الرئيس الأميركي يبحث عن استراتيجية تجنبه خيار إما الأسد أو التنظيم المتطرف

أوباما: لا نملك خطة لمواجهة «داعش» في سوريا

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

قلل إقرار الرئيس الأميركي باراك أوباما بعدم امتلاكه استراتيجية لمواجهة تنظيم داعش في سوريا من إمكانية توجيه ضربة عسكرية وشيكة ضد مواقع التنظيم الذي يكلف قصفه في العراق 7.5 ملايين دولار يومياً، مؤكداً أن الأولوية في الوقت الحالي «ضمان دحر المكاسب التي حققها التنظيم» في العراق، ورغم أنه لم يكن حازماً لجهة أن لا يشمل التحالف الذي سيحشد له وزير الخارجية الأميركي جون كيري في جولته الإقليمية القريبة نظام الرئيس بشار الأسد، إلا أنه شدد على أن واشنطن ليست محصورة بين خياريْ داعش والأسد بل إنها ستعمل على تقديم بديل للسوريين يتجاوز كليهما.

ونتيجة المخاطر التي بات يشكها المتطرفون، رفعت بريطانيا درجة الخطر الإرهابي إلى ثاني أعلى درجة تحسباً لأي هجمات إرهابية.

وأقر الرئيس الأميركي باراك اوباما بوضوح بأن واشنطن لا تملك استراتيجية حتى الآن لمهاجمة تنظيم داعش في سوريا، قاطعاً الشك باليقين حول امكان توجيه ضربات عسكرية وشيكة.

لكنه استبعد توجيه ضربات عسكرية في سوريا على المدى القصير بعد ايام من التكهنات طغت عليها تصريحات لمسؤولين في «البنتاغون» حذروا من مجموعة «تتمتع بحرفية عسكرية عالية وتتجاوز اي تهديد إرهابي اخر».

وقال اوباما في مؤتمر صحافي في البيت الأبيض: «نحتاج إلى خطة واضحة»، وذلك قبل ان يجتمع مجدداً مساء مع اعضاء مجلس الأمن القومي.

واذ شدد على ضرورة التعويل على «شركاء اقليميين أقوياء»، اعلن ان وزير الخارجية جون كيري سيتوجه قريبا إلى الشرق الأوسط لبناء تحالف لا بد منه للرد على هذا التهديد الذي سبق ان وصفه بأنه «سرطان».

ضمان العراق

ولا تقتصر استراتيجية أوباما تجاه تنظيم الدولة الإسلامية على العمل العسكري بل تتضمن دعم المعارضين السنة المعتدلين في سوريا والتشجيع على تشكيل حكومة وحدة في بغداد بين الشيعة والسنة الذين يخوضون صراعاً طائفياً.

وقال أوباما: «أولويتي في هذه المرحلة هي ضمان دحر المكاسب التي حققها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وأن العراق لديه الفرصة ليحكم نفسه بفاعلية وتأمين نفسه».

وأضاف أن الخيارات التي طلبها من المخططين العسكريين في وزارة الدفاع تركز في الأساس على التأكد من أن التنظيم «لا يكتسح العراق».

وأكد اوباما عزمه على التشاور في شكل واسع مع الكونغرس حول اي عمل عسكري محتمل في سوريا، وقال: «لا أريد ان اضع العربة أمام الحصان. من غير المجدي أن اطلب رأي الكونغرس قبل ان اعلم بالضبط ما علينا القيام به لبلوغ اهدافنا».

وضع الأسد

في السياق، اكد اوباما أن ليس على الولايات المتحدة ان تختار بين نظام الرئيس السوري بشار الأسد ومقاتلي داعش.

وأردف: «سنواصل دعم المعارضة المعتدلة لأن علينا ان نقدم للناس في سوريا بديلاً يتجاوز الأسد او داعش».

وأضاف: «لا ارى اي سيناريو يكون فيه الأسد قادراً في شكل او في اخر على جلب السلام في منطقة ذات غالبية سنية. لم يظهر أبداً حتى الآن عزمه على تقاسم السلطة معهم (السنة) او السعي إلى اتفاق»، مكرراً ان الرئيس السوري «فقد اي شرعية» على الساحة الدولية.

ردود فعل

وأثار تعليق أوباما بشأن كيفية التعامل مع «داعش» انتقادات من الجمهوريين قابلها توضيح من الناطق باسم البيت الأبيض جوش ايرنست.وقال عضو مجلس النواب الجمهوري توم برايس في رسالة على موقع «تويتر»: «الرئيس يقول (ليست لدينا استراتيجية بعد) هذا واضح وغير مقبول على نحو متزايد». وقال رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب مايك رودجرز: «هذا الأمر يؤكد ما كنا نقوله منذ نحو عامين: ليس هناك استراتيجية حقيقية». وأضاف: «الجميع يعلم انه لا يمكن وقف داعش من دون استهداف ما يعتبر قاعدتهم، عاصمتهم، في شرق سوريا».

وقال الناطق باسم البيت الأبيض إن أوباما كان يشير إلى الخيارات العسكرية وإن الرئيس لديه استراتيجية شاملة لمواجهة الجماعة من خلال الوسائل الدبلوماسية.

تأهب بريطاني

من جهة أخرى، قالت وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي ان بلادها رفعت درجة الخطر الإرهابي إلى «شديدة» وهي ثاني أعلى درجة وذلك تحسبا لأي هجمات ربما يجري التخطيط لها في سوريا والعراق.

وقالت ماي في بيان: «هذا يعني ان وقوع هجوم إرهابي مرجح بشدة لكن لا توجد معلومات مخابراتية تشير إلى هجوم وشيك».وتابعت: «رفع مستوى الخطر مرتبط بالتطورات في سوريا والعراق حيث تخطط جماعات إرهابية لهجمات على الغرب.

ومن المرجح أن يشترك في بعض هذه الخطط مقاتلون أجانب سافروا إلى هناك من المملكة المتحدة ومن أوروبا للانضمام لتلك الصراعات».وهذه المرة الأولى منذ منتصف 2011 التي ترفع فيها بريطانيا مستوى الخطر إلى هذه الدرجة وذلك بعد تقييم أجراه المركز المشترك لتحليلات الإرهاب وهو الجهة المسؤولة عن تحديد مستوى التهديد القومي.ويقول مسؤولون إن 500 بريطاني على الأقل سافروا إلى سوريا أو العراق. وقال برنارد هوجان هوي قائد شرطة لندن يوم الأربعاء إنه يعتقد أن حوالي 250 منهم عادوا إلى الوطن.

إجراءات في ألمانيا

طالبت نقابة الشرطة الألمانية (جي دي بي) بتشديد قوانين مكافحة الإرهاب وذلك نظراً للمخاطر التي يمثلها الإسلاميون المقاتلون الذين عادوا إلى ألمانيا.

وفي تصريحاته للموقع الالكتروني لصحيفة «هاندلسبلات» الألمانية، أعرب نائب رئيس النقابة يورج راديك عن رغبته في إنزال عقوبة بحق من يقيم ويتدرب بمعسكر للإرهاب دون إلزام الشرطة بتقديم دليل على ارتباط ذلك بنية ملموسة من وراء الإقامة والتدريب لشن هجوم عنيف في البلاد.

Email