصدر أن «فرنسا والولايات المتحدة الأميركية طلبتا من الجزائر السماح بمرور طائرات تجسس وطائرات لنقل فرق كومندوس فوق الأجواء الجزائرية من أجل استكشاف بعض المناطق في ليبيا لكن الجزائر رفضت كليا المساعدة».

بتأكيد أن «الدستور الجزائري واضح بخصوص هذا النوع من الأوضاع فهو يحظر على قواتنا عبور الحدود». وكانت الصحافة الفرنسية قد أوردت في وقت سابق أن قوات «كومندوس» جزائرية تنشط بالفعل داخل الأراضي الليبية للقضاء على الإرهاب بمشاركة قوات خاصة أميركية وفرنسية، فضلا عن جنود من تشاد لبسط الأمن في ليبيا بالتعاون مع الجيش.

مشاركة

تشارك الجزائر في الندوة الدولية التي تستضيفها العاصمة الاسبانية مدريد الاربعاء المقبل، حول الاستقرار والتنمية في ليبيا.

وكشفت مصادر دبلوماسية أن وزير الخارجية رمضان لعمامرة، سيشارك في الاجتماع الذي من المتوقع أن يحضره مسؤولون كبار من دول الجوار الليبي ودول أخرى أوروبية.

Email