نصّت على تسمية رئيس وزراء خلال أسبوع وخفض سعر الوقود

الحوثيون يرفضون مبادرة هادي ويرفعون سقف المطالب

ت + ت - الحجم الطبيعي

رفع المتمردون الحوثيون أمس سقف مطالبهم ورفضوا مبادرة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي القاضية بتشكيل حكومة وطنية جديدة يتم تكليف رئيس لها في غضون أسبوع وتخفيض أسعار الوقود، بحسب مطالبهم السابقة، مقابل إزالة مخيماتهم من داخل العاصمة صنعاء ومحيطها والانسحاب من مدينة عمران.

وتبنى هادي، الذي ترأس لقاء وطنياً موسعاً أمس، مبادرة اللجنة الرئاسية المكلفة التفاوض مع الحوثيين، والتي تنص على «إقالة الحكومة الحالية وتشكيل حكومة وحدة وطنية بما يضمن تحقيق الكفاءة والنزاهة والشراكة الوطنية»، على أن يقوم «خلال أسبوع بتكليف من سيشكل الحكومة بالتشاور مع المكونات السياسية».

اختيار الوزراء

وبحسب المبادرة، فإن للرئيس اليمني وحده حق اختيار وزراء الوزارات السيادية، وهي، الدفاع والداخلية والخارجية والمالية. وتدعو المبادرة إلى مشاركة الحوثيين في حكومة الوحدة الوطنية، إضافة إلى «الحراك الجنوبي السلمي» المطالب بغالبيته بالانفصال عن الشمال والقوى السياسية الأخرى والمرأة والشباب.

أسعار المحروقات

وبحسب النص، سيقوم الرئيس اليمني بـ«إعادة النظر» في الزيادة السعرية التي فرضت على المحروقات اعتباراً من نهاية يوليو، على أن يخصم مبلغ 500 ريال يمني من سعر صفيحة البنزين والديزل (20 ليتراً) يؤدي إلى تخفيض سعر كل من مادتي الديزل والبترول 500 ريال، بحيث يصبح سعر مادة الديزل (3400ريال) وسعر مادة البنزين (3500 ريال).

وبذلك يكون هادي وافق على حسم أكثر من ربع الزيادة السعرية التي تم تطبيقها على المحروقات (ربع الزيادة على الديزل وثلث الزيادة على البنزين).

8 نقاط

وأكدت المبادرة التي جاءت من ثماني نقاط ضرورة أن «يتضمن برنامج الحكومة الجديدة إعادة النظر في السياسات الاقتصادية والمالية والنقدية وتنفيذ حزمة من الإصلاحات العميقة، إضافة الى رفع الحد الأدنى للأجور».

وأكدت «ضرورة الالتزام من جميع المكونات والفعاليات السياسية بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني وفقاً لآليات مزمنة، واستكمال المهام المتبقية لصيانة وإقرار الدستور والاستفتاء عليه، والتزام المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة والأطراف المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني الشامل بتبني سياسة إعلامية وخطاب إعلامي بناء وإيجابي وداعم للعملية السياسية بشكل عام ولمخرجات الحوار الوطني بشكل خاص».

لا عودة للماضي

وأكد الرئيس اليمني في تصريحات، الذي التقى أيضاً سفراء الدول العشر الراعية لاتفاق نقل السلطة، أن «لا عودة لماضي القهر والضيم ولا عودة لدائرة الصراعات التي ألهتنا عن هدفنا الأساسي في بناء الإنسان اليمني وبناء الوطن».

وتابع: «أكدت حرصي على تجنيب اليمن لويلات الاقتتال وتمسكي بسيف السلم وحرصي عليه لآخر لحظة، لذا كنت أمنح الفرصة تلو الفرصة لإيماني العميق بمشروعنا الوطني الذي ابتدأناه بصنع توافقات كانت تبدو مستحيلة في مؤتمر الحوار ولكنني في ذات الوقت لن أسمح لأي عابث بأن يهدد أمن الوطن واستقراره». وأضاف كما «أؤكد أنني سأتعامل بحزم مع كل محاولات لزعزعة الأمن وبث الفرقة»، مشدداً بأنه «لن يسمح لأحد بأن يعيد اليمن إلى الوراء لأي سبب».

رفض الحوثيين

لكن الناطق الرسمي باسم الحوثيين محمد عبدالسلام رفض اليد الممدودة قائلاً انه «لم يصدر أي موافقة بخصوص ما تم تداوله في بعض وسائل الإعلام عن مبادرة قدمتها اللجنة الحكومية». وأضاف: «نؤكد أن ما صدر من اللجنة موقف يمثلها ولسنا موافقين عليه وأن موقفنا ما زال إلى جانب الشعب اليمني الذي خرج ليطالب بحقوق مشروعة وعادلة ونعتبر المحاولات التي تسعى إلى تمييع المطالب الشعبية هدفها الالتفاف على مطالب الشعب اليمني»، على حد وصفه.

كذلك، قال القيادي في جماعة الحوثي علي البخيتي، في صفحته على «فيسبوك» إن «المبادرة لا شأن لجماعته بها».

لا تراجع

بدوره أعرب المستشار الإعلامي للرئيس اليمني فارس السقاف عن أسفه لهذا الموقف، وقال لـ«البيان» إن «قرار الحوثيين كان متسرعاً لأن الخطوة الرئاسية كانت محرجة لهم». وأضاف: « الباب لا يزال مفتوحاً وينبغي أن يكون هناك حوار لتنفيذ المبادرة التي أقرت في اللقاء الموسع».

 وأوضح أن «الرئيس وافق على أن يمضي قدماً في هذه المبادرة وسيشكل حكومة وحدة وطنية جديدة». وأردف: «نأمل أن ينضم الحوثيون إلى هذه العملية، ولكن في كل الأحوال، فإن الرئيس ماضٍ في تطبيق هذه النقاط التي تحظى بالتفاف يمني واسع».

تعنت

يرى مراقبون أن التعنت الواضح من جماعة الحوثي يؤكد تشبثها بالحرب، وهو الأمر الذي أكده رئيس اللجنة عبدالملك المخلافي في تصريحات سابقة.

ويأتي ذلك غداة دعوة عبدالملك الحوثي أنصاره إلى «العصيان المدني» في إطار التحرك الاحتجاجي التصاعدي الذي أطلقه في 18 أغسطس لإسقاط الحكومة وإجبارها على التراجع عن رفع أسعار الوقود. ويحتشد الآلاف من أنصار الحوثيين، بينهم مسلحون، في صنعاء وحولها في مشهد عزز المخاوف من انزلاق البلاد إلى حرب أهلية.

Email