أوباما يبحث عن خيارات.. والاتحاد الأوروبي يناقش اليوم أزمتي العراق وسوريا

حشد واشنطن ضد «داعش» يصطدم بضعف الاستخبارات »

مقاتل من العشائر يشتبك مع عناصر داعش في بلدة الحديثة شمال بغداد رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

 

واجه مسعى الولايات المتحدة في تشكيل ائتلاف دولي لشن حرب على تنظيم داعش في سوريا والعراق تحديات كبيرة تتعلق بامتناع حلفاء محتملين عن المشاركة ونقص المعلومات الاستخباراتية، وهو ما قد يتسبب بإيقاع ضحايا غير مدرجين على بنك الأهداف، الأمر الذي يزيد من احتمال فتح قناة واسعة من الاتصال مع النظام السوري بغرض تبادل المعلومات، ومن المتوقع أن يناقش الرئيس الأميركي هذه التحديات والخيارات المطروحة في اجتماع مع فريق الأمن القومي فجر اليوم، فيما يبحث وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اليوم تحدي الإرهاب في اجتماع غير رسمي في مدينة ميلانو الإيطالية.

وقال مسؤولون في الإدارة الأميركية إن الولايات المتحدة تكثف مساعيها لبناء حملة دولية ضد «داعش» في العراق وسوريا بما في ذلك تجنيد شركاء لاحتمال القيام بعمل عسكري مشترك. وأضافوا أن بريطانيا واستراليا مرشحتان محتملتان. وكانت ألمانيا أكدت أنها تجري محادثات مع الولايات المتحدة وشركاء دوليين اخرين بشأن عمل عسكري محتمل لكنها أوضحت أنها لن تشارك.

حلفاء مقربون

ولم يتضح عدد الدول التي ستنضم للحملة فبعض الحلفاء الموثوق بهم مثل بريطانيا وفرنسا لديهم ذكريات مريرة عن انضمامهم للتحالف الذي قادته الولايات المتحدة لغزو العراق العام 2003 والذي ضم قوات من 38 دولة. وقال المسؤولون إن الولايات المتحدة قد تتحرك بمفردها اذا دعت الضرورة.

وقالت السفارة البريطانية في واشنطن انها لم تتلق اي طلب من الولايات المتحدة بخصوص شن ضربات جوية. وقال ناطق باسم رئيس الوزراء الأسترالي توني ألبوت إن المساعدات الانسانية في العراق قد تتواصل لكنه رفض الافصاح عما اذا كانت استراليا ستنضم إلى اي عمل عسكري تقوده الولايات المتحدة.

نقص المعلومات

لكن هذ السعي يواجه تحديات ومخاطر أخرى تجعلها خياراً محفوفاً بالمخاطر في ظل نقص المعلومات الاستخباراتية لدى معظم الدول المرشحة بالمشاركة، بما فيها الولايات المتحدة.

وقال مسؤولون وخبراء أميركيون إن القوات الأميركية تواجه تحديات هائلة في الوقت الذي يدرس فيه الرئيس باراك أوباما إمكانية شن هجوم جوي على «داعش» في سوريا.

ومن هذه التحديات عدم كفاية معلومات الاستخبارات عن الأهداف المحتملة ومخاوف من احتمال استخدام الدفاعات الجوية السورية ومن احتمال امتلاك المتشددين أسلحة مضادة للطائرات.

ويقول مسؤولون إن مداولات فريق الأمن القومي الذي يعمل مع أوباما حول توسيع نطاق الضربات الجوية لتشمل سوريا أيضا إلى جانب العراق تزايدت في الأيام الأخيرة. ويعقد اوباما اجتماعاً فجر اليوم لبحث الخيارات المتاحة.

خيارات خطرة

ومن المرجح أن يتركز أي هجوم جوي على قيادات «داعش» ومواقعها حول مدينة الرقة الواقعة في معقل التنظيم في شرق سوريا وكذلك المناطق الحدودية التي سهلت لقوات التنظيم اجتياح ثلث مساحة العراق. لكن كل خيار يحمل مخاطر في طياته.

وقال المستشار السابق لشؤون الشرق الأوسط في إدارات جمهورية وديمقراطية، ارون ديفيد ميلر: «توجد كل أنواع المحاذير والمخاطر التي تشير إلى أن الضربات الجوية في سوريا قد لا تكون فكرة عظيمة. لكن هذا لا يعني أنها لن تحدث».

وستكون مهمة ضرب الأهداف الصحيحة في سوريا أكثر صعوبة منها في العراق لنقص معلومات الاستخبارات على الأرض على النقيض من الوضع في شمال العراق، حيث قدمت القوات العراقية والكردية المعلومات.

وحتى الآن لم تصبح المعارضة السورية التي تحظى بدعم أميركي ويمكن أن تقدم المعلومات المطلوبة قوة قتالية يعتد بها.

اعتراف أميركي

واعترفت وزارة الدفاع الأميركية علنا أنها تملك معلومات غير كافية عن تحركات مقاتلي «داعش» وقدراتهم وقد انعكس هذا في المحاولة الفاشلة التي قامت بها قوات أميركية خاصة لإنقاذ رهائن أميركيين في يوليو الماضي.

ويفتح نقص المعلومات الباب أمام إمكانية سقوط ضحايا بين المدنيين من جراء الضربات الجوية في سوريا لا سيما في ضوء سرعة حركة المقاتلين المتشددين واندماجهم وسط السكان المدنيين في مناطق عمرانية مثل الرقة.

والخيارات المتاحة أمام أوباما في القوة الجوية لتوجيه الضربات كثيرة من الطائرات دون طيار إلى مقاتلات «ستيلث» بالإضافة إلى إمكانية إطلاق صواريخ من السفن الحربية في البحر أو الطائرات المنطلقة خارج الأجواء السورية. ومن الممكن استخدام الطائرات دون طيار التي تعد السلاح المفضل لدى أوباما في محاربة القاعدة في باكستان واليمن لكنها ربما تستخدم للاستطلاع أكثر منها في توجيه الضربات الصاروخية.

اجتماع أوروبي

في الأثناء، يعقد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الـ28 اليوم وغداً اجتماعاً غير رسمي في مدينة ميلانو الايطالية سيبحث في موضوعات رئيسة وعلى رأسها ملف التصدي لخطر «داعش».

ووفقاً لبيان اصدرته رئاسة الاتحاد الأوروبي، فإن الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون ستترأس الاجتماع الذي ستحضره مؤسسات الاتحاد الأوروبي. وإلى جانب سوريا والعراق، توقعت مصادر في الاتحاد ان يتم خلال الاجتماع بحث الأوضاع في كل من غزة وليبيا وأوكرانيا.V

تسليح «داعش»

قال كبير محللي الدراسات الاستراتيجية في مركز التحليلات البحرية الذي يقدم المشورة للجيش الأميركي، ايريك تومسون: «تسيير طائرات فوق سوريا مختلف جداً عنه في العراق. فالدفاعات الجوية أكثر تطوراً وبعضها في أيدي داعش». وفي تقرير صدر أخيراً وصفت مجموعة أبحاث مستقلة باسم مسح الأسلحة الصغيرة ومقرها جنيف تفاصيل نظم صواريخ تطلق من على الكتف في أيدي المقاتلين المتشددين. ومن الواضح أن بعضها سرق من مخزونات حكومية والبعض الآخر قدمته مصادر خارجية في دول أخرى.

قاضٍ  أميركي يدرس نشر ألفي صورة عن «أبو غريب

 

يدرس قاضٍ اتحادي أميركي إمكانية الإفراج عن نحو ألفي صورة تظهر سوء المعاملة المزعومة للسجناء الذين احتجزتهم السلطات الأميركية في سجن أبو غريب في العراق، فيما أعلن مدعٍ فيدرالي أميركي أن أربعة مرتزقة سابقين في شركة «بلاك ووتر» أطلقوا النار على مدنيين عراقيين أبرياء وعزل العام 2007.

وخلص القاضي ألفن هيلرستاين في نيويورك إلى أن وزارة الدفاع الأميركية فشلت في إثبات وجهة نظرها بأن الإفراج عن الصور سيُعرّض حياة العاملين والجنود الأميركيين في الخارج للخطر. وأشار أيضاً إلى أن وزير الدفاع السابق ليون بانيتا لم يفحص كل صورة على حدة قبل أن يقرر في أواخر عام 2012 إبقاءها كلها سرية.

وقال هيلرستاين إنه سيسمح للحكومة بتقديم المزيد من الأدلة التي تدعم وجهة نظرها قبل أن يأمر بنشر الصور وحدد لذلك جلسة الثامن من سبتمبر المقبل.

وكتب في حيثيات حكمه: «خلال هذه الدعوى اطلعت على بعض هذه الصور. أعرف أن الكثير منها غير ضار نسبياً في حين يحتاج البعض الآخر إلى دراسة جدية». ولم تعلق وزارة الدفاع بشكل فوري على الحكم. وفي حال نشر صور سيتم ذلك بشكل منقح لإخفاء هويات الأشخاص الموجودين فيها.

وقال هيلرستاين إن السيناتور السابق عن ولاية كونتيكت جو ليبرمان قال العام 2009 إن هناك 2100 صورة تقريباً.

في الأثناء، أعلن مدعٍ فيدرالي أميركي في مرافعته ان اربعة مرتزقة سابقين في شركة «بلاك ووتر» الأميركية الخاصة اطلقوا النار على مدنيين عراقيين.

وفي ختام محاكمة استمرت شهرين ونصف شهر أمام محكمة فيدرالية في واشنطن، تساءل المدعي انتوني اسانسيون لماذا اطلق الأربعة المتهمون بارتكاب مجزرة أودت بـ14 عراقياً في 16 سبتمبر 2007 في ساحة النسور ببغداد، النار على ابرياء، وقال: «لماذا اطلاق النار على كل هؤلاء الناس الذين يهربون، الذين يحاولون الابتعاد عنهم، لماذا اطلاق النار على هاتيك النساء وهؤلاء الأطفال العُزل؟.. ليس هناك أي سبب. ما قاموا به جريمة».

Email